وكل عام وكل قبطى داخل وخارج مصر بألف خير بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، وروزاليوسف لها معايدة خاصة على طريقتها لكل المسيحيين بهذا التحقيق الانفراد، الذى تحولت فيه من متحرية للحالة إلى شاهدة عيان على شفاء حالات سرطان مستحيلة! ونحن لا نروج لخرافات لكننا نرصد حالة مثيرة وقف العلماء أمامها دون قدرة على تحليلها! زائر أمريكى صرخ فجأة: شفيت من سرطان البنكرياس بفضل الزيت والأدعية قصة البيت الغريب بدأت منذ 01 نوفمبر 1991 بدعاء أم لإنقاذ ابنها من الموت.. وفى اليوم التالى كان الابن فى أحسن حالة! أسمع كغيرى من زوار مدينة هيوستن بتكساس الأمريكية عن منزل المعجزات المعروف باسم بيت عائلة أيوب، ولكن تجربة شخصية لصديقة وهى إعلامية عربية شهيرة قادتنى إلى زيارة منزل المعجزات هذا فى إطار تحقيق استمر على مدى عام بأكمله، القصة بدأت حين صدمت ومعى مقربون من الإعلامية التى كانت معروفة بحيويتها حين فوجئنا بخبر إصابتها بالمرض الخبيث وبأنه من الدرجة الرابعة الذى ما لبث أن امتد إلى الكبد وبشهادة الأطباء فى «إم دى أندرسون» أحد أكبر مستشفيات السرطان بأمريكا كانت الحالة ميئوسا منها، لم تجد أمامها سوى الصلاة ومحاولة التفكير بإيجابية. كانت تسألنى عن هذا البيت ومعجزات الشفاء التى تحدث لزائريه من المرضى بأمراض ميئوس الشفاء منها لا سيما السرطان. وفى كل مرة كنت أزورها كنت أخشى التحدث فى تفاصيل حالتها الصحية إلى أن فاجأتنى إحدى طبيباتها فى أول الصيف الماضى بالقول بأن صديقتى ستعيش، وزادت دهشتى بهذه المفاجأة السارة حين علمت أن الأطباء ما زالوا فى حالة ذهول غير قادرين طبيا أو علميا على تفسير ماحدث، ففى أثناء العلاج المبدئى لسرطان الثدى والذى تم اكتشافه فى مرحلة متقدمة انتقل المرض بشراسة ليهاجم الكبد، ولكنهم عجزوا عن إجراء استئصال لأى جزء من الكبد نظرا لانتشار المرض فى ذلك العضو إلا أنهم فوجئوا بتحسن غير متوقع وتراجع المرض الخبيث فى معظم الكبد، لذا قرروا استئصال الجزء المصاب منه وفى اليوم المحدد للعملية فوجئوا بمعجزة أخرى وهى خلو الكبد تماما من المرض الخبيث.. نعم هكذا فجأة وهو الأمر الذى أكدته تحاليلهم المتقدمة والتى كرروها وكانت النتيجة واحدة «الشفاء». ووجدتنى مرة أخرى فى هيوستن فى محاولة لاستكشاف سر هذا البيت الذى دأبت صديقتى على زيارته أسبوعيا حيث يفتح أبوابه لراغبى الصلاة والزيارة أو الدعاء للمرضى بالشفاء مساء كل أربعاء . وفى منزل عائلة ثروت وناهد أيوب وجدت زحاما كبيرا لأناس من مختلف الأديان والجنسيات مسلمين ومسيحيين من كل الأطياف أمريكيين وعرباً.. من مصر والسعودية ولبنان، إسبان من أمريكا اللاتينية وآسيويين، باختصار تجمع إنسانى عالمى فى منزل عائلة أيوب وهى عائلة مصرية قبطية مسيحية هاجرت إلى الولاياتالمتحدة منذ أكثر من ثلاثين عاما. وأمام الجميع فوجئت بشخص أمريكى يعلن أنه قدم ليكرر شكره ويعلن شفاءه التام من سرطان البنكرياس بفضل الأدعية والصلوات والزيت الذى وفرته له زيارة هذا المكان، وهو أحد أنواع السرطان الذى لا شفاء له لصعوبة اكتشافه مبكرا، وأنه كرجل أعمال قرر التقاعد والتفرغ للعمل الخيرى. وفى هذا الجو المفعم بالكثير من الدموع والابتهالات كانت صور متناثرة على الحائط للسيد المسيح والسيدة مريم وكذلك للبابا الراحل كيرلس، وأيقونات بجوارها رصت تماثيل للعذراء والسيد المسيح، وكلها بلا استثناء وضعت تحتها كرات من القطن الطبى لامتصاص زخات الزيت التى تنساب عليها. وهو ذات الزيت الذى يتقاطر للحصول على نقاط منه المرضى من شتى البقاع. فما قصة هذا البيت؟ وقصة هذا الزيت الذى أخذ منى عدة زيارات فى محاولة منى لاكتشاف مصدره لدرجة قيامى بفحص الصور والتماثيل لأفاجأ بأن الزيت ينبثق تلقائيا فى المكان دون سبب منطقى. قصة هذا البيت أو بمعنى أدق قصة عائلة ايوب بدأت فى نوفمبر عام ,1991حيث كانت الأسرة الصغيرة والمكونة من الأب ثروت والأم ناهد وابنتهما نرمين وصغيرهما إسحاق تتجرع مرارة الحزن على ابنهم إسحاق الذى كان لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره وقد نقل لتوه من مستشفى تكساس للأطفال بعد أن رأى أطباؤه استحالة شفائه من سرطان الدم بعد علاج مؤلم استغرق ما يزيد علي العامين، فنصحوا الأسرة بأخذه إلى المنزل ليموت وسط عائلته بهدوء لأنه لن يعيش لأكثر من ثلاثة أشهر، بعد أن تمكن المرض الخبيث من جسده. وتحكى والدته السيدة ناهد تفاصيل المعجزة والتى بدأت تحديدا يوم الأحد 10 نوفمبر 1991 حين ذهبت للصلاة فى الكنيسة المصرية وتركت خطابا على منضدة التناول تطلب فيها الصلاة ومعجزة إلهية تنقذ ابنها. وفى اليوم التالى كانت ناهد بمطبخها تبكى بينما طفلها اسحاق يستريح بغرفة نومها التى خصصتها له، وفجأة سمعته يصرخ ويجرى نحوها، لم تصدق نفسها فهو بحالته المتردية ما كان يقدر على المشى حتى بمفرده، وظنت أنها ربما صحوة الموت. لكن إسحاق كان يرتجف خائفا وهو يحذرها من دخول الغرفة فحاولت الأم تهدئة روعه، فأبلغها أنه شاهد المسيح يخرج من الصورة المعلقة بالغرفة التى امتلأت فجأة بنور ساطع وأن المسيح حاول أن يربت على كتفه، فخاف إسحاق وترك الغرفة، وعلى الفور ذهبت ناهد لتفقد الغرفة فوجدت بعضا من نور ورائحة بخور واضحة.. لكن المذهل كان صورة المسيح المعلقة وهى صورة أهدتها لهم إحدى الأقارب، إذ وجدت ناهد سائلا زيتيا ينساب بلا توقف كالدموع من عينى المسيح. وبعد هذه الحادثة بأيام قليلة ظهرت أعراض تحسن واضح على اسحاق الذى سارعت أسرته به إلى المستشفى ليفاجأ الأطباء بشفائه التام واختفاء السرطان من جسده تماما، فيما استمر الزيت فى الانسياب من اللوحة التى تحمل صورة المسيح، وسرعان ما انتشرت أنباء هذه المعجزة فى المدينة وتقاطر آلاف الزوار ووسائل الإعلام الأمريكية ومحطات التلفزة من المرضى وعائلاتهم للتبرك ولرؤية المعجزة، ولم يقتصر الأمر على هذا فقد قام رجال مكتب المباحث الفيدرالية بالتحقيق فى الأمر واستعانوا بعلماء ومراكز أبحاث لفحص الزيت الغامض وجاءت النتيجة بأنه مكون من مواد بروتينية خاصة بأشجار زيتون من فصيلة قديمة لا تنمو سوى فى الشرق الأوسط. وكانت الكنيسة المصرية بدورها قد فحصت اللوحة والزيت فأرسل البابا شنودة الراحل وقتها أحد رجال الكنيسة للتحقق من الأمر - حاليا هو أسقف بورسعيد - ففحص اللوحة والزيت وأقام الصلوات للتيقن من الأمر وبعد التيقن من الأمر قامت الكنيسة بشراء البيت وأمر قداسة البابا شنودة بنقل اللوحة للكنيسة. وقد باتت أسرة أيوب حزينة ذلك اليوم، إذ لم تكن ترغب تماما فى التخلى عن اللوحة خاصة ناهد التى باتت بمفردها فى نفس الغرفة التى بها اللوحة وكأنها أرادت أن تودعها وبعد ليلة شاهدت فيها رؤية من البابا كيرلس، فوجئت فى الصباح بالزيت يتدفق على جميع الإيقونات واللوحات والصور الدينية التى كان المنزل يعج بها، ومن ساعتها لازمت هذه الظاهرة أسرة أيوب، حتى بعد أن انتقلت الأسرة من المنزل الأصلى إلى منزل آخر أوسع فقد انتقلت الظاهرة معهم، وقد آثر رب الأسرة ثروت أيوب أن يترك المنزل كما هو ليستفيد منه المرضى وزوار المكان، والآن وبعد ما يزيد على العشرين عاما مازال المكان يستقبل مساء كل أربعاء أعدادا لا تحصى من الزوار وما زال يشهد بشكل مستمر معجزات شفاء تربك الأطباء، ففى الذكرى الواحدة والعشرين لمعجزة شفاء إسحاق حضر للمكان عشرات ممن تحقق شفاؤهم فى ذلك المنزل من أمراض سرطان مستعصية مثل قريب لويس الذى تحدث معى عن كيفية شفاء قريبه من سرطان الكلى. وفى ذلك الاحتفال حضر إسحاق الذى أصبح بدوره أبًا ومسئولا عن أسرة وكذلك أخته نيرمين التى أصبحت محامية بينما انشغل ثروت وناهد أيوب بالترحيب بزوار المكان فقد آلوا على أنفسهم أن يستمروا فى التطوع لمساعدة كل محتاج وكل مريض كنوع من الشكر والامتنان أو كما يقول ثروت وناهد «للمحبة وللرحمة العظيمة التى أنعم الله علينا بها، نشعر أن المعجزة كانت نعمة عظيمة من الرب لتحقيق مدى رحمته ومحبته للبشرية جمعاء».