سائق حنطور: التوترات السياسية فى مصر تقع فوق رءوس الغلابة أكد الخبير السياحى، محمود إدريس، أنه لأول مرة تخلو محافظة الأقصر من المشاهير فى حفلات رأس السنة بسبب الأحداث السياسية الراهنة، وتدهور قطاع السياحة، موضحا أن المحافظة كانت تستقبل خلال هذه الفترة من كل عام الكثير من مشاهير العالم، مثل نيكولاى ساركوزى الرئيس الفرنسى السابق، وتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى السابق وزوجته، وعدد كبير من مشاهير العالم ومصر. وأشار "إدريس" إلى أن الأحداث الراهنة فى مصر حرمت محافظة الأقصر والمحافظات السياحية من استغلال أهم الفترات السياحية، وهى فترة حفلات رأس السنة، والتى تبدأ من 20 ديسمبر من كل عام وتستمر حتى 7 يناير من العام الذى يليه، حيث تعد هذه ال17 يومًا هى فترة الذروة السياحية. وأضاف إدريس: إن جميع الفنادق الثابتة والعائمة بمحافظة الأقصر تكون نسبة الإشغال بها 100%، خلال اختفالات أعياد رأس السنة من كل عام إلا أن فى هذا العام لا تتعدى نسبة الإشغال 25%، الأمر الذى أدى إلى زيادة نسبة تسريح العاملة بالمنشآت السياحية، حيث بلغت نسبة تسريح العمالة بالقطاع السياحى بالأقصر 50%، مضيفا أن انخفاض نسبة الإشغال بالمنشآت السياحية وأيضا الركود السياحى، الذى أصاب القطاع أدى إلى توقف المراكب الشراعية لمدة شهور، وأيضا اضطرار أصحاب وسائقى سيارات التاكسى إلى بيعها بعدما تراكمت عليهم الأقساط من قبل البنوك، وأيضا أكثر من 50% من البازارات السياحية أغلقت أبوابها بعد تراكم الإيجارات على مستأجريها. من جانبه قال ثروت عجمى، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، إن المحافظة تشهد انخفاضا ملحوظا فى معدلات الإشغال خلال احتفالات رأس السنة، إذا ما قورن ذلك بالسنوات الماضية، وذلك بسبب الأحداث السياسية، التى تمر بها بمصر. وأضاف عجمى أن هناك تراجعا فى أعداد السياح، بعد أن غير غالبيتهم مقصدهم السياحى إلى بلاد أخرى أكثر هدوءا واستقرارا، كاشفا عن وجود نسبة إلغاءات واضحة على المجموعات السياحية القادمة إلى الأقصر ومصر عموما فى الوقت الحالى تصل إلى 20% من كل فوج، فضلا عن انخفاض كبير نسبة الأشغال بالمنشآت السياحية. وأضاف مصدر بفندق الونتر بلاس التاريخى "رفض ذكر اسمه" أن الجناح الملكى بالفندق خال من المشاهير فى احتفالات اعياد رأس السنة لأول مرة، مشيرا إلى أن إدارة الفندق لم نتظم احتفالات لرأس السنة، نظرا لانخفاض نسبة الإشغال بالفندق، حيث لا تتعدى 40%. وقال الحاج رمضان نور خطاب، "سائق حنطور"، إن كل ما يحدث فى مصر من أحداث وتوترات سياسية يقع تأثيره على رأس المواطنين الغلابة، مشيرا إلى أن هذا الوقت من كل عام كانت الدولارات والعملات الصعبة تتدفق على جيوبهم من كثرة عدد السياح بالأقصر، إلا أن هذا العام لا نستطيع تحصيل 20 جنيهًا لشراء احتياجات أبنائنا، مضيفا أن أسرته، لم تتذوق "اللحم" منذ شهور بسبب الأزمة، موضحا أنه ليس له مصدر رزق آخر سوى السياحة، التى تدهور حالها. أما إبراهيم عطية، سائق تاكسى سياحى بالأقصر، فقال إنه فى هذا الوقت من كل عام كانت سيارات "السرفيس" غير المرخصة سياحيا تقل السائحين نظرا لكثرة عدد السائحين، التى لا تستطيع السيارات السياحية استيعابها، لكن الآن وفى ظل هذه الأزمة السياحية فنحن لا نستطيع دفع الأقساط المفروضة علينا من قبل البنوك، مشيرا إلى أن الكثير من السائقين يريدون بيع سياراتهم والمشكلة الأكبر أنهم لا يجدون من يشتريها فالأزمة طالت الجميع، مضيفا: "الله يعوض على السياحة".