لم ينتظر النجم أحمد عز لنسأله عن شهادته على ما يحدث فى مصر، وقراءته لأحداث 2012 المليئة بالتفاصيل الدرامية والتراجيدية والمأساوية وأيضا الكوميدية، وهو العام الذى كان من المفترض أن يشهد انطلاقة كبيرة له فى عالم النجومية بحكم الأعمال التى قدمها وحظت- رغم الحصار الثورى- بإعجاب الجميع، سواء فى فيلم «المصلحة» أو «حلم عزيز».. لكنه طرح كل هذا جانبا ليتحدث عن دراما العام المليئة بالطرائف والعجائب والغرائب فى مسرح الشارع المصرى المفتوح أمام الجميع، تلك الدراما التى لخصها بقوله: مع بداية العام الجديد سأكسر ألف زير وراء .2012 أضاف «عز»:هناك العديد من المشاهد التى لا يمكن أن تنسى، مثل مشهد الانتخابات الرئاسية، والتى كنا نظن أنها ستنهى حالة الصراع الدائم، الذى عشناه بعد الثورة، ولكن هذا لم يحدث، بل ظهر صراع آخر لتقسيم المصريين إلى طوائف.. مسلم وكافر.. إخوانى وسلفى.. ليبرالى وإسلامى.. وهذا لا يجوز لأننا مصريون، نعيش فى وطن واحد، لا يمكن أن نفكر فى السلطة على حساب مصلحة الوطن، ما وقع العام الماضى كحادث «محمد محمود 2» جعلنى أشعر بحزن شديد على دم الشهيدين «جيكا» و«إسلام»، وإهدار دمهما بسبب صراعات سياسية لا يمكن أن تحدث بعد انتخاب رئيس شرعى، أتى برغبة الشعب المصرى، فكان عليه أن يكون محل ثقة الشعب بأكمله، وليس فقط لفصيل بعينه، ولا أقصد أن أقول أن الرئيس «د. محمد مرسى» يفضل جماعة الإخوان المسلمين عن باقى الشعب، ولكن عندما أعلن الإعلان الدستورى، وقسم مصر بين مؤيد ومعارض، أشعل النيران بعد خطابه فى الاتحادية، خاصة أنه استفز العديد من أطياف الشعب المصرى، الذين أكدوا أن تواجده بالاتحادية ما هو إلا لتوجيه خطابه لعشيرته!.. وكان من الأفضل أن يخاطب الشعب المصرى من مقر الرئاسة.. كما أن توقيت الإعلان الدستورى كان غير مناسب، بالإضافة إلى أن السلطة القضائية كما يعلم الجميع محصنة ولا يمكن الاقتراب منها، خاصة بعد ثورة 25 يناير التى طالبت بالتغيير والتطهير. ∎ ماذا عن الدستور الذى كانت نتيجته مؤخرا «نعم»؟ -أرفض أى دستور غير توافقى، فقد كنا نتطلع لدستور لكل المصريين، وإن كان البعض يجذب الشعب ل «نعم» بالسمنة والسكر، ف «لا» لا تزال قائمة. ∎ كيف ترى هجوم التيارات الإسلامية على الفن والفنانين؟ - أتصور أن منظورهم ضيق.. الفن رسالة سامية، بها العديد من القضايا التى تخدم المجتمع، وتساعد على تغييره، فعلى سبيل المثال أفلام «خالد يوسف» جميعها كانت ضربة من حديد على فساد المجتمع فى عهد النظام البائد، والأكيد أنها سعت إلى تفجير ثورة شعبية.. وللأسف حدثت العديد من الانتهاكات غير المحترمة على الفن والفنانين، مثل التطاول على الفنان الكبير «عادل إمام»، وهنا أريد أن أقول إنه قيمة فنية كبيرة، أعطت للفن الكثير والكثير طوال مسيرته، وإن كان الهجوم عليه نتيجة تجسيدة لشخصيات إرهابية، ترى التيارات الإسلامية أنها شوهت الإسلام، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق.. الإرهاب موجود، ورأيناه خلال الفترة الماضية كثيرا من خلال الأحاديث عن التكفير والحلال والحرام والخوض فى الأعراض.. ومثلما أرفض ما تعرض له «عادل إمام»، أرفض أيضا الإهانة التى تعرضت لها الفنانة «إلهام شاهين»، لأنه تجاوز غير أخلاقى، والقضاء العادل قال كلمته بالحق، وأيضا بما فيه من سماحة الإسلام التى نشأنا عليها، وليس مثلما يقال الآن. ∎ بطبيعة الحال الكل كان يتحدث فى السياسة دون تخصص.. لماذا لم تقم أنت أيضا بهذا فى 2012؟ - أنا ما بحبش السياسة.. ولا الكلام فيها.. ولكن المشهد الحالى هو ما فرض علينا ذلك، لكنى مؤمن بمبدأ «لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم»، إلا بما أنا على يقين به!. ∎ هل أنت مع انتماء الفنانين إلى أحزاب سياسية؟ - هذه حرية شخصية، ولكن بالنسبة لى أفضل أن أكون مواطنا عاديا، غير منتم لأى حزب سياسى. ∎ هل لأن هذا الانتماء يجعلهم عرضة للانتقادات، مثلما حدث لمشاركتهم فى مليونية «للثورة شعب يحميها»؟ - الفنان فرد من الشعب المصرى، ولكن لكونه شخصية عامة هذا ما يجعل كلمته مسموعة لدى قطاع كبير من الشعب، لهذا يهاجموننا. ∎ ما رأيك فى الأداء الإعلامى فى مصر؟ - أتمنى أن تلتزم وسائل الإعلام بالمصداقية والحيادية، خاصة أن أغلبها ينفذ أجندات خاصة به، لابد أن يكون الإعلام موجها لمصلحة الوطن أولا وليس أشخاصا. ∎ القنوات الدينية ما تقييمك لها؟ - معظمها للأسف غوغائية وصوتها عال وانتهاكات وخروج عن النص وميثاق الشرف الإعلامى فعليهم أن يتقوا الله فى مصر. ∎ هل هناك تخوف على صناعة السينما نتيجة الأحداث السياسية؟! - تخوفات كثيرة تحيط بمستقبل صناعة السينما، ولكن بعض الأفلام نجحت فى تحقيق مكاسب من ناحية الإيرادات فقط، رغم أنها ليست على المستوى الفنى المطلوب من خلق روح درامية ورؤى جديدة داخل العمل الفنى، كما أن تخاذل بعض القنوات الفضائية عن شراء الأفلام السينمائية كبد المنتجين خسائر فادحة. ∎ انتشرت الكثير من الأخبار عن أنك متردد فى قبول بطولة مسلسل «مولانا» للكاتب الصحفى «إبراهيم عيسى».. ما صحة هذا؟ - لم أتردد على العكس، فالقصة أعجبتنى جدا، خاصة أنها للكاتب الصحفى «إبراهيم عيسى»، وأنا من أشد المعجبين بكتاباته، كما أن القصة تؤكد على ظاهرة فرضت نفسها بعد ثورة 25 يناير، وهى فتاوى الدعاة الجدد، ومدى تمكنهم من جذب فصيل كبير من الشعب المصرى لهم رغم كذبهم وافتراءاتهم لكنى- فى الوقت نفسه- مشغول بفيلم «الحفلة» مع «محمد رجب»، كما أنى مشغول بفيلم «تحت الحزام» مع المخرج «محمد جمال العدل»، بجانب أعمال أخرى.