أتصور أن رئيس الوزراء لن يغضب لو اقتبست «استايله» الخاص غير المسبوق في تحليل المشهد المأساوي الذي تعاني منه مصر الآن، فحالة «الإسهال السياسي» التي توجع الجسد المصري من الضروري أن نبحث سببه الحقيقي، لأن هذه الحالة المرضية لا يمكن أن تستمر حتي لا تفقد مصر كل المياه في جسمها، ونضطر لإعطائها محلول معالجة الجفاف، بالفعل بلدنا في حاجة لحل فوري قبل فوات الأوان نتمناه وطني أصيل الهوي لإسقاط الألاعيب الأيديولوجية التي تحاك ضد مصر ! لكن من هو الطبيب الذي من شأنه تشخيص الحالة بشكل دقيق وتحديد العلاج الشافي، وهذا «الإسهال السياسي» ليس سببه فقط أن الأحداث لا تغسل «ثدييها» قبل أن ترضع السيناريوهات المرتقبة، بل تقلب طقس المواجهات وأماكنها، ووفق قاعدة تداعي باقي الجسد بالسهر والحمي، فإن حمي الغضب الشعبي تنتشر كالنار في الهشيم من القاهرة للقناة، وللكثير من محافظات الدلتا وبحري، وأخيرا كان قنديل سببا محوريا في وصولها إلي الجزء الصعيدي من الجسد المصري، فرغم سكوت الأسايطة علي حق أبنائهم الذين راحوا في أتوبيس الأطفال المميت، لن يسكت ستات «بني سويف» قبل رجالها عن إهانتهن باتهامهن في شرفهن، بعد ادعاء اغتصابهن في الغيطان! فن تأليب المحافظات الذي يحترفه الإخوان وحلفاؤهم، وصل هو الآخر إلي حالة «مرضية» ولن أطيل في هذا الأسلوب الخاص جدا في قراءة المشهد حتي أصبح أنا الآخر عضوا جديدا في حزب «ماما كريمة»!.. لكن السؤال الآن: هل كان من الممكن أن يكون هناك رئيس وزراء مناسب لمرسي أكثر من قنديل؟!.. أتصور أن الإجابة مستحيل، فبالفعل الطيور علي أشكالها تقع، ويبدو أن أنباء المصاهرة بين مرسي وقنديل صادقة في هذا الإطار ! «عرتونا» فعلا.. فمن سحل «حمادة» إلي تعذيب القيادات الثورية الشابة حتي الموت وإلي الاغتصاب المعنوي والمادي لنساء مصر، يتجسد مشهد المهانة التي تعاني منها مصر، وكأن الإخوان أصروا علي نقل الجزء القمعي في النموذج الثوري الإيراني قبل أي شيء آخر.. ووفق ما لدي من معلومات أتصور أنه سيتم التحقيق في علامات الاستفهام التي تحاصر لغز العثور علي شهداء الثورة خلال الأيام الأخيرة في غرف العناية المركزة بمستشفي «الهلال» بعد أيام من اختطافهم !.. الأسلوب واحد والاتهامات كثيرة وتحيط بمعسكرات الأمن المركزي. رغم نفي الداخلية، إلا أن شهادات الناجين تؤكد تورط عناصر من الميليشيات الإخوانية في تعذيبهم، وهذا يتزامن مع بداية تفعيل «الحرس الثوري».. خاصة أن التقارير الطبية لوفاة هؤلاء الثوار تقشعر لها الأبدان الإنسانية بل الحيوانية أيضا، فكأنهم ارتكبوا كل الكبائر وقرروا أن يئدوا فيهم الثورة قبل أن يقتلوهم بالشنق والكهرباء والضرب والسحل والصلب والرصاص، وفي النهاية إلقاؤهم في الشارع المواجه لمستشفي «الهلال» التي تحولت إلي «الهلاك»! كل هذا زاد وبشكل مخيف في الوقت الذي أعلن «الشاطر» عن مفاجأته للثوار، فهل هذه هي مفاجأته ؟!.. لقد عاد زوار الفجر بصورة أكثر بشاعة ضد كل من هو يعادي الإخوان وحتي بدون أي خلفية قانونية وبملابس مدنية، في إعلان واقعي بدخولنا أقذر مراحل دولة الميليشيات ! أخيرا وبعيدا عن لغة «ماما كريمة» فإننا نعيش الآن مشاهد غبية من أفلام «الكرنك» و«الحرام» و«دعاء الكروان» حيث «سعاد حسني» التحرير تغتصب علي أيدي أبناء «فرج»، ويتهم أبناء الثورة بالتلفيق علي طريقة «إسماعيلوف» وأغلبهم يقتلون بعد التعذيب والاختطاف، بينما يتفرغ أحمد مظهر - مهندس الري في «دعاء الكروان» الذي أصبح رئيس وزراء مصر في أصعب فتراتها إلي الحديث بطريقة «ثقافة زر البطاطا»! لك الله يا مصر!