من الخطوة الأولى لهن داخل البرلمان كنا معهن.. إلى جوارهن نرصد بداية أدائهن ونسجل اليوم الأول لهن داخل مجلس الشعب الذى تغير هو أيضا شكلا ومضمونا بما يناسب الدورة الجديدة التى تستحق أن نطلق عليها «برلمان الكوتة». كانت البداية مع الحاجة فردوس أبوهاشم التى تشغل مقعد العمال بمحافظة الشرقية وهى من عائلة دينية كان أبرز علمائها الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية السابق ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وقد سجلت الحاجة فردوس نفسها أيضا فى اللجنة الدينية بالمجلس كرغبة أولى. وكانت الدكتورة إقبال السمالوطى نائبة الجيزة عن الكوتة وهى أحد النماذج المميزة التى دخلت البرلمان هذه الدورة فهى إحدى رائدات العمل الاجتماعى فى مصر وهى صعيدية تنتمى لمركز سمالوط بمحافظة المنيا وتنتمى أسرة زوجها إلى محافظة سوهاج، والسمالوطى صاحبة بصمة مميزة فى ميدان الخدمة الاجتماعية وترأس مجلس إدارة واحدة من أهم الجمعيات الأهلية هى حواء المستقبل وتسعى حاليا لعمل منارة ثقافية فى محافظة سوهاج حيث بلدة زوجها وفاءً لذكرى زوجها لدوره فى كل ما حققته من نجاح، وتركز الدكتورة إقبال السمالوطى عميدة المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بالقاهرة على مجال عملها وسياقه الاجتماعى الذى نجحت فى إعطائه بعدا تنمويا مهما خلال سنوات عملها فيه وصنعت كوادر كثيرة بعضها استقل ويدير مؤسسات اجتماعية منفصلة حاليا، إضافة إلى تشريعات المرأة والطفل وحقوق الإنسان، والطريف أن الدكتورة تلقى معاونة كبيرة من ابنتها منال رضا التى تلعب معها دور المساند والداعم لأدائها البرلمانى والاجتماعى. الوزيرة فايزة أبوالنجا نائبة الفئات عن بورسعيد قالت بهدوئها المعتاد: إنها لن تكون مجرد حاملة للحصانة لكنها ستتواصل مع الناس وتخدم أهلها فى بورسعيد، وستقوم أيضا بدورها البرلمانى سواء فى الرقابة أو التشريع. زينب البهادى نائبة العمال أيضا ولكن عن محافظة السويس حضرت إلى البرلمان فى اليوم الأول بأجندة تشريعية وخدمية ممتلئة وقالت ل«صباح الخير» إنها ستتقدم بمشروع قانون لتعديل قانون المعاقين وزيادة الغرامة على أصحاب الأعمال الذين يرفضون تشغيل المعاقين، ومشروع آخر يحمل تعديلات على قانون البناء الموحد وقانون الإيجار الجديد، حيث لاحظت من خلال عملها بالمجالس المحلية أن بهما عقبات تواجه المواطنين ولا داعى من وجودها، بالإضافة لتعديل فى قانون الطفل بالنص على أن يكون إهمال الآباء لأطفالهم جنحة مباشرة، وذلك لمحاربة تنامى ظاهرة أطفال الشوارع. * حماس الصعيديات كان من اللافت فى لجان استقبال الأعضاء الحماس الذى غلف أداء نائبات الصعيد وأولهن هانم أبوالوفا نائبة المنيا عن العمال، والتى قالت إنها ليست غريبة عن العمل المجتمعى والبرلمانى فهى عضو مجلس محلى المحافظة وتعمل فى العمل العام منذ 17 عاما وساعدت 500 أسرة على تحسين أوضاعها وأنشأت مشغلاً تعمل فيه 80 سيدة وفتاة، وستكمل مشوارها فى خدمة الناس بالعمل البرلمانى الذى ستركز فيه على الاهتمام بالفلاح البسيط ورفع مستواه المعيشى والثقافى إضافة إلى قضايا المرأة والطفل. أما نائبتا بنى سويف فقد لفتتا النظر بتعاونهما منذ اللحظة الأولى لدخول البرلمان، وحول خططهما قالت عبير النجار النائبة على مقعد العمال إنها تضع قضايا المرأة والطفل فى أولوياتها وستتقدم بمشروع قانون يلزم بنك ناصر بسداد نفقة للسيدات اللاتى أقمن دعاوى طلاق وذلك خلال فترة تداول القضية، على أن يتم إجبار الزوج على سداد المبالغ التى تم سحبها من البنك فور صدور الحكم سواء نقديا أو استقطاعه من راتبه وأرجعت سبب تقدمها بالقانون إلى أن الأزواج يرفضون سداد نفقة للزوجات خلال فترة تداول قضايا الطلاق والتى قد تستغرق سنوات وتكون السيدات بدون مصدر للإنفاق على أنفسهن وأبنائهن، أما زميلتها على مقعد الفئات النائبة نهى خاطر فقالت إنها ملتحمة بالشارع أصلا من خلال عملها بالمحليات وتعرف مشاكله واحتياجاته ووضعت خطة طموحة للمساهمة فى حلها وتشريعيا قالت إن فى مقدمة القضايا التى ستتبناها المحليات القطاع الذى تعتبره عماد أى نهضة لو استقامت الأمور فيه وأول القضايا قضية رفع أجور العاملين بالمحليات، حيث يحصلون على أقل المرتبات وتشديد الرقابة على أعمال المحليات حيث اعتبرت النائبة أن أحد أهم أسباب الفساد فى المحليات، ضعف الأجور إضافة إلى مشروع قانون يقضى بتعديل قانون البناء لتسهيل إجراءاته وخفض التكاليف التى يتحملها المواطن. * قضايا المرأة ومن البحر الأحمر جاءت أمل جاد بصحبة زوجها، وأمل واحدة من مفاجآت البرلمان الجديد حيث نجحت كمستقلة بعد جولة صعبة مع مرشحة الوطنى، وقالت أمل إنها خاضت الانتخابات بثقة فى الفوز وكان معها فريق عمل من زوجها سعيد منصور وشقيقها المهندس إبراهيم جاد الله، وابن عمها المهندس محمد حسن جادالله أمين الوطنى السابق، وأخرجت فى الانتخابات كل خبرتها السياسية التى مكنتها من قبل أن تشغل منصب أمينة المرأة بالوطنى بالتزكية، وأشارت إلى أنها تهتم بالعمل العام وخدمة الناس، خاصة المرأة وبشكل أساسى فى المناطق الأبعد والأقل حظا مثل رأس غارب وحلايب وشلاتين. أما زاهية عبد اللطيف نائبة دائرة الشمال بمحافظة سوهاج على مقعد العمال فقالت إن المرأة وقضاياها هى شغلها الشاغل وأنها ستفتح ملف التوسع فى تولى المرأة للمناصب القيادية، حيث ترى أن المرأة تحتاج لمزيد من تقلد المناصب القيادية كما ستتقدم بمشروع قانون يقضى بتسلم المرأة لميراثها تلقائيا بعد الوفاة مباشرة وبحد أقصى 6 شهور ومعاقبة من يحجب عنها ميراثها، خاصة أن هذه المشكلة منتشرة بشكل كبير جدا فى الصعيد، وأشارت زاهية إلى أنها ستعمل على أن تحصل محافظة سوهاج على مكانتها الطبيعية فى خريطة السياحة المصرية، حيث يوجد بها كثير من الآثار لكنها لا تلقى اهتماما يليق بها وبمكانتها التاريخية. * الأقصر بلدنا ومن الأقصر جاءت الزميلة الإعلامية هدى خليل التى نجحت كمستقلة وقالت إن خدماتها التى قدمتها للأهالى بالدائرة على مدى السنوات الماضية كانت بوابة العبور لها فى الانتخابات، وأنها ستواصل خلال الفترة المقبلة دورها الخدمى إضافة إلى دورها البرلمانى الذى ستركز فيه على القضايا الجماهيرية والإعلامية ولذلك انضمت إلى لجنة الثقافة والإعلام بالمجلس. أما زميلتها سلوى النخيلى التى تمثل الحزب الوطنى فقالت إنها كسيدة أعمال ستكون مشاركتها مميزة فى مختلف اللجان، كما أنها تتوقع أن المرأة سيكون لها دور كبير فى الفعاليات البرلمانية إصرارا منها على أن تثبت وجودها وأحقيتها فى التمثيل البرلمانى، خاصة أنها ترى أن السيدة مادامت قبلت أن تقتحم الحياة السياسية، فيجب أن تتحمل المسئولية وتكون مثل الرجل وأفضل منه فى الأداء. * النائبة الحامل كان أبرز مشاهد البرلمان فى أيامه الأولى وجود هويدا جابر نائبة دائرة الجنوب بمحافظة سوهاج والتى كثر الحديث حولها قبيل الانتخابات وبعد نجاحها، لكن أداء هويدا مع وسائل الإعلام كان مفاجأة للجميع، وقالت هويدا التى كان يرافقها زوجها المحامى رمضان القعيد ردا على هجوم البعض عليها: إن الحمل ليس جريمة ولا يعطل عن أداء المهام كما يدعى البعض، وقالت إن الهجوم ليس موجها إليها ولكنه محاولة لهدم تجربة الكوتة وتواجد المرأة بهذا الشكل داخل البرلمان ومن يقولون ذلك هم أصحاب وجهة نظر ذكورية ورجعية وأنا لست الوحيدة فهناك نائبة إيطالية مازالت بالبرلمان وتقبل الجميع وضعها لدرجة أنها تصطحب صغيرها إلى قاعة الجلسات، وأنا عن نفسى سعيدة بلقب النائبة الحامل وسأؤكد للجميع أن المرأة تستطيع أن تتفوق على الرجل فى الأداء البرلمانى حتى وهى حامل.