مرت فضيحة منتخب مصر أمام غانا وكوت ديفوار مرور الكرام على الرأى العام والإعلام، فقد انشغل الجميع بتجارة السياسة، ولم يعد يعبأ أحد بسمعة مصر وكيانها واسمها، والمهم لدى الجميع الآن لعبة البزنس حتى لو كانت على حساب هذا البلد العظيم، والكل يتاجر الآن بثورة الخامس والعشرين من يناير لتحقيق المكاسب المشروعة وغير المشروعة، ولم يفكر أحد أو يهتم فى أن مصر تنهار بكل كياناتها، بل الكل يفكر فى كيفية توزيع الغنايم، حتى لو كانوا ينهشون فى مصر نفسها، لقد تألمت لما يحدث منذ 25 يناير، وأتابع وأتفرج على كيفية تقطيع مصر، وبح صوتى من كثرة ما ناديت بضرورة جمع الشمل والتركيز للنهوض بمصر، فهى تستحق الكثير من التضحية، وليس تقطيعها إربا، وتألمت للسلبية التى وصل إليها حال الجميع، بمن فيهم المسئولون، سواء فى اتحاد الكرة أو فى وزارة الرياضة، فقد خرجنا من تصفيات بطولة الأمم الإفريقية بعد فضائح بالجملة فى الدور التمهيدى، وسنخرج أيضا من تصفيات كأس العالم إذا لم نلحق أنفسنا، فقد حان الوقت لكى يتدخل وزير الرياضة لحسم تلك المهزلة التى تحدث باسم ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأن يتدخل لإنقاذ منتخب مصر، لأن التاريخ لن يرحم أحداً فقد حان الوقت لإقالة الجهاز الفنى الهزيل لمنتخب مصر وتعيين جهاز فنى قوى مصرى وفتح خزائن الجبلاية ووزارة الرياضة لتنفيذ برنامج إعداد منتخب مصر داخليا وخارجيا، وإقامة برنامج مباريات دولية وودية خارج مصر أسوة بما كان يفعله محمود الجوهرى حينما وصلنا إلى كأس العالم عام 1990 ولا يحتاج اتحاد الكرة لاتخاذ قرارا بإلغاء الدورى، فالدورى ملغى فعلا وكل ما يحتاجه تكريس الجهود الأدبية والمادية لصالح المنتخب وجمع شمل أسرة الكرة الأندية والإعلام حول المنتخب، وأن تكون له قضية مهمة وهى التأهل لكأس العالم، فلقد أشدنا بالأهلى حينما فاز ببطولة أفريقيا وتأهل لكأس العالم للأندية بدون دورى عام، والأولى والأهم أن نكرس الجهود لمنتخب مصر للتأهل لكأس العالم، ولذا يا ريت يعيد وزير الرياضة تجربة الدكتور عبدالأحد جمال الدين مع الجوهرى، والذى ساعده حتى تأهل لكأس العالم، وساعده حتى ظهر منتخب مصر بصورة مشرفة فى مونديال روما، وسوف يذكر التاريخ للعامرى فاروق هذه الوقفة مثلما يذكرها الآن لعبدالأحد جمال الدين، فالمواقف المشرفة لا يمكن أن ينساها أحد ويذكرها التاريخ دائما، ومصر تستحق الكثير، وكفانا بكاء ونحيبا على إيقاف الدورى، والذى لن يعود إلا بعودة الأمن والاستقرار، وعلينا أن نتفرغ لمنتخب مصر، ووقتها سيقف الجميع بجانبه وسيدعمه وستعود الجماهير للملاعب، خاصة أنها متعطشة للكرة بعد أن زهقت من تجارة السياسة وبزنس الساسة الذين يغرفون بالملايين على حساب مصر، وجثة مصر وجثة ثورة الخامس والعشرين من يناير .