شيرين طلعت يعتبر ذوى الإحتياجات الخاصة من أكثر الفئات فى المجتمع المصرى التى تحتاج إلى اهتمام من المسئولين ، خاصة انهم يشكلون نسبة لا تقل عن 10 % من عدد السكان فى مصر بصفة عامة. وفيما يتعلق بممارسة النشاط السياسى لذوى الإحتياجات الخاصة ، يؤكد "بكرى درديرى" أحد مؤسسى حزب التحدى والإرادة بالأقصر تحت التأسيس ، والمتحدث الرسمى للحزب – أن إنشاء حزب سياسى لصالح المعاقين حركياً وذهنياً والمكفوفين ، يعد لحظة فارقة فى الحراك السياسى ، خاصة بعد ثورة 25 يناير. وأضاف "درديرى" إلى أن الحزب سوف يضم نخبة من خيرة أبناء الأقصر فى المجالات المختلفة ، وكذلك أبطال رياضيين وفئة تهوى تحطيم الصعاب. كما أشار "مجدى فريد" رئيس جمعية العطاء بالأقصر ، إلى أن إجمالى عدد ذوى الاحتياجات الخاصة بلغ حوالى 12 مليون شخص ، وأبدى استعداد الجمعية للمشاركة فى تأسيس الحزب. وأوضح "فريد" أن فكرة تأسيس حزب سياسى لذوى الاحتياجات الخاصة ، يعتبر أمر طال انتظاره سنوات عديدة ، وسيسمح لفئة حرمت على مدار الفترة الماضية من ممارسة أبسط حقوقها فى الحياة ، متوقعاً أن يكون الحزب فى المستقبل منافساً قوياً ًفى الساحة السياسية. وبعد الحديث عن ممارسة ذوى الاحتياجات الخاصة لحقهم السياسى فى المجتمع ، كان لابد أن يكون لنا لقاء مع نموذج من متحدى الإعاقة بالأقصر. وفى هذا السياق ، التقت بوابة "الفجر" مع الدكتور "ماهر سعيد" فنان كفيف استطاع بحسه الفنى تحدى إعاقة البصر ، وتخصص فى مجال يعتمد بالدرجة الأولى على الرؤية ، فهو يعمل مصور فوتوغرافى. ويروى "سعيد" انه فقد بصره فى سن صغيرة ، إلا انه استمر فى ممارسة حياته بصورة طبيعية ولم يستسلم للإعاقة ، وكانت الكاميرا بمثابة رفيقة دربه. ويقول "سعيد" أنه منذ فقد حاسة البصر والكاميرا لا تفارقه ، واستطاع من خلالها تنمية حواسه حتى يدرك مواطن الجمال ، ويستطيع التقاط الصورة بكفاءة عالية كالمبصرين تماماً. واستطاع الفنان الكفيف أن يفتتح معرضاً فى الأقصر ضم 4 الاف صورة فوتوغرافية ، وأخذ يسرد ذكرياته عن كل صورة ، كما أقام "سعيد" عدة معارض فى الكويت وسوريا. ولايقف "سعيد" فى حبه للتصوير على إقامة المعارض فقط ، وانما امتد إلى انه يقوم بتدريس فن التصوير بجمعية أبناء بنها للمكفوفين. حقاً انه نموذج فريد من تحدى الإعاقة ، والتمسك بممارسة الحياة بصورة طبيعية مثل الأصحاء تماماً.