فضائح في «المظاليم».. رعب بين عمال الملاعب.. ومذبحة بالفضائيات لم تعد ملاعب كرة القدم ومدرجاتها في مصر تدوي كما كانت قبل موقعة بورسعيد الشهيرة بهتافات الالتراس، وآهات الجماهير، وصرخات الاجهزة الفنية لفرق الدوري، بل أصبحت لا تحتوي الا علي بعض التدريبات والمباريات الودية، وهو ما تسبب في خسائر مادية فادحة قدرت بحوالي مليار جنيه، مقسمة علي الاندية واللاعبين والاجهزة الفنية والحكام والرعاة ووكالات الاعلانات، بالاضافة الي المحطات الفضائية الرياضية بكل العاملين فيها بمختلف فئاتهم. أكد عدلي القيعي مدير التعاقدات بالنادي الأهلي أن خسائر ناديه المادية المترتبة علي إلغاء بطولة الدوري وتوقف النشاط بلغت حوالي 50 مليون جنيه، وقسمها القيعي ما بين حقوق البث التلفزيوني، الذي كان مقدرا أن يزيد علي 20 مليون جنيه، وعائدات بيع التذاكر، وأيضا أقساط الرعاية. وأشار القيعي الي أن مسئولي الأهلي يدرسون في الوقت الحالي كيفية تعويض هذه الخسائر بسبب الضغوط التي يتعرض لها النادي من قبل الرعاة نظرا لإلغاء المسابقة الرئيسية التي يشارك فيها الفريق، وذلك من خلال اقامة مباريات ودية مع بعض الفرق العالمية الكبري، بالاضافة الي معسكرات خارجية يتخللها مباريات ودية. وأوضح صبري سراج عضو مجلس إدارة نادي الزمالك إن ناديي الزمالك والأهلي كانا الأكثر حظا في مواجهة توقف النشاط الكروي نظرا لأن لديهما موارد أخري يطلق عليها موارد غير كروية مثل متاجر سور نادي الزمالك وخدمة الأخبار علي الهاتف المحمول، لكنه أشار في الوقت نفسه إلي خسارة النادي لموارد أخري مثل تذاكر المباريات ودخول عقود الرعاية والإعلانات ودخول البث التلفزيوني للمباريات. وأضاف سراج إلي أن الأهم من عودة النشاط الكروي هو عودة الأمن إلي الشارع والملعب، فالأهم من لعب مباراة كرة قدم هو تأمين اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية للفرق الرياضية. وعن أندية ولاعبي دوري القسمين الثاني والثالث، والذي اتجه لاعبوها الي العمل في بعض الاعمال الحرفية التي يجيدونها من أجل ايجاد دخل مادي يستطيعون من خلاله الصرف علي أسرهم، بعد أغلق باب الرزق الوحيد لهم وهو كرة القدم.. فقد قام بعضهم بالعمل بمهنة النقاشة، وقام البعض الآخر بالعمل نجار وبائع ملابس وسائقي سيارات أجرة وتوكتوك. ويري لاعبو القسمين الثاني والثالث أن قرار اتحاد كرة القدم بتجميد النشاط الكروي خلط الحابل بالنابل، وظلم فرقا صغيرة لصالح الفرق الأكبر. وكما هو معلوم فان كرة القدم ليست لاعبين ومدربين وإداريين فقط، بل هناك فئات أخري ارتبطت معيشتها باللعبة، مثل عمال الملاعب وغرف ملابس اللاعبين. وتري هذه الفئة من العاملين بمجال الكرة أن دخلهم تأثر كثيرا بتوقف النشاط فقد كانوا يحصلون علي مكافآت عن المباريات وكان يسافرون أحيانا مع الفرق الرياضية ويحصلون علي مبالغ مالية ومكافآت مقابل السفر، لكن في غياب النشاط الكروي اختفت كل هذه الدخول الإضافية والتي كانت تساعدهم علي تحمل نفقات الحياة. ويخشي هؤلاء العمال أن يؤدي استمرار توقف النشاط إلي استغناء إدارات الأندية التي يعملون بها عنهم لعدم الحاجة إليهم. وتأثرت العديد من القنوات الفضائية الرياضية من جراء الغاء الدوري وتجميد النشاط، حيث توقفت قناة زوم سبورت عن صرف مستحقات العاملين بها منذ اول فبراير الماضي، وأضطرت قناة ميلودي سبورتس الي تخفيض مرتبات بعض العاملين فيها الي 50%، كما لجأت ادارة قناتي مودرن كورة ومودرن سبورت الي دمج القناتين لتصبح قناة واحدة، مع تسريح حوالي 40 فردا من العاملين بالقناة، بالاضافة الي خصم 50% من مرتبات مقدمي البرامج عن شهر فبراير الماضي. يذكر أن بعض الاندية مثل سموحه والاتحاد وتليفونات بني سويف والجونة منحوا اللاعبين والاجهزة الفنية إجازة مفتوحة لحين معرفة مصير النشاط الكروي للهروب من المستحقات المالية التي يطلبها اللاعبون.