وسلق البيض هذا الذى تمارسه التأسيسية.. ولماذا الإصرار على إتمام الدستور فى 24 ساعة.. فى حين أن الإعلان الدستورى المرفوض شعبيا والمقبول إخوانيا يعطى مهلة شهرين إضافيين للتوافق حول مواد الدستور. فلماذا اللهوجة ولماذا سلق الدستور فى هذا التوقيت المريب الذى يستوجب الحكمة والتعقل فى التعامل مع القضايا السياسية.. والتى هى محل جدل وخلاف وثورة جماهيرية عارمة؟! وكيف تسلق دستورا سعادتك بهذا القلب البارد .. وثلث أعضاء لجنة صياغة الدستور غائبون معترضون منسحبون من اللجنة؟! كيف يطاوعك عقلك على سلق الدستور وممثلو جميع الكنائس المسيحية معترضون تماما.. بما يعنى أن خروج الدستور إلى النور فى ظل الرفض المسيحى.. يعنى أنه دستور أحادى يمثل وجهة نظر واحدة.. حتى لو ادعت التمسك بالحياد والموضوعية.. فإن الدستور يبقى دستورا فاسدا فى ظل رفض الآخر واعتراضه وغيابه عن مناقشة مواده.. فضلا عن اعتراض قوى المجتمع المدنى التى تتمسك بمدنية الدولة فى ظل تلك الاتجاهات التى تهدف للأخونة..!. دعك من المجتمع الدولى الذى يرفض أن ينفرد تيار واحد من تيارات المجتمع بكتابة دستور دائم للبلاد.. وماذا عن المجتمع المحلى الرافض تماما.. ومظاهرات ميادين مصر كلها تظهر الرفض الشعبى الشامل.. فكيف يطاوعك عقلك على كتابة دستور للبلاد فى ظل تلك الظروف المتوترة.. لقد أعلن رئيس البلاد منذ اليوم الأولى لتولى منصبه أنه رئيس لكل المصريين.. فلماذا هذا الانحياز السافر والواضح والمنحاز لتيار الإخوان؟! وهل يغضبه ذلك الرفض الشعبى من التيار المدنى الذى يفترض أن الرئيس يدعمه ويدافع عنه على اعتبار أنه رئيس لكل المصريين. وأين المستشارون والمساعدون من تلك العملية المنظمة لسلق الدستور وتطويع مواده لخدمة التيار الإخوانى والسلفى.. وكيف يسمح المستشارون بهذا وبعضهم يتمتع بالعقل والحكمة والكياسة.. وبعضهم ينتمى للتيار المدنى الرافض للأخونة.. فكيف يسمحون بسلق الدستور.. دستور الثورة.. بهذه الطريقة المريبة؟! أكبر دليل على غياب الحكمة والتعقل والكياسة والحس الوطنى والمسئولية الاجتماعية.. هو أن ذلك التيار الإخوانى قد قرر المضى فى المشوار حتى نهايته.. والأصول تقتضى النزول والهدوء خصوصا عندما تصطدمك علامات ودلائل الرفض الجماهيرى.. عليك بالتهدئة ومحاولة إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك.. فإن لم يقتنع فعليك بالمحاولة الثانية والثالثة والعاشرة.. وما معنى النظرية التى تروجها الآن .. بأن يضرب المعترضون رأسهم فى الحائط .. لمجرد أنهم اختلفوا مع رئيس الجمهورية فى وجهة نظره من الإعلان الدستورى.. وصديقك من قال لك الحق.. لا من وافقك على طول الخط .. خصوصا أن رئيس الجمهورية هو من طالب بتقويمه لو أخطأ.. وهؤلاء لا يمارسون دورهم فى تقويم الخطأ. الغريب يا أخى.. أنه فى ظل الرفض الجماهيرى الكبير.. وفى ظل حالة التوتر السياسى الذى تشهده البلاد.. يخرج علينا من يسعى لأخونة نقابات العمال فى ذلك التوقيت بالذات .. بما يشير ويؤكد أن مستشارى الرئيس هم من يحاولون توريطه وعزله عن نقابات وجموع العمال.. ولو أخلصوا لنصحوه بتأجيل تلك الخطوة.. حتى لا يثير عداء العمال الذين يفزعهم عمليات الأخونة التى تتم على قدم وساق .. وكأنها عملية سلق بيض جديدة.. تتم تحت إشراف نفس طاقم المستشارين المشكوك فى كفاءتهم. شر البلية ما يضحك.. وهل رأيت محمد عبدالمنعم الصاوى.. المتحدث الرسمى باسم لجنة كتابة الدستور.. وهو يعلن بالفم المليان.. تعليقا على انسحاب ممثلى الكنائس الثلاث من اللجنة.. فقال لافض قوة.. إنه هو - محمد عبدالمنعم الصاوى - هو ممثل الكنائس الثلاث فى اللجنة!! ∎ حلوة يا حضرة المتحدث الرسمى!!