دخلت الأزمة المالية التى تمر بها أندية الدورى الممتاز منعطفًا خطيرًا، حيث أثرت الأحداث السياسية والاقتصادية التى تمر بها البلاد تأثيرًا مباشرًا وخطيرًا على الحالة الاقتصادية للأندية، ولم تكن الأندية تخشى فقط من خسائر مالية فادحة تصل إلى ما يقرب من مليار جنيه من جراء إلغاء مسابقتى الدورى والكأس وتوقف النشاط الكروى تماماً.. وإنما تواجه الأندية الآن خطرًا ماليًا آخر يتمثل فى أنها تواجه شبح إشهار إفلاسها خاصة بعد أن زادت ديونها إلى مستوى يهدد استمرار النشاط الرياضى والكروى بها.
وكما حذر رئيس البورصة المصرية مرارًا وتكرارًا من الخسائر التى تهدد البورصة كل يوم وتصل إلى مليارات الجنيهات، وحذر من انهيار البورصة فى حالة إعادة انتخابات الرئاسة، حذرت الأندية أيضا من تأثرها المباشر من جراء الأحداث الاقتصادية والسياسية التى تعانى مصر منها خلال هذه الفترة.
فقد اصطدمت الأندية بالواقع المرير الذى انحصر فى رفض الشركات الراعية التى تعاقدت معها على دفع الأقساط المقررة ومستحقاتها المالية، وفى مقدمة هذه الأندية الأهلى والزمالك اللذان يعانيان معاناة شديدة من جراء توقف سداد مستحقاتهما المالية لدى الشركة الراعية وهى الأهرام واضطر النادى الأهلى إلى اللجوء إلى حيلة جديدة بالموافقة على إقامة مباريات ودية فى دول الخليج لتعويض جزء من خسائره المالية، خاصة أن الراعى لا يدفع إلا إذا تحققت له الدعاية والإعلان المطلوبان وفق العقد المبرم، ولأنه تم تجميد النشاط، فلا توجد مباريات وكذلك لا توجد إعلانات فى الملاعب التى تقام عليها المباريات أو فى التليفزيون سواء من خلال القنوات المحلية أو الفضائية، وفى المقابل تواجه الأندية نزيف المصروفات دون عائد.
ويواجه النادى الأهلى أزمة مالية طاحنة تنحصر مبدئيا فى ديونه للضرائب التى تبلغ ما يقرب من 50 مليون جنيه من أسبابها الرئيسية إصراره فى الفترات السابقة على تحمل قيمة ضرائب عقود اللاعبين الذين يتعاقد معهم، بينما يحصل اللاعبون على مستحقاتهم كاملة دون خصم الضرائب، وفى الوقت الذى اضطر فيه النادى الأهلى خلال السنوات العشر التى أمضاها مانويل جوزيه مديرا فنيا للفريق الأول لكرة القدم.. تعاقد خلالها مع أكثر من 60 لاعبا واستغنى عنهم دون مقابل أو بمقابل زهيد، وآخرهم اللاعب البرازيلى جونيور الذى كان بمثابة الصفقة المشبوهة التى قصمت ظهر البعير كما يقولون وكشفت سوء عملية التعاقدات فى النادى الأهلى، خاصة أن جبهة المعارضة بالنادى اكتشفت أن اللاعب حصل على جميع مستحقاته كاملة رغم أنه لم يلعب ثلاث مباريات وظهر بمستوى متدن، وفى نفس الوقت كان من أسباب رفض لجنة الكرة الاستجابة لشروط جوزيه بشراء مجموعة جديدة من اللاعبين الأجانب من خلال السماسرة أو من خلال ترشيحات مانويل.