مر عام ونصف العام على أجمل أسبوع فى حياتنا منذ 25 يناير، ثم بدأت الأمور تنقلب رأسا على عقب وبدأ العيار ينفلت وانتشرت البلطجة والانفلات الأمنى وتيارات القنوات الفضائية وكل سعاة الشهرة فى الرغى والرغى، وبدأ الإخوان يتلقفون الثورة واختفى شباب الثورة العظماء وأخلوا الساحة للإخوان وبدأ هؤلاء يسيرون بالبلاد كما يحلو لهم حتى وصلوا إلى سدة الحكم، حتى أصبحت أصدق أن الإخوان هم من قاموا بالثورة وليس كل الشعب. إنها ليست مفاجأة ما حدث نتيجة طبيعية للانتخابات الرئاسية الماضية الإعلان الدستورى المفاجئ والانفراد بالسلطة التنفيذية والتشريعية وغدا الانفراد بالسلطة القضائية أيضا، هذه ليست مفاجأة هذا تطور طبيعى، هذه هى طبيعة الإخوان المسلمين الذين يتمسكنون إلى أن يتمكنوا، هذه هى سياسة الزحف حتى تأتى الفرصة لكى ينقضوا على الدولة، وهذا ما حدث، وهذه التطورات تنبأنا بها بعد مرور أسابيع على الثورة، عندما تُركت مصر لأصحاب اللحى. والشهداء ليسوا أمواتا، بل أحياء عند ربهم ولكن لا تشعرون، كانت ثورة عظيمة، ولكنها تحولت لمؤامرة على الوطن، وأتت بما كان يخطط له، وهو أن تتحول مصر إلى دولة إسلامية، إلى عصر ظلام وانغلاق وقتل للحريات باسم الدين ونعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا. ماذا نقول هذا جنيناه بأيدينا.. مثقفونا الذين يدعون أنهم متفقون وسياسيونا والنخبة كما يقولون التى كانت متفائلة جدا بهذه الثورة! ليس أمامى إلا أن أقول شكرا لمن ذهبوا للمصايف فى انتخابات الإعادة لرئاسة الجمهورية، وشكرا لمن أبطلوا أصواتهم، لأنهم قدموا وطننا على صينية من الذهب الخالص، لكى تقع مصر بين براثن الإخوان ولم يفكر أحد منهم فى مصلحة بلده. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، والبقية تأتى! ولكن ما رأيناه يوم الثلاثاء الماضى فى التحرير وخروج حزب الصامتين وحزب الكنبة فى جموع غفيرة تضم كل الشعب كما كان أوائل الثورة أعاد لنا الأمل أن ثورة 25 مازالت ثورة كل المصريين، وأنها حدث محورى فى تاريخ الوطن الغالى.