بين شد وجذب، حافظت قرارات «الاعتقال» فى عهد مبارك على معدلها شبه الثابت سنويا، بنحو 4 آلاف قرار اعتقال.. وبحسب ما ذكره أحد التقارير الصادرة عن مركز «ماعت»، فإن الثلاثين عاما التى قضاها الرئيس «المخلوع» شهدت صدور ما يقرب من 100 ألف قرار اعتقال سياسى، احتل خلالها العام 2005 قمة المشهد، إذ شهد هذا العام إقامة 7 آلاف دعوى تعويض وتظلمات من قرارات الاعتقال أمام مجلس الدولة! إلا أن تقديرات بحثية أخرى، صدرت عن المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، أعدها أحمد خليل الضبع خبير الشئون التنموية والاستراتيجية، ذهبت إلى أن عدد المسجونين والمعتقلين السياسيين تجاوز ال 30 ألف معتقل فى خلال السنوات السبع الأخيرة فقط وذلك فى ظل زيادة الإنفاق المباشر على الأمن، إذ تشير أرقام الميزانية منذ عام 2005 إلى ارتفاع الإنفاق على الأمن بنسبة 2,181٪، إذ ارتفعت من 6 مليارات جنيه فى موازنة 2006-2005 إلى نحو 17 مليار جنيه فى موازنة عام .2012-2011 وفى حين يذكر الكاتب الإخوانى الذى يكتب تحت اسم عامر شماخ فى كتابه «الإخوان المسلمون فى معتقلات وسجون مبارك»، أن معتقلى الجماعة منذ تولى مبارك نحو 50 ألفا منهم 30 ألفا خلال السنوات العشر الأخيرة، قال القيادى بالجماعة د. محمد البلتاجى أن معتقلى الإخوان خلال فترة حكم مبارك 40 ألف معتقل! وأوضح تقرير رابطة المعتقلين المصريين أن عدد الذين دخلوا المعتقلات من خلال أوامر الاعتقال كان نحو 60 ألفا.. أما الأشخاص الذين دخلوا السجون بدون سند قانونى فكانوا نحو 30 ألف مواطن، إذ إن هناك أشخاصا صدر لهم أكثر من أمر اعتقال خلال الفترة من 1988 إلى ,2009 أى أن الإجمالى الفعلى يقترب من 90 ألفا، إذا ما استبعدنا من صدر لهم أكثر من قرار اعتقال! وقال عمرو عبدالمنعم المتحدث باسم الرابطة إن الذين ماتوا داخل الحجوزات أو أثناء التعذيب أو اختفوا قسرا بسبب تصفية جسدية أو قتل أثناء الهروب، يبلغ عددهم حوالى 3 آلاف مواطن. وأضاف عبدالمنعم أن عدد حالات العجز الكلى مبلغ حوالى 1000 شخص وأكثر من 450 فقدوا العقل.. وبعضهم مودعون فى مستشفى الأمراض العقلية وأكثرهم كانوا فى سجون الوادى الجديد ووادى النطرون! وأوضح عبدالمنعم، أنه من ضمن شهادات التعذيب شهادة نبيل المغربى الذى قضى 30 عاما فى المعتقل، قائلا: إن المغربى سرد فى شهادته معاناته داخل السجن، حيث قال: «عشت داخل دورة مياه ليس أكثر». ولفت المغربى فى شهادته - حسب عبدالمنعم - إلى تزايد عدد الوفيات بين سجناء الرأى فى مستشفى سجن ليمان طرة نتيجة إصابتهم بمرض الدرن، لافتا إلى أن الزنزانة التى عاش فيها مع 5 سجناء لا تتجاوز مساحتها 3 أمتار مربعة.. وأن السجناء كانوا ينامون بالشهور من دون أن يفردوا أرجلهم، ويتعذبون عند قضاء حاجتهم، وقال إن الطعام كان: «لا يتعدى بضع حبات فول، وفى الشتاء لا يسمح للسجناء بالنوم ونوافذ السجن مغلقة». وكشفت «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» أن نحو 285 حالة تعذيب وقعت خلال التسع سنوات الأخيرة من عصر مبارك. كما رصدت المنظمة وقوع 292 حالة نموذجية للتعذيب على مدار 11 عاماً تبدأ من عام 1993م وحتى أبريل ,2004 وكذلك 120 حالة وفاة ناجمة عن التعذيب خلال نفس المدة. وفى عام ,1994 وصل عدد حالات التعذيب إلى 22 حالة.. وقد ارتبطت مدة التسعينيات بتصاعد موجة الاعتقالات من قبل السلطات المصرية فى ضوء تصاعد أعمال العنف بين الجماعات الإسلامية وقوات الأمن المصرية. وكانت الأعوام 2002,2001,2000 أقل السنوات شهوداً للتعذيب، فقد وصلت أعداد حالات التعذيب «12,14,13» على التوالى، ولكن ظاهرة التعذيب عاودت للارتفاع فى عام ,2003 فقد بلغت حوالى 45 حالة. وبينت المنظمة وقوع 118 حالة وفاة نتيجة التعذيب، بلغ نصيب عام 2007 منها ثلاث حالات وفاة و40 حالة تعذيب، وارتفعت إلى 17 حالة وفاة و46 حالة تعذيب فى عام ,2008 و15 حالة وفاة وتعذيب خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجارى. واعتبرت المنظمة الاختفاء القسرى أحد الانتهاكات الأساسية لملف حقوق الإنسان فى مصر منذ التسعينيات حتى رحيل المخلوع، إذ رصدت اختفاء 73 شخصاً بصورة قسرية فى الفترة ما بين عامى ,2009,1992 تم إجلاء مصير 17 منهم ومازال 56 شخصاً فى عداد المفقودين!