العزل السياسي كان زمان.. بعد قيام ثورة 25 يناير مباشرة.. باستبعاد كل من شارك في إفساد الحياة السياسية في عهد حسني مبارك.. وكل من ساهم في إفقار المواطن المصري وحشره تحت خط الفقر.. وفي إضعاف الدور المصري علي الساحة الإقليمية والعالمية.. بحيث صارت مصر الدولة مجرد تابع للسياسة الأمريكية وشرطي حراسة للمصالح الإسرائيلية في المنطقة. لكن العزل الآن عيب ومرفوض.. لأنك تفصل القانون خصيصا لاستبعاد عمر سليمان الذي لن ننتخبه أبدا.. لكننا نفضل استبعاده عبر صناديق الانتخاب.. ولأنك لم تلجأ للعزل بعد قيام الثورة استنادا للشرعية الثورية.. ولم تلجأ إليه قبل انتخابات مجلس الشعب.. فلماذا تلجأ إليه الآن؟! قبل انتخابات مجلس الشعب قلنا إن عناصر الفلول تتجمع في الدلتا والصعيد للانقضاض علي مجلس الشعب البديل.. لكن التيارات الإسلامية تحديدا قاومت فكرة العزل السياسي.. هددت بالنزول إلي الشارع.. قالت إن العزل يعني حرمانها من عناصر تنتمي إلي عائلات وعصبيات كبيرة.. وبعزل هذه العناصر فإن العائلات والعشائر سوف تقاطع الانتخابات.. وطالب التيار الإسلامي بالاحتكام لصناديق الانتخاب. - من الأشرف إذن أن تخوض المعركة الانتخابية ضد الفلول والعناصر التي تريد العودة للوراء.. ومحاولة عزلهم بقانون ركيك هو اعتراف منك بضعفك عند رجل الشارع.. وبأن تأثيرهم أقوي من تأثيرك في صناديق الانتخاب. وأخشي والله أنك بعد عزل عمر سليمان.. سوف تطالب بعزل عمرو موسي.. ثم عزل أيمن نور وحمدين صباحي.. ولا مانع من عزل عبد المنعم أبو الفتوح.. لتخلو لك الساحة تماما مع بعض النص كم من المرشحين.. ومن الواضح إذن أن الإخوان يريدونها بيضة مقشرة.. دون تعب أو مجهود..!! ولو أردنا الحق.. فالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هو الأحق والأجدر بتمثيل الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة.. وما يحدث الآن من فوضي داخل صفوفهم تنعكس علي الحالة الانتخابية في مصر راجع إلي عناد الجماعة ورفضهم تماما لفكرة نزول الدكتور أبو الفتوح للانتخابات. ترشيح عبد المنعم أبو الفتوح ممثلا لجماعة الإخوان هو الأقرب لعقلية وقلب المواطن المصري.. ومحاولات الإخوان الزج بالشاطر وغير الشاطر هي محاولات فاشلة.. واختياراتهم رديئة.. سواء كان الشاطر المتجهم وصاحب النشاط الاقتصادي المريب وثروته البالغة 25 مليونا لا نعرف كيف جمعها في ظروف الحصار والمضايقة التي تعرض لها في عهد حسني مبارك. وترشيح محمد مرسي هو نكتة الموسم.. لأن محمد مرسي مجهول تماما لدي المواطن المصري.. لا يعرفون له أصلا من فصل.. ومع هذا تكابر الجماعة وتتحدي من منطق غرور القوة.. فتطرح اسم محمد مرسي علي سبيل العناد والمكابرة..! عبد المنعم أبو الفتوح كان الاختيار الأمثل والمثالي.. فالرجل له تاريخ واضح يعرفه المصريون.. ويحظي.. باحترام وتأييد وقبول الناخبين.. ثم إنه يتمتع بكاريزما الزعامة.. وهو ما يفتقده الشاطر تماما.. ولكن من الواضح أن مايرضي عنه جموع الناس لا يرضي قيادات الإخوان الذين لهم حسابات أخري.. ويحاولون عقاب الشعب المصري باختيار الشاطر الذي لا يعرف الابتسام. - الخيبة أنه لو كان الإخوان اختاروا أبو الفتوح مرشحا توافقيا لسارات الانتخابات بسلاسة وهدوء.. أن يكون أبو الفتوح ممثلا للتيار الإسلامي ينافسه عدد من المرشحين من باقي التيارات.. وكان سيظل أبو الفتوح أوفرهم حظا.. لكنه العناد والرفض القاطع لأبو الفتوح داخل الجماعة التي لا تعرف الشفافية لتوضح للرأي العام ما خفي من بواطن الترشيحات. نحن نعيش مرحلة من العبث والفوضي.. سببها الأول جماعة الإخوان التي تحجرت عقولهم.. ولا يمانعون أبدا في اللعب بالمشاعر والألفاظ، وقد تذكرت بالأمس أن هناك ثورة اسمها 25 يناير.. فخرجت في مظاهرة مليونية لحمايتها.. هي تضحك علي ذقوننا.. لأنها لم تتحرك والثورة تواجه المحنة.. وقطعت الشارع في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء.. بل قاطعت الثورة في أيامها الأولي في 25 يناير.. لكنها عندما فرضت نفسها.. خرجت الجماعة تهلل لها وتدافع عنها.. الجماعة لا تمانع في عمل أي شيء من أجل التكويش والاستحواذ والحصول علي المكاسب بسهولة.. بيضة مقشرة..!!