طوال الأسبوع الماضى لم ينقطع الحديث عن صدور قرارات سيادية بمنع أعمال إلهام شاهين وهيفاء وهبى من العرض على شاشة التليفزيون المصرى، ورغم النفى الرسمى من وزارة الإعلام ووصف القرار بأنه مجرد شائعة ليس لها أساس من الصحة، فإن المعلومات التى حصلنا عليها من داخل ماسبيرو تشير إلى ما هو أبعد وتؤكد أن هناك أسماء أخرى تدخل فى قائمة المنع فى مقدمتها عادل إمام ويسرا وهالة فاخر وهالة صدقى بسبب تصريحاتهم ضد القيادات الإسلامية «الإخوانية» وتلميحهم برفض سياسات النظام الحالى.
المعلومات تقول إنها قرارات شفهية قد صدرت بتجميع هذه التصريحات التى تدين هؤلاء النجوم، وأن قرار المنع سيكون حتميا.
قائمة النجوم الممنوعة من الظهور فى التليفزيون المصرى لم تقتصر على «إلهام» و«هيفاء»، بل شملت- كما علمنا من مصادر مقربة داخل ماسبيرو- أسماء أخرى هم «عادل إمام»، «يسرا»، «هالة صدقى» و«هالة فاخر»، وذلك عندما أصدر وزير الإعلام أوامره لإدارة الكمبيوتر بالتليفزيون بجمع مقاطع الفيديو التى هاجم فيها هؤلاء سياسات النظام الحالى ومهاجماتهم الشرسة للتيارات الإسلامية مما يعنى كما فهم العاملون هناك أن هذه الأسماء ستدخل فى قائمة المقاطعة وأن النية مبيتة ضدهم رغم أن التليفزيون المصرى طوال الأعوام الماضية يراهن بنجوميتهم ويستفيد من شعبيتهم لجذب المشاهدين.
«إلهام شاهين» كانت أولى المحطات التى وقف عندها محرك البحث لساعات طويلة ليتم جمع أكثر من «61» شريط فيديو لها مرتبطة بأزمتها مع الشيخ «عبدالله بدر» ورفضت فى تصريحاتها فيها أن يطلق عليه لقب «شيخ»، فهى لا تثق إلا فى شيوخ الأزهر الشريف وتعتبر أنه المؤسسة الوحيدة التى تملك المرجعية الدينية فى الدولة.. فلا الإخوان ولا السلفيون لهم الحق فى تطبيق الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى العديد من التصريحات التى أكدت فيها «إلهام» أنها لا تتقبل سياسات النظام الحالى وكانت تدرك أن مصر تحتاج إلى رجل دولة محنك وهذا ما كانت تراه فى الفريق «أحمد شفيق» إلى جانب دفاعها عن نظام «مبارك» فى مقابل الهجوم على حكم «مرسى» وحكومته.
أما «هيفاء وهبى»، فقد احتلت المرتبة الثانية من قائمة المنع، وذلك بعد أزمتها مع الداعية د. «صفوت حجازى» الذى طالبها بالتوبة إذا أرادت العيش فى مصر وبين المصريين، «هيفاء» من جانبها علقت على ما قاله حجازى بقولها: «أنا محترمة غصب عنك»، وذهبت أبعد من ذلك بقولها إن الدراما المصرية مليئة بالإيحاءات الجنسية وعلى «حجازى» أن يركز فيها بدلا من التركيز معها، وهذه الردود لم تغضب «حجازى» فقط، بل كل القيادات الإخوانية.
الغريب أن نيران الهجوم التى أشعلها الشيخ «عبدالله بدر» بعدما اتهم «إلهام شاهين» بالزنى والعرى باسم الفن، قد تطورت مؤخرا بعد أن أطلق الداعية الشهير ب «أبوإسلام» رئيس قناة «الأمة» اتهاما جديدا وجهه هذه المرة للفنانة «يسرا» و«عادل إمام» بأنهما مارسا الزنى أكثر من مائة مرة- يقصد فى أعمالهما- وجاء رد «يسرا» حين قالت: أين الإسلام والدين فيما تقول؟ كفى رغبة فى الشهرة على حساب الناس، وكمان إنت مالك؟! أنا حرة فيما أفعل وأنت ما شأنك؟، رد «يسرا» أزعج النظام الحالى بأن تكون حرة فى بلد يريد تطبيق الشريعة الإسلامية من وجهة نظرهم، إلا أن «إمام» التزم الصمت ليتعجب من حال مصر بعد الثورة التى من المفترض أن تقود نحو البناء لا الهدم، وهذه التصريحات أشعلت ثورة غضب ضد «يسرا» أيضا.
«مصر ضاعت بعد سيطرة الإخوان»، وفى عهد «مرسى» «مفيش سياحة» «مفيش أمن» «مفيش اقتصاد»، كانت أبرز تصريحات «هالة صدقى» بعد أن نجح الإخوان فى السيطرة على البلاد، هذه التصريحات لم تكن بعيدة عن الأجهزة الإخوانية لتنضم «هالة» إلى قائمة المغضوب عليهم، وبالتالى فى قائمة الممنوعين من الظهور على شاشات التليفزيون المصرى.
رغم ارتدائها للحجاب والتزامها دينيا، فإن هذا لم يشفع لها فى ظل النظام الحالى، حيث قالت: «شفيق حبيبى» و«مرسى معرفوش» و«اللى انتخبوا مرسى انتخبوه عشان الصابون والسكر والزيت»، فلم يكن هناك نار من غير دخان، «هالة فاخر» كانت بطلة هذه التصريحات، وبالتالى لم تنج من قوائم المنع بعد غضب التيارات الإخوانية منها.
المصدر الذى كشف لنا تلك الخبايا أكد أن التغطية الخاصة بقائمة الممنوعين جاءت بناءً على اجتماع عقد الأسبوع الماضى بين وزير الإعلام وبعض القيادات من جماعة الإخوان المسلمين على رأسهم «خيرت الشاطر»، وكان من المفترض بحث السبل التى تمنح إدارة التليفزيون حق منع هؤلاء النجوم من الظهور على الشاشة بشكل قانونى.. ولكن تسريب قرار منع «إلهام» و«هيفاء» دفع وزير الإعلام إلى نفى الأمر ووصفه بالشائعات المغرضة.
نفس المصدر أضاف أن خريطة ماسبيرو والخاصة ب«نايل لايف» و«نايل سينما» قد تم تغييرها يومى الأحد والاثنين الماضيين، حيث كان من المقرر عرض فيلمين ل «هالة فاخر» هما «بلية ودماغه العالية» و«درس خصوصى»، ولم يتم عرضهما بالإضافة إلى عدم عرض فيلم «الإرهاب والكباب» ل«يسرا» و«عادل إمام» لتعود الخريطة مرة أخرى إلى وضعها الطبيعى بعد قرار النفى.
«قرارات تصدر هنا وهناك ومصر تتخبط يمينا ويسارا ولا أحد يعلم متى تهدأ الأوضاع، فأنا مللت من الشائعات لما تحمله من صداع مزمن يرهقنى ويفقدنى التركيز، فمصر ليست ملك منظومة بعينها تحدد هوية المصريين وتتخذ قرارات متعجرفة لمنع ظهور إحدى الفنانات المصريات من على شاشة التليفزيون الرسمى» هذا ما قالته «إلهام شاهين» تعليقا على القرار الشفوى لوزير الإعلام.
بينما قالت «هيفاء وهبى» بلسان المتحدث الرسمى لها إن شراء أغانيها لإذاعتها بالتليفزيون المصرى خاص بالجهة المنتجة والأمور المادية، أما على المستوى الشخصى فهى لا تحمل عداء لأحد ومن يحاول تشويه صورتها أو يقلل من احترامها «مش هاسكت له».
نفس المتحدث أضاف لنا أن شعبيتها فى الوطن العربى وبالأخص فى «مصر» كبيرة جدا وأن خلافها مع تلك التيارات جاء من طرف واحد وهو من جانبهم حينما هاجمها د. «صفوت حجازى».. الذى أشيع أن طلاقها من رجل الأعمال «أحمد أبوهشيمة» جاء بأمر من الإخوان المسلمين وعلقت بأن هذا الكلام غير صحيح تماما قائلة: مين دول عشان يقرروا يطلقونى وكمان «أبوهشيمة» راجل مش بيسمع كلام حد.
«روزاليوسف» توجهت لسؤال مكتب الوزير فلم يرد أحد فاتصلنا ب «على عبدالرحمن» رئيس قطاع القنوات المتخصصة الذى أكد لنا أن هذا الكلام كذب وافتراء على القطاع الهدف منه هو إثارة الضجة والبلبلة على سياسات وزير الإعلام.
وأكد أن خريطة ماسبيرو الخاصة بالأفلام والمسلسلات لم تتغير ومثلما نفى من قبل منع «هيفاء وإلهام» نفى أيضا منع باقى النجوم الذين شملتهم القائمة مؤكدا أن هؤلاء النجوم وغيرهم هم أبناء التليفزيون المصرى وهذا بيتهم الرسمى.
عند هذا الحد انتهى كلام المصدر الرسمى.. والأيام القادمة ستكشف لنا إذا كان هذا الكلام حقيقياً أم شائعة؟!.