تأجيل الدورى الممتاز لكرة القدم لأجل غير مسمى كان بمثابة الصدمة التى هزت عرش الكرويين فى مصر . المسئولون رأوا أن هذا القرار هو خراب للبيوت وضياع لجيل بأكمله من الذين يستعدون للرحيل وترك اللعبة.. أو ترك مصر بأكملها. القرار الصدمة حسب إجماع الخبراء يتحمل مسئوليته الدولة ممثلة فى رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل ووزير الرياضة العامرى فاروق الذين وعدوا بإقامة المسابقة حتى اللحظات الأخيرة قبل وقوع المفاجأة التى صدمت الجميع.
تامر النحاس وكيل اللاعبين من جانبه قال: إن تأجيل المسابقة لأجل غير مسمى سوف يدخل جميع الأطراف فى صراعات قانونية مثل الموسم الماضى، فعلى سبيل المثال الرعاة لم يلتزموا بالأمور المادية مع الأندية وبالتالى الأندية لم تلتزم مع اللاعبين واللاعبون لم يلتزموا مع الوكلاء.
وأضاف تامر: إن إلغاء مسابقة الدورى سوف يكلف النادى الواحد من 20 إلى 30 مليون جنيه ونضرب هذا الرقم فى عدد الأندية المشاركة فى بطولة الدورى، فالخسائر ستكون فادحة بخلاف الخسائر المادية على كل الأطراف المستفيدة من اللعبة وتوابع وتبعات تلك الخسائر على الدولة.
أما اللواء الدهشورى حرب رئيس الاتحاد الأسبق فيرى أن قرار التأجيل خطأ فادح ، وذلك لأن المباريات ستقام بدون جمهور وبالتالى لا يوجد داع للتأجيل خاصة أنه لن تكون هناك أعباء على الأمن فى تأمين المباريات، أما إذا كان الدورى سيعود بالجمهور ، ففى هذه الحالة سيكون القرار سليما.. واقترح الدهشورى حرب إقامة المباريات على استاد القاهرة والإسماعيلى وملاعب القوات المسلحة وملاعب البترول.
المشكلة- والكلام لحرب- فى الدولة، فالمسئولية تقع على وزارة الداخلية ووزارة الرياضة وليس على الاتحاد وتجد تصريحات متضاربة.. فرئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل والعامرى فاروق وزير الرياضة أكدوا أن الدورى سيقام فى موعده فى الوقت الذى رفضت فيه الداخلية تأمين المباريات، فما كان على الاتحاد الذى تسلم الأمور منذ أيام قليلة إلا تأجيل الدورى وإلا كان سيتحمل المسئولية كاملة.
ويرى الدهشورى حرب فاتورة التأجيل المفتوح للدورى أو إلغائه ستكون فادحة وليست خسائر مادية فقط.
أما ممدوح عباس رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك فأبدى استياءه الشديد من قرار اتحاد الكرة بتأجيل مسابقة الدورى الممتاز لأجل غير مسمى واصفا إياه بالصدمة وقال عباس: أشعر بخيبة أمل بعد قرار التأجيل فجميع الأندية تعانى من أزمات مالية طاحنة وليس الزمالك فقط. مشيرا إلى أن وزارة الداخلية ووزارة الرياضة أجمعتا على عودة الدورى فى موعده المحدد ولا أدرى سبب التأجيل المفاجئ، فكانت هناك جلسات مع ممثلى الأحزاب المصرية وأكدوا أهمية استئناف النشاط الرياضى فى مصر.
وقال رئيس نادى الزمالك لا أمانع فى تأجيل الدورى أو إلغاء النشاط فى حالة قيام الدولة بدفع 12 مليون جنيه مرتبات عمال النادى بجانب عقود اللاعبين فى جميع الألعاب المختلفة.
أما عن إقامة مسابقة الدورى بدون الأهلى فقال عباس إنها مجرد فكرة للخروج من هذه الأزمة، فإذا كانت الأزمة فى مشاركة الأهلى بالدورى فلا مانع من اعتذاره هو الآخر مثل المصرى ونلعب دون الناديين.
من جهته أكد عدلى القيعى مستشار لجنة التسويق والتعاقدات بالنادى الأهلى أن فاتورة التأجيل المستمر للدورى ستكون كبيرة وقاسية على جميع الأندية بلا استثناء، فالجميع عانى الفترة الماضية من توقف النشاط ، ولكن تبقى المشكلة الأساسية وهى حق الشهداء ، مشيرا إلى أنه اجتمع مع قيادات الألتراس ولكنهم رافضون لأى حلول غير القصاص للشهداء.
أما عن المطالبة بعودة الدورى بدون الأهلى فقال القيعى: إن مثل هذه التصريحات مستفزة للغاية، فالمشكلة ليست فى الأهلى وعليهم قبل الحديث عن الأهلى وضع حلول لمشكلة البث الفضائى مثلا.
وأضاف القيعى: إنه لا يوجد ناد يقدر على اللعب بدون الأهلى ، ولكن ماداموا قادرين على بداية الدورى بدون الأهلى فعليهم أن يتركونا لنسوق حقوق النادى بمفردنا وهنلعب بس ينسونا خالص.
وناشد القيعى الألتراس قائلا: (ماتشمتوش الناس) وعليكم أن تضيعوا الفرصة على كارهى النادى الأهلى وعدم إعطاء فرصة لأحد أن ينال من كيان الأهلى.
فيما يرى حسن الشاذلى مدير الكرة بنادى الترسانة أن موقف مجلس إدارة الاتحاد صعب خاصة أنه تولى المسئولية منذ أيام قليلة ويلزمه بعض الوقت لترتيب أوراقه حتى ينطلق الدورى بدون توقف أو تحدث مشاكل تتسبب فى إلغائه فيما بعد.
أما رئيس نادى الاتحاد السكندرى عفت السادات فقد أكد أن قرار تأجيل الدورى يدل على التخبط الإدارى ويبين مدى عشوائية اتخاذ تلك القرارات ، وقال إذا كانت سلامة الوطن تستوجب عدم استئناف بطولة الدورى فنحن نتحملها ولكن يجب أن يصدر قرار صارم بالإلغاء وليس بالتردد فى القرارات تارة أسبوعين وتارة لأجل غير مسمى.
وطالب السادات اتحاد الكرة بإصدار قرار يعطى الحق لجميع أندية الدورى بدفع قيمة 10٪ أو 20٪ فقط من قيمة عقود اللاعبين لهذا الموسم بدلا من تسديد العقد كاملا.
من جهة أخرى فقد شن شريف حبيب عضو مجلس إدارة نادى المقاولون العرب هجوما على العامرى فاروق وزير الرياضة ومجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام بعد القرار الأخير بتأجيل الدورى الممتاز إلى أجل غير مسمى وقال: إن المسئولين فى الدولة مطالبون بالخروج إلى الرأى العام وتوضيح الأسباب التى أدت إلى تأجيل الدورى الممتاز بالرغم من التصريحات السابقة التى أكدت على إقامة الدورى فى موعده.
