لا يستحق النجم العالمى «ميدو» أن تكون نهايته بهذه الصورة المأساوية التى رسمها «المعلم» وبعض أعضاء مجلس إدارة الزمالك بقيادة «عباس» بقتل نجم بحجم وإنجازات «أحمد حسام» رغم دخول اللاعب نفسه طرفا فى أزماته بسبب عدم تقديره للمسئولية واستهتاره، وبالتالى الإساءة لإمكانياته وموهبته وتاريخه غير المسبوق فى ملاعب الكرة العالمية.
كما لا يمكن أن يرتبط سيناريو النهاية بعوامل مادية لمجرد أن اللاعب يطالب بحقوقه التى ينص عليها عقده مع النادى، والتى لم يحصل عليها على مدار عامين متتاليين.. نعم «ميدو» لم يقدم العطاء المنشود ولم يحقق آمال الجماهير الزملكاوية المتعطشة لتألقه سواء لعدم التزامه أو تجاهله نصائح وأوامر الجهاز الفنى لعودته إلى مستواه العالمى وسط بيئة كروية طاردة للمواهب، ومنظومة رياضية فاسدة لا تجيد التعامل مع الموهبة، وبالتالى تتحول المواهب النادرة فى مصر إلى مجرد تلاميذ فى «مدرسة مشاغبين» لا تغلق أبوابها أبدا.
فساد المنظومة الإدارية فى الزمالك وفشل تعاملها مع النجوم له تاريخ طويل جزء منه مع اللاعب نفسه قبل هروبه إلى بلجيكا وفراره من بيئة خانقة «لاحظ أن نفس السيناريو تكرر أيضا مع شيكابالا وتشاء الظروف أن تكون النهاية أيضا بطلها نجم زملكاوى أسطورى وهو حسن شحاتة».
«أحمد حسام ميدو» نجم زملكاوى سابق لسنه منذ ظهوره الأول مع فرق الناشئين وسوء الإدارة والتخبط الفنى قاده للهروب، ولكنه حقق نجاحات مذهلة من الصعب أن تتكرر فى أقوى الدوريات الأوروبية بدأها مع جنت البلجيكى وهو صغير ومنه إلى الملاعب الإسبانية مع سلتافيجو حتى اشتراه النادى الهولندى الشهير «أياكس» ثم روما الإيطالى ومارسيليا الفرنسى، أما فى الملاعب الإنجليزية فقدم إبداعاته فى أربعة أندية إنجليزية وهى توتنهام وميدلسبرة وويجان ثم وستهام وسجل فى هذه الأندية تاريخا لا ينكره أحد إلى جانب أهداف لا تنسى فى أعظم الأندية العالمية برشلونة وريال مدريد وليفربول الإنجليزى.
كريستوفر كولمبس الكرة المصرية رفع اسم مصر عاليًا فى الدوريات الأوروبية وكتب تاريخا لم يسبقه فيه أحد وعندما عاد إلى مصر لم يزايد أو يتاجر باسمه ونجوميته على حساب ناديه كما يفعل الكثيرون، واختار الزمالك لإنهاء مسيرته الكروية النادرة ولكنه فوجئ بإدارات مرتعشة ومتخبطة كان أبرز صورها جلوسه بين المتفرجين نصف موسم كروى نتيجة خطأ إدارى فادح يستوجب حبس المتسببين فيه فتأثر بالتالى مستواه الفنى والبدنى، وشاءت الظروف أن يصطدم بالمعلم «شحاتة» صاحب وبطل الواقعة المؤسفة، ويبدو أن «شحاتة» لم ينس إساءة ميدو وأخذ يكيد له كيدا والانقضاض عليه حتى إجباره على اعتزال الكرة.
عقدة «شحاتة» معشوق الجماهير الزملكاوية مع ميدو لها تاريخ طويل جداً عندما كان حسن شحاتة مديرًا فنيًا لمنتخب الناشئين الذى كان يضم عماد متعب وحسنى عبدربه وأحمد فتحى ومحمد شوقى وقتها كان ميدو ملء السمع والبصر، ولم يستجب لنداءات شحاتة بالانضمام واستمرت العقدة حتى اللحظة المأساوية للاعب مع المعلم التى لم ينسها أبداً رغم التصريحات التى خرجت منه بأنه مثل ابنه وأنه غفر له أخطاءه وبدأ معه صفحة جديدة لكن يبدو أنها مكتوبة بأخبار فسفورية فلم يرها أحد.
«شحاتة» فى تقريره الفنى استغل مشكلة ميدو المادية مع الإدارة للتخلص من «ميدو» بدلاً من الوقوف معه بالنصيحة لتجاوز أزمته.. فتاريخ «ميدو» مع زملائه وأذكر منهم أحمد جعفر يؤكد أنه لا ينظر للمادة بقدر تقديره بالشكل الذى يتناسب مع موهبته وتاريخه، ولهذا كان من الممكن أن يعيد نفس السيناريو الذى فعله عمرو زكى بالتنازل عن عقده لحساب النادى المتعثر دائما لكن لم يفعل أحد شيئا للصالح العام بدلاً من إغلاق كل الطرق أمامه وتشويه تاريخه.
إن إهانة «ميدو» هى مسئولية نجوم الزمالك فى مجلس الإدارة وهم إبراهيم يوسف وحازم إمام ومعهما المتزن دائما ورجل المطافى فى أزمات الزمالك عمرو الجناينى إلى جانب رؤوف جاسر والمستشار أحمد جلال إبراهيم فرغم أخطاء واستهتار ميدو.. فهو لايستحق أن تكون هكذا نهايته لا تاريخه ولا اسمه وأيضا حبه الكبير للزمالك.. هذا النادى الذى أصبح متخصصا فى ذبح عشاقه مشجعين أو نجوما وإذا كنا قد وقفنا مع المعلم فى أزمته مع «شيكا» لإرساء المبادئ مع المطالبة بعدم ذبحه فإن إنقاذ «ميدو» هى المهمة الأخيرة لشحاتة وكفى تصفية حسابات وعقدا نفسية.