تعالت أصوات الجماهير المطالبة بحضور مباريات الدورى والبطولتين العربية والأفريقية التى تشارك فيهما أندية مصرية، بعد أن وصلوا لمرحلة «القرف» مما يجرى فى الشارع المصرى من أحداث دموية وصراعات سياسية، فى الوقت نفسه مازالت الأحزاب الورقية وفلول الحزب الوطنى وما يسمى بجبهة الإنقاذ أو «الإفساد» تحرق مصر وتشعل الفتن فى المحافظات، والغريب أن رئيس الجمهورية فى واد، وما يحدث فى الشارع فى واد آخر، وحزب الكنبة فى واد ثالث، وسواء رضى الجميع أم لم يرضوا بالواقع الأليم، فإن الإخوان هم الذين يحكمون مصر الآن، ولخلع الإخوان يتطلب الأمر الحكمة والهدوء والتريث للتفكير فى كيفية التصدى لهذا الحكم وخلعه بالتالى، ومن وجهة نظرى أن الحل الوحيد فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، فالرئيس رفض إقالة الحكومة ورفض تعيين حكومة مؤقتة للإشراف على انتخابات مجلس الشعب، ورئيس الحكومة قال إن الحكومة ليس لها دخل بالانتخابات ورئيس الجمهورية عين نائبا لرئيس الحكومة للانتخابات مما يكشف حالة التردى والتضارب فى القرارات والتصريحات ما بين مؤسسة الرئاسة والحكومة، لذا كما قلت فإن العصا السحرية لخلع الإخوان والحكومة فى انتخابات مجلس الشعب، ولكى يضمن الجميع نزاهة الانتخابات وتحديدا نزاهة فرز الأصوات لابد من مشاركة إيجابية فعالة للشعب المصرى فى انتخابات مجلس الشعب ولابد من إشراف قضائى كامل وتام على هذه الانتخابات لضمان نزاهة فرز الأصوات وعدم تزوير العملية الانتخابية، أما أسلوب جبهة الإفساد والأحزاب فى رفض المشاركة فى الانتخابات فهو مرفوض لأنه يعنى واحدة من اثنتين: إما أنها - أى المعارضة - تعمل وفق أجندة محددة لتدمير مصر وعدم استقرارها وإما أنها تشعر أو تثق فعلا فى أنها لن يكون لها مكان فى مجلس الشعب حتى لو كانت تحت رقابة دولية وإشراف قضائى كامل، وأرى أن الحل أن تسخر المعارضة جهدها فى أن تتحد على كلمة سواء بالمشاركة الفعالة فى الانتخابات وتسخر الإعلام الذى تملكه وتصرف عليه لحث الشعب كله على المشاركة الإيجابية فى الانتخابات، وفى هذه الحالة وفى ظل إشراف قضائى كامل لا يمكن تزوير الانتخابات، خاصة أنها ستكون تحت أعين العالم كله.. رقابة دولية وإشراف قضائى كامل ومشاركة شعبية طاغية، أما الهروب من المشاركة فى الانتخابات فهى تعنى ترك الساحة بالكامل للإخوان ليرتعوا فيها كيفما شاءوا دون وجود منافسة ورقابة ومشاركة شعبية وقضائية، فإسقاط الإخوان يتطلب إذن تضافر جميع القوى وكى تأتى حكومة جديدة تشكلها أغلبية ليبرالية ثورية وطنية وليست إخوانية، فلا تنسوا أن الإخوان والسلفيين أكثر تنظيما، ولهذا مطلوب غلق الحناجر والأفواه والتفكير بعقل وروية وتؤدة لمصلحة شعب مصر ولمصلحة مصر العليا، أما غير ذلك فيعنى عملية تدمير ذاتية لمصر وللمصريين، فنحن نريد حكومة جديدة تعمل من أجل مصر وليس من أجل مصالح خاصة مثلما يحدث فى وزارتى الرياضة والشباب اللتين تعجان بلعبة المصالح الخاصة، وبند الثمانى سنوات وقطار الشباب أقرب مثالين للإدارة الفاشلة، فما بالكم بما يحدث فى جميع وزارات الحكومة.. ولك الله يا مصر.