ريشة سامي أمين اليوم هو يوم الحفلة التنكرية التي ستقيمها المجلة فكرت قليلاً في شخصية مميزة وجدت صورة أم كلثوم بعظمتها ووقارها تقفز إلي ذهني لذا قررت «اليوم أنا أم كلثوم» رفعت شعري وتأنقت بفستان لجدتي كانت تحفظه كما تحفظ مجوهراتها ووضعت «البروش المميز» ونزلت إلي الشارع أدرت سيارتي واستمعت للراديو.. فليس لأني كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي سأكتفي بأغاني سأعطي فرصة للشباب وأشجعهم سمعت أول أغنية وجدتها آخر دلع بمعني الكلمة «بوس الواوا» واوا؟ أكيد أغنية للأطفال حولت الإذاعة لأسمع أغنية أخري وجدت من يغني «يابنت الإيه».. أدرت الإذاعة سريعاً فقد بدأ ببنت الإيه ومين عالم ماذا سيقول بعد ذلك؟! وتحسرت علي «ياظالمني».. «ولد الهدي»، «حيرت قلبي معاك» وجدت «بحبك يا».. ياحمار!! حمار إيه أكيد في هناك شيء خطأ في الإذاعة سأذهب لحفلة حقيقية فيها جمهور ومغنين، سأذهب للهوانم والبهوات الذين يتأنقون لسماع الأغاني فحفلاتي كانت حالة من السلطنة والهدوء والاحترام ليس لأن زماننا لم تكن فيه مشاكل، وإنما لأن الناس كانت تتذوق الفن الذي استخدمته لاظهار أحلي ما في الناس من حب وحماس وانتماء، لن أستمع للإذاعة سأذهب لحفلة أشهر مطرب خاصة بعدما علمت أن الجمهور كله من الشباب وسعدت بأن الشباب اليوم يأتي للحفلات وليس فقط كبار السن «الذويقة»، ذهبت للحفلة لأفرح بشبابنا الذواق وجدت آلافاً وكأنهم في مظاهرة. كله واقف وثائر لم أفهم ما علاقة المظاهرة بالحفلة وبعد ساعات من انتظار المغني حضر وحوله مجموعة من المصارعين.. اعتقدت أول الأمر أني أخطأت وجئت لماتش مصارعة ولكني علمت من أحد الشباب أن هؤلاء هم البودي جاردات الذين يحمونه من هجوم المعجبين. لم أفهم ما يغنيه ولكني قررت أن أظهر طبيعية لأستمتع بالحفل والمطرب حر يأتي بمصارعين أو بما يريده وعلمت أن أحلامي بحضور حفلة فنية هادئة تبددت وفجأة وجدت هجوم كل من حولي علي المسرح أفهم ما حدث خاصة بعدما سقط المسرح علي دماغنا، ولقيت نفسي راقدة في المستشفي، فقررت العودة فوراً عملاً بمبدأ ياخوفي يابدران ليكون ده آخر عشا.. أقصد حفلة.