«أم كلثوم شخصية مليئة بالتناقضات» هو ما أكدته د. سامية الساعاتى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وذلك خلال ندوة مناقشة كتاب «لغز أم كلثوم» للكاتب والناقد الراحل رجاء النقاش ضمن فعاليات «كاتب وكتاب». الساعاتى فسرت رأيها بأن أم كلثوم خرجت من أحضان الريف المصرى، وكانت وثيقة الصلة به حتى إنها قالت عن نفسها «لقد مسحت بقدمى الصغيرة القطر المصرى قرية قرية»، وعلى الرغم من عدم حصولها على تعليم منتظم فى المدارس أو الجامعات، إلا إنها استطاعت أن تعلم نفسها بنفسها بشكل رفيع، وأتقنت العديد من اللغات، فمن الريف الخالص إلى الحضر الخالص، بالإضافة إلى أنها جمعت فى حياتها بين القديم والحديث، بين الحشمة والوقار من ناحية، ومسايرة الموضة والموديلات الحديثة من ناحية أخرى. وأشارت الساعاتى إلى أنه فى الوقت الذى ظهرت فيه أم كلثوم كان مستوى الغناء فى مصر متدنيا، لكنها أبت أن تتهاون وتقدم منتجا مترديا، بل على العكس من ذلك، فإن حفظها للقرآن الكريم، وقراءتها المتعمقة فى الشعر، جعلاها تمتلك ذوقا أدبيا رفيعا، ويعتبر صوت أم كلثوم هو أول صوت تسجله الإذاعة المصرية. ومن الناحية الاجتماعية أكدت الساعاتى أن أم كلثوم ساهمت فى تغيير مجتمع بأكمله، وتغيير نظرته للفن وللفنانين.