الأقصر التى كانت تعيش مجدها السياحى فى مثل هذا الوقت من العام، وكان حجز غرفة فيها فى هذا الموسم حلما لكل سائح، أصبحت الآن خاوية على عروشها فلم تتعد نسبة الإشغال فى فنادقها 25 بعد ما كانت تصل سابقاً إلى 100 وأصيبت البلد بشلل كامل بسبب عدم وجود السياحة بها، وبالرغم من أنه يجرى افتتاح واكتشاف مناطق جديدة فى عالم الآثار والحضارة ولكن هذا لا يؤثر إلا بالقليل! الأحداث السياسية المتوترة التى تعيشها مصر هى السبب فى جعل الأقصر مدمرة نهائياً، وكل هذا أدى إلى تضاؤل نسبة السياحة بها وتدهور حالة الإشغال بالفنادق أيضاً وحركة البيع والشراء والتنقلات والأعمال الحرة القائمة على السياحة وأصبح لا يوجد أمل فى ارتفاع هذه النسب بعد انتهاء ذروة الموسم. ∎ الانهيار »توفيق كمال« - مدير عام فندق شيراتون الأقصر - أوضح أن نسبة الحجوزات لديه بالفندق 15٪ وهذه نسبة لا تذكر مقارنة بالأعوام السابقة، حيث كانت النسبة لا تقل عن 95٪ وقال إن الأقصر تحتضر الآن بغرفة الإنعاش حيث تحولت من مدينة الجمال والحضارة إلى مدينة تسكنها الأشباح وتمنى أن يسود العام الجديد لحظة من التفاؤل والانتعاش للسياحة حتى تتمكن الفنادق من سد العجز الذى لحق بها بمعدلات كبيرة. نفس المأساة يرصدها «عبدالكريم الغول» - مدير عام فندق ونتر بالاس الأقصر - والذى يعد من أقدم وأفخم الفنادق فى مصر كلها وكانت تتوافد عليه العديد من الشخصيات المهمة سواء على الصعيد المحلى أو الدولى فقال مؤكداً أن نسبة الإشغال بالفندق أصبحت 30٪ بعد ما كانت تقارب 100٪ وذلك أدى إلى اضطرار إدارة الفندق إلى الاستغناء عن القليل من العمالة الموجودة فى الفندق وهم قليلو الخبرة أيضاً وذلك بعد انتهاء المدة المحددة فى العقد وعدم التجديد لهم ولكن قامت إدارة الفندق بحكمة تامة فى تمكنها بحل مشاكل العاملين بنسبة 90٪ وتنفيذ مطالبهم والتى تكون أغلبها هى زيادة المرتبات وصرف مستحقاتهم المتأخرة وأضاف «الغول» أن الفندق استقبل 110 سائحين باحتفالية رأس السنة الجديدة وهذا عدد قليل جداً. «محمد يونس» نائب مدير كبير المبيعات بشركة ستيجنبرجر يقول إن السياحة قاربت حافة الانهيار بعد وصول نسبة الإشغال فى الفنادق ما بين 30٪ إلى 35٪ حتى موسم الكريسماس ورأس السنة «ضاعا» وكانا هما الأمل الوحيد لجميع الفنادق بالأقصر حتى تتمكن من تعويض عجزها الذى حل بها خلال الأعوام السابقة، وهذا نظراً للأحداث الأخيرة وخاصة أحداث «الاتحادية» واستفتاء «الدستور».
∎ خراب بيوت كما التقينا بعدد من العاملين على هامش السياحة سواء من خلال العمل الحر مثل البازارات والتاكسى والحنطور والباعة الجائلين وهذه الأعمال تعمل على دعم السائح داخل المدينة. «إسماعيل السميكى» و«ياسر عبدالعاطى» اللذان أكدا أن حالتهما المادية تدهورت تماما، حيث قال الأول إنه يوجد أكثر من 1500 تاكسى بمدينة الأقصر بأكملها كلها متوقفة لا تعمل وذلك بسبب الانقراض السياحى وأن جميع التاكسيات داخل المحافظة تعتمد اعتماداً كبيراً على السياحة ولا تركز كثيراً على أصحاب البلد والأهالى بسبب كون الأقصر مدينة سياحية لأنها ليست مثل باقى المحافظات الأخرى فى مصر والتى تعتمد على مواطنيها بدرجة كبيرة. أما الثانى فأضاف مؤكداً أن معظم التاكسيات بالأقصر عليها أقساط وبالفعل حجزت البنوك على البعض منها لعجزهم عن السداد كما يوجد الكثير من أصحاب التاكسيات الذين ذهبوا إلى البنوك وطلبوا مد فترة السماح حتى يتمكنوا من دفع الأقساط فى مواعيدها، وبالتالى يتم رفع الفوائد عليهم بصورة مضاعفة كما طلب من الدولة سرعة العمل على إيجاد حلول لتلك المشكلة حتى يتمكنوا من أن «يعيشوا مستورين بدلاً من الإهانة». واتفق معهم فى الرأى «عبدالرحمن سعيد» و«عبدالمجيد جادالله» أصحاب بازارات قالا إن حركة البيع والشراء أصبحت معدومة وأغلب أصحاب البازارات يعانون من أزمات مالية شديدة لأنهم يدفعون إيجارا ولا يوجد دخل كافٍ للبازار بخلاف فواتير الكهرباء والمياه مما أدى إلى إغلاق الكثير منهم للمحلات. «محمد صلاح» شهرته «زيزو» سائق عربة حنطور وتحدث قائلاً: بإنه يعمل يوما وعشرة لأ.. وسألناه كيف يقوم على محاسبة السياح وكم السعر بعد أن يستقلوا العربة؟.. فأجاب بأنه يتعامل مع الشركات السياحية والتى تقوم بحجزه عن طريق المرشد السياحى ثم يأتى المرشد بمجموعة من السياح ونقوم بالتجوال فى كل أرجاء المدينة وبعد ذلك يحاسبنى بالساعة بمبلغ 35 جنيها فى الساعة مع العلم بأن »الحصان يأكل يومياً بمبلغ 40 جنيها بخلاف 150 جنيها فى السنة الواحدة تدفع للمحافظة من أجل تجديد الرخصة التى يحملها برقم 169 الأقصر حتى تصل السنوات التى يجب دفعها إلى أربع سنين بإجمالى مبلغ 600 جنيه. «حسن حجاج» شيخ سائقى عربات الحنطور كما يسمونه والذى شدد على تفعيل نقابة عامة لسائقى هذه العربات حتى تعمل هذه النقابة على حل مشاكل الحنطور بالمحافظة وتساعدهم فى ترخيص العربات بصورة سريعة كى يتمكنوا من تجنب المضايقات التى يواجهونها من كل الجوانب. ∎ مشاكل متضخمة أكد «عبدالنبى يوسف» - وكيل النقابة العامة للسياحة والفنادق بالأقصر - بأن النقابة تبذل قصارى جهدها من أجل حل كل مشاكل العاملين بقطاع السياحة والذى كان سببه التراجع الملحوظ فى السياحة بنسب كبيرة جداً إلى تدهور حالة العاملين بها مادياً ونفسيا، كما كشف عن بعض المشاكل التى تواجههم وجارٍ التفاوض فى حلها وهى أن العاملين فى بعض الفنادق لهم ما يقرب من 3 شهور لم يتقاضوا حصتهم فى نسبة 12٪ خدمة والتى أخيراً تم الاتفاق على أن يتم صرف هذه المستحقات على أربع حصص، وأضاف.. أن العمال الآن يعانون حالة من الإضراب المتكرر بسبب تخوفهم من انتهاء عقودهم وعدم التجديد لهم من قبل إدارة الفندق خاصة أن هذه العقود قاربت على الانتهاء. بسؤالنا إلى «محمد عثمان» - نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة السياحية بالأقصر - عن حالة السياحة فى الأقصر؟.. أجاب باندهاش «هى فين السياحة دى» لا توجد سياحة من الأساس والدولة غير مهتمة بهذا المجال ولا حتى الدستور الجديد الذى تم وضعه ولا يحتوى على نصوص قوية تعمل على تنشيط السياحة بعد أن كانت أرباحها تفوق «قناة السويس»، حيث كانت تدر ربحاً سنويا لا يقل عن 18 مليار دولار وانه توجد أكثر من 55 صناعة قائمة على السياحة والتى من أهمها صناعة المفروشات والأثاث ومعدات المطابخ ولوازم الديكور وغيرها من الصناعات الكثيرة التى تستغلها المؤسسات السياحية فى تجهيز فنادقها ومنتجعاتها على أعلى مستوى. «عثمان» أكد على وجود أكثر من 150 فندقا عائما معروضة للبيع بنصف ثمنها الحقيقى وهذا يعنى الخراب المستعجل لأصحاب هذه المراكب وازدياد الأمر سوءا، وقال: السياحة لو أفلست البنوك مش هتعرف تأخذ فلوسها.. وأضاف.. أنه يوجد أكثر من 50٪ من العمالة المدربة لاقت مصيرا مظلما بسبب انهيار المجال السياحى، كما شدد على الدولة بسرعة تفعيل »المجلس الأعلى للسياحة« من جديد والذى كان بدوره يقوم على تنشيط السياحة وحل مشاكلها والخروج بها للنور. ونحن كهيئة آثار نقوم بالعمل على الاكتشافات والترميم لجميع المناطق الأثرية لكى نعمل على تطويرها وتوفير جميع الخدمات بها سواء من مراكز زوار وأماكن انتظار سيارات ودورات مياه على أعلى مستوى وقد انتهينا من تطوير منطقة وادى الملوك.. والكرنك وحتشبسوت والأقصر وتم أخيراً فى احتفالية خاصة بمناسبة مرور 90 عاما على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وقامت الوزارة أيضاً بافتتاح مقبرة الفرعون «ميرن بتاح» للزيارة والتى كانت مغلقة منذ فترة للترميم .