لا أعتقد أن الرياضة المصرية سوف تستعيد عافيتها فى القريب العاجل، فما شهدته وما تشهده مصر انعكس بشكل مباشر عليها وأثر فيها تأثيراً بالغاً، وكنت أتصور أن يركز وزير الرياضة واللجنة الأوليمبية المصرية على دراسة كيفية النهوض بالرياضة بدلاً من التركيز على لقاء أرى أنه لن يؤثر إطلاقاً فى تحقيق أى نهضة رياضية، فمقومات نجاح الرياضة المصرية تكمن فى أيدى الإدارة ذات الخبرة الكبيرة وفى استخدام أحدث السبل والوسائل العلمية والتكنولوجية لأن الرياضة علم وليست فهلوة، ولا يمكن أن تتقدم الرياضة بشعار «شدى حيلك يابلد» أو بأى شعار آخر، فلم تتقدم أوروبا وأمريكا بالشعارات، وإنما بالأخذ بأسباب التقدم، ومن أهم أسباب التقدم العلم والإدارة وبكل أسف مازلنا نفتقد هذين السببين، وبكل أسف مازالت الإدارة تلعب بأسلوب الهواة، وبكل أسف أن فاقد الشىء لا يعطيه، فلا يمكن إذن أن تتقدم الإدارة فى ظل إدارة هاوية وليست محترفة ولا تأخذ بالعلم ولا تعمل من أجل تحقيق نهضة، ومازالت لعبة المجاملات تفرض نفسها على الساحة الرياضية فى جميع المجالات، ولهذا أرى أن الحل فى أيدى القائمين على العمل فى الاتحادات وفى الأندية، إذا كانوا يريدون فعلاً الخروج من عنق الزجاجة وأن يعملوا لصالح تحقيق نهضة رياضية، فأنا شخصياً فقدت الأمل فى وزارة الرياضة مثلما فقدت الثقة فى وزارة الشباب التى لا أجد لها معنى من وجودها سوى خسائر مالية بالجملة، ووزارة الرياضة أصبحت تعوق التقدم الرياضى خاصة فى ظل ترزية القوانين الذين لا هم لهم إلا إرضاء الوزير وتنفيذ رغباته، وللأسف أن مصر لا يوجد بها نجم الآن فى أى مجال يستطيع أن يأخذ بأيدى الرياضة بعد أن هرب الجميع قرفاً مما يحدث فى الوسط الرياضى بصفة خاصة، وفى الشارع المصرى بصفة عامة، ولن يستقيم حال الرياضة إلا إذا وجدت من يأخذ بيدها ولن تستعيد الرياضة المصرية مكانتها وليس أن تحقق التقدم المطلوب إلا إذا عاد الهدوء للشارع المصرى والاستقرار لمصر، ولن تعيد اللقاءات الرسمية والشعارات الوهمية والمؤتمرات الشكلية للرياضة مكانتها، فقد شبعنا مؤتمرات ولقاءات واجتماعات وشعارات ولم يتحقق من ورائها أى مكاسب اللهم إلا مكاسب شخصية لمن يديرونها فقط، أما مكاسب حقيقية للرياضة المصرية فلم يتحقق منها شىء، بالعكس نحن نتراجع وكأننا نسير فى الاتجاه العكسى، وإذا تحقق إنجاز فهو بمجهود شخصى وطفرة وليس وفق استراتيجية، وخطة مدروسة ولا دخل للإدارة العليا للرياضة فيها، واسألوا ربيع ياسين كيف وصل للمربع الذهبى فى بطولة أفريقيا، وما الحرب التى واجهها لكى ينقذ منتخب الشباب؟!.