كارثة بورسعيد ألقت بظلالها علي الأندية واتحاد الكرة، فالعقود التي أبرمتها الشركات الراعية للجبلاية وللأندية المصرية أصبحت في مهب الريح بعد تعليق النشاط الرياضي واتجاه لإلغاء كرة القدم هذا الموسم بسبب أحداث مباراة الأهلي وبورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 75شهيدا من خيرة شباب مصر. كان اتحاد الكرة علي موعد لتوقيع عقد رعاية الملابس مع شركة «أديداس» في فبراير الجاري بعد أن أنهي الاتفاق مجلس إدارة اتحاد الكرة المقال والمستقيل وعلي أن تحصل الجبلاية علي 17مليون يورو مقابل رعاية قميص المنتخب لمدة سبع سنوات بعد أن تم فسخ التعاقد بين الجبلاية وشركة «بوما» الراعية السابقة لقميص المنتخب ، ولكن يبدو أن رحيل مجلس الإدارة الحالي وتوقف النشاط الكروي في ظل الاضطراب الأمني الذي تشهده البلاد الآن سيؤجل توقيع الاتفاق وربما يلغيه. كذلك فإن العقد الذي وقعه اتحاد الكرة مع شركة «برومو أد» مقابل حق الرعاية لاتحاد الكرة لمدة عامين مقابل 52مليوناً و250ألف جنيه من الممكن أن يتم إلغاؤه استناداً للظروف الطارئة التي حدثت للكرة المصرية والتي تعذر معها تنفيذ العقد. وسيكون الأهلي أكثر المتضررين من إيقاف النشاط الرياضي واحتمال إلغاء مسابقة الدوري العام هذا الموسم حيث يتكبد خسارة لن تقل عن 40مليون جنيه هذا العام نتيجة حقوق الرعاية مع وكالة الأهرام للدعاية والإعلان ، كذلك الأمر بالنسبة لنادي الزمالك الذي سيخسر رعاية القميص والإعلانات التي تم الاتفاق عليها مقابل 25مليون جنيه. كما ستتعرض القنوات الفضائية الرياضية لأزمة حقيقية والتي تعتمد علي بث مباريات الدوري العام الذي من الممكن أن يتوقف حيث سيزيد ذلك من تفاقم المشكلة مما يدفعها لإيقاف الكثير من برامجها وربما التوقف لبعض الوقت لحين ترتيب الأوراق. كذلك فإن الأندية المصرية ستخسر مقابل البث التي كانت تحصل عليه من وراء بث مبارياتها فضائيا وأرضياً كما سيخسر التليفزيون الكثير من الإعلانات التي كان يحصل عليها قبل وبعد المباريات. وستعاني الأندية من تنفيذ بنود العقود التي وقعتها مع اللاعبين ودفع جميع مستحقاتهم المنصوص عليها إلا إذا استطاعت الاتفاق علي حل ودي مع لاعبيها من أجل الحصول علي جزء من مستحقاتهم والاستغناء عن الجزء المتبقي منها وهو حل قد يزيد من الصدام بين اللاعبين والأندية وقد يتم تصعيد الأمر للاتحاد الدولي لكرة القدم لوضع حد نهائي له وقل نفس الشيء بالنسبة للمديرين الفنيين ومدربي الأندية. وتسببت كارثة بورسعيد في إيصال صورة سلبية لدي المستثمرين الأجانب الذين كانوا يفكرون في خوض تجربة الاستثمار في مجال كرة القدم داخل مصر عن طريق شراء أسهم في الأندية التي تقوم بإنشاء شركات بعد أن يتم تطبيق دوري المحترفين وطرح أسهم هذه الشركات في البورصة. وكان الأهلي قد فكر في إعادة هيكلة نشاط كرة القدم الخاص به وكان في طريقه للاستعانة بإحدي الشركات المتخصصة في هذا المجال والتي أجرت دراسة أفادت بأن قيمة الشركة التي سيقيمها الأهلي ستكون بثلاثة مليارات جنيه والتي ستشمل أصول كرة القدم من الملاعب والأكاديمية واللاعبين والاسم التجاري والأرباح التي يحققها نشاط كرة القدم من خلال عقود الرعاية ومقابل الفوز بالبطولات مثل دوري أبطال أفريقيا أو الدوري ومقابل البث الفضائي والحقوق الدعائية المملوكة للنادي ، بالإضافة إلي مجلة وقناة النادي ولكن تجمد الموقف بعد الأحداث الأخيرة. وكانت أندية «مصر المقاصة»، و«وادي دجلة»، و«الجونة» قد أنشأت شركات خاصة بها وهو ما سهل من إمكانية دخولها دوري المحترفين المصري المقرر إقامته في الموسم المقبل. وستقوم القنوات الفضائية التي حصلت علي حقوق بث مباريات الدوري بالمطالبة بحقها في الحصول علي حقوق بث المباريات للموسم المقبل بشكل مجاني كتعويض للضرر الذي لحق بها إذا ما تم إلغاء المسابقة هذا العام وهو ما يترتب عليه المزيد من خسائر الأندية التي تعتمد علي مقابل البث كمصدر رئيسي في الإنفاق علي الكرة.