هجوم كاسح تعرض له المفكر جمال أسعد لمجرد أن تم طرح اسمه كمرشح لمنصب نائب الرئيس، حيث اعتبر العديد من النشطاء الأقباط أن هذا الترشيح بمثابة استمرار لنهج الإخوان فى التكويش على المناصب، بدعوى أن أسعد معروف عنه انحيازه فى كثير من المواقف للمسلمين ضد مواقف الأقباط، كما اعتبره النشطاء أنه مجرد اسم قبطى ولكن مواقفه كلها داعمة للإخوان. وصل الأمر لأن تصدر منظمة أقباط بلا قيود بياناً ترفض فيه ترشح أسعد لهذا المنصب، وتطالب الكنيسة الأرثوذكسية بالتصدى لهذا الترشح لأن فيه تمثيلاً صورياً للأقباط فى مؤسسة الرئاسة.. الهجوم على جمال أسعد سبقه هجوم مماثل عندما تم اختياره من قبل الرئيس السابق حسنى مبارك من بين النواب العشرة المعينين فى برلمان 0102 المزور.. حاورنا جمال أسعد لاستيضاح موقفه من الأزمة ، فكان هذا الحوار:
∎ كيف استقبلت الهجوم عليك من قبل العديد من النشطاء الأقباط، بمجرد طرح اسمك لتولى منصب نائب لرئيس الجمهورية؟
- الحقيقة أنى أندهش بشدة من هذا الهجوم وأعتبره «شغل حوارى» وليس له علاقة بالسياسة.. ومن المفترض أن يعى من يسمون أنفسهم بالنشطاء السياسيين معنى السياسة أولاً وأن يقرأوا تاريخى السياسى طوال 04 عاماً، بدءا بعضوية منظمة الشباب أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى الآن، وإذا كانت منظمة «أقباط بلا قيود» قد أصدرت بيانا تعترض فيه على ترشيحى للمنصب لكونى حاصلا على دبلوم ولست خريج جامعة، وأنى لا أصلح لتمثيل الأقباط فهم واهمون، وحصولى على الدبلوم شرف .
∎ وهل تؤيد فكرة النائب القبطى للرئيس؟
أنا ضد هذا المسمى لأن مسمى «نائب قبطى» يعنى أنه ممثل للأقباط فى الدولة وهذا بداية الفرقة وبداية شق الصف وهل هذا معناه أننى ممثل لفئة الأقباط.. وهل الأقباط أقلية من الأساس.. هذا خطأ كبير يكرس للطائفية، ومن ثم أنا مع فكرة وجود نائب للرئيس أيا كان دينه يمثل الشعب كله وليس فئة بعينها.
∎ لماذا فى رأيك ترفضك الكنيسة؟
- لأن الكنيسة لا تعترف بى كقبطى، هى تريد مرشحاً يتحدث باسمها، ولكنى أقول للكنيسة: هل سأمثل شعب مصر فى موقع النائب أم سأمثل الكنيسة؟.. والاختيار الثانى معناه حرق للوطن، وإذا جاء مرشح مدعوم من الكنيسة فهذا معناه أن ولاءه للكنيسة وليس للدولة المصرية التى يتمتع فيها كل أبنائها بنفس الحقوق على مختلف دياناتهم.
∎ فى رأيك لماذا أراد الرئيس محمد مرسى وجود نائب قبطى له؟
- لأن الرئيس مرسى متصور أنه بذلك يسعد الأقباط، وأنا أدعوه لعدم استكمال هذا المشروع وألا يكون هناك نائب قبطى.
∎ هل ترى أنه سيكون منصباً صورياً؟
- أخشى ذلك وأن يقال مثلاً لقد تم تعيين نائب قبطى لأول مرة فى هذا المنصب الرفيع وهذا معناه ألا يطالب الأقباط بشىء أكثر من ذلك، وهذا سيؤدى إلى تقسيمات عديدة فى مصر ويؤدى أكثر إلى تقسيم على أساس طائفى لكل أجهزة الدولة.
∎ ولكن المرشح المنافس الفريق أحمد شفيق كان واضحاً فى تعيين نائب قبطى له وربما هذا ما جعل الأقباط يصوتون له؟
- الادعاء بأن الأقباط انتخبوا الفريق أحمد شفيق لأنه ممثل الدولة المدنية وهم كبير، لأن شفيق لا يمثل الدولة المدنية ولا مرسى يمثل الدولة الدينية، ولكن الأقباط فى مصر يتخوفون منذ زمن بعيد من التيار الإسلامى، وهذا حقهم المشروع نتيجة بعض الأفعال غير المحسوبة من بعض أعضاء التيار الإسلامى.