ان تصبح مذيعا فهو أمر صعب نظرًا لاحتياجه إلى مواصفات خاصة، لكن أن تكون كفيفًا وتتحول إلى مذيع محترف فذلك مستحيل! د. عبدالباسط عزب نجح فى قهر هذا المستحيل بعد أن قهر إعاقته وتسلح بالعلم حتى نال الدكتوراه الشرفية وصقل موهبته ليتحول إلى أول مذيع كفيف فى مصر ويتبنى فكرة الإعلام المتخصص لذوى الاحتياجات الخاصة ويشكل عمود الأساس فى أول قناة عربية لهذه الفئة «قناة إرادة».دكتور عبدالباسط الذى لا يعرفه المصريون كرمه العالم ومنحه العضوية الشرفية لمجلس الكونجرس الإيبيرى للمعاقين تقديرا لمجهوداته.
كيف كانت الرحلة لتحدى الإعاقة؟ - ولدت مصابا بمرض ضعف عصب البصر الذى أدى إلى كف البصر تدريجيا حتى سن المراهقة والتحقت فى المرحلة الجامعية بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، والتى تخرجت فيها عام 1983 بتقدير جيد جدا، ثم عملت مدرسا فى المرحلة الإعدادية للغة العربية. وكيف جاء التحول من مدرس إعدادى إلى مذيع محترف؟ - لم أكن راغبا فى أن أصبح مذيعا، ولكن قررت ذلك لخدمة قضية متحدى الإعاقة والطريق لم يكن مفروشا بالورود، فقد أنهيت الماجستير الخاص بى فى الأدب الشعبى ثم تحولت للعمل كمبرمج فى القطاع السياحى ثم اتجهت للأعمال الحرة، وهو ما أتاح لى الفرصة للسفر إلى الكثير من دول العالم والتعرف على الثقافات المختلفة خاصة فى مجال ذوى الاحتياجات الخاصة ودراستها وتوج ذلك بالدكتوراه الفخرية التى منحتها لى جامعة ليون الفرنسية وعندما عدت من الخارج عام 2004 أذهلنى ما وجدته من تجاهل لمتحدى الإعاقة خاصة المكفوفين منهم وقررت أن أنفذ فكرة الإعلام المتخصص فى شئون هذه الفئة المهمشة وبالفعل قمت بإنتاج عدة برامج تليفزيونية وسعيت لإذاعتها وتسويقها لدى القنوات الحكومية، ومنها قناة صحتى والنيل التعليمية إلا أننى لم أجد استجابة تذكر، وفى عام 2007 جاءتنى أول فرصة لأكون مذيعا محترفا فى قناة «عطاء» الكويتية المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة التى عملت بها لمدة 3 سنوات كمذيع قبل أن تغلق ثم انتقلت للعمل فى قناة «إرادة». كيف أتقنت التعامل مع الكاميرا ؟ - هذه موهبة من الخالق سبحانه وتعالى دعمتها بدراسات فى التنمية البشرية وتدريب مكثف قمت به، فكلما دخلت استوديو كضيف أو مذيع وحتى فى المؤتمرات أسأل عن موقع الكاميرا لأوجه نظرى تجاهها حتى لا يشعر المشاهد بفارق فى التعامل بينى وبين المذيعين المبصرين. ما أهم الصعوبات التى تواجهكم الآن فى تجربة «إرادة»؟ - أهمها عدم خبرة «كاست» البرامج للإعلام الموجه لذوى الاحتياجات الخاصة، خاصة أن كلية الإعلام لا تدرس هذا النوع من الإعلام، ولكننا تغلبنا على ذلك وقمت بتدريب فرق الإعداد بالقناة على التعامل مع متحدى الإعاقة الذين ترسخ لديهم من تجارب سابقة شعور بالتجاهل وعدم جدوى ظهورهم فى الإعلام، أيضا هناك المشكلة الأزلية الخاصة بالتمويل ونحاول أن نتغلب عليها، حيث تعاقدنا مع إحدى الوكالات المتخصصة فى جلب الإعلانات والتى نتمنى أن تكلل مجهوداتها بالنجاح خاصة فى ظل التكلفة الباهظة من إنتاج للبرامج وكاميرات وعمالة إضافة إلى 20 ألف دولار شهريا ثمن إشارة «البث» وكل ذلك يتحمله مالك القناة من جيبه الخاص. هل طلبتم لقاء الرئيس محمد مرسى؟ - لم نطلب خشية أن تحسب القناة والعاملون فيها على تيار بعينه «الإخوان». شاهدناك تتحدث بلغة الإشارة مع إحدى المعاقات سمعيا كيف تمكنت من ذلك؟ - تعلمت لغة الإشارة ذاتيا لرغبتى فى التواصل مع الصم والبكم وأتقنتها بشدة حتى إننى أحاضر الآن بلغة الإشارة! قمت بزيارة عدد من الدول الأوروبية والعالمية.. ما الفارق الذى لمسته بين وضع ذوى الاحتياجات الخاصة هنا وهناك؟ - الفارق شاسع للغاية، المعاق فى مصر معاق بفعل فاعل، بينما فى أوروبا المعاق ليس معاقا ويكفى أن تعلم أن إسبانيا - على سبيل المثال - أنشأت بنكا خاصا لمتحدى الإعاقة لإقراضهم، بالإضافة إلى منح المعاق بدلا ثابتا للإعاقة. ما رأيك فى الدستور الجديد ووضع ذوى الاحتياجات الخاصة به؟ - الدستور لم يخدمنا ولم نجد فيه ما يرضينا، وقد تحدثت مع الدكتور وجيه الشيمى عضو اللجنة التأسيسية وأخبرنى أنه كواحد منا يرى أن نحصل على حقوقنا من خلال قانون وأن المادة الخاصة بمتحدى الإعاقة كافية فى الدستور، لذا صوت بنعم.