مخطئ من يتصور أن انهيار معدل التدفق السياحي إلى الأقصر سببه صعود الإسلاميين أو التيار الإسلامي ولكن المتابعون بصدق للحركة السياحية يعلمون أن السبب هو جشع معظم العاملين في المجال السياحي والنظر إلى السائح على اعتبار أنه زبون ولابد من(مص دمه) وهذا ما جعل السائح يرفض العودة إلى الأقصر مرة ثانية بعد أن كان حلم السائح في الماضي في أيام الزمن الجميل حجز إقامته في الفندق الذي يقيم فيه للعام التالي قبل مغادرة الفندق متوجها للمطار عائدا لبلاده حيث كانت الأقصر ملتقى البارونات وحلم للأثرياء من كل أجناس الأرض. العمل في السياحة شأنه شأن العمل في الصحافة و كلاهما أصبح مهنة من لا مهنة له بعد أن كان مهنة النبلاء وأصحاب المثل العليا في الماضي ولذلك ظهر الفساد كثيرا أمام أعين السائح الذي جاء إلى مصر ليحقق حلم حياته في التعرف على أول حضارة عرفها الإنسان ويشاهد كنوزها الأثرية فيصطدم بمجرد أن ينزل من طائرته بكل نظم الابتزاز والاحتيال بدء من رسوم عربه حمل الحقائب من على السير مرورا بسائق التاكسي أو الشركة التي تنقله بمركباتها المختلفة وكل حسب فهلوته وكل منهم يعرف كيف يتعامل مع (صره الفلوس) التي هبطت عليه من السماء!!
والأمر لا يختلف كثيرا أثناء زيارة السائح إلى المناطق الأثرية فهناك يفاجئ بجيش جرار من المتسولين والباعة الجائلين وكل منهم ينظر إلى فريسته بنهم شديد ولن تفلح معهم أجهزة الشرطة بكل إمكاناتها ولو صمد السائح أمامهما وخرج سالما لوقع في براثن من هم اشد منهم نهما وجشعا وهم بعض أصحاب الشركات والمرشدين الذين يفرضون عمولات ضخمة على محلات بيع العاديات والبردي والبازارات مقابل إحضار (الزبائن لهم) أقصد السياح مقابل عمولات تصل إلى 70% أحيانا حسب المنتج ..نعم أقول 70% عمولة ويعنى ذلك ان السائح إذا أشترى بمبلغ ألف جنيه تكون العمولة 700 جنيه فهل هذا يعقل؟! ولا يقف الأمر عند هذه الحد من الابتزازات بل يمتد إلى أي مكان تطأه قدم السائح سواء الحنطور أو المركب الشراعي أو التاكسي أو المطاعم وفيها كل صور الابتزاز التي يلاقيها السائح في الشارع الأقصري وهي التي أثرت على حركة التدفق السياحي. وبالطبع التيار الديني برئ من كل ذلك ولعل الحل الوحيد لتدارك هذه الأخطاء هو وجود الدين بشكل جيد في أنفسنا ولو وجد الدين بسماحته لعادت السياحة المحترمة بفطنتها وليس أدل على ذلك من تركيا التي أعلنت أنها دولة إسلامية واستطاعت أن تخطف كل سائح فكر في زيارة منطقة الشرق الأوسط ولم يرتعد سائح من زيارتها والبقاء فيها والحجز فى فنادقها على أمل العودة إليها قبل أن يغادرها وليس هذا هو القصور هو الوحيد في العملية السياحية ولكن تتعدد أنواع القصور كثيرا على مستوى الأفراد والجماعات والمؤسسات الحكومية وتمثل عائقا كبيرا في أن تعود السياحة كما كانت من قبل ويمكنني أن أتناول ذلك في مقالات قادمة والله الموفق والمستعان.