- فيروز العشق القديم، رمز لأيام مضت، كنا نضحك فيها من قلوبنا، تنساب دموعنا لأتفه الأسباب حتي وإن كان بكاء طفل صغير. علي الرغم من أننا جميعا تغيرنا، بل الأكثر من ذلك أن الأيام قد شوهتنا، لم نعد نندهش، لا ندرك الفرح إلا قليلا، تحولنا إلي مسخ لا طعم له ولا لون، أصبحت أقبح الأشياء من حولنا أمورا عادية، اعتدنا الفجاجة والغلظة والقبح. علي الرغم من كل هذا التحول الرديء الذي حدث لنا فإن هناك صوت ملاك يدعي فيروز يصيح فينا، ليوقظنا من العتمة التي سقطنا بها جميعا، لا نري مخرجا، يصيح الملاك «آه لسه فيه أمل» فلا نملك إلا أن نصدق، فطالما وعدتنا بمعان وقيم جميلة وصدقت الوعد، أما الآن وبعد مرور كل هذه السنوات فلا علينا إلا أن نناطح الظروف ونعافر مع المشاكل مرددين مع فيروز «فيه أمل» ربما! - علي الرغم من دخول تامر حسني تجربة التمثيل منذ فترة ليست بطويلة، إلا أنني لم أملك الجرأة يوما لأن أكبد نفسي عناء الذهاب إلي السينما لمشاهدة أحد أفلامه، ذلك لأنني لا أري فيه سوي صوت دافئ ووجه مقبول، أما أغانيه فإنها كثيرا ما تأتي مكررة المعاني وتدور في فلك واحد وهو الحب بين الرجل والمرأة بالطبع، أي ينقصه عقل يدير به فنه، رؤي ووجهة نظر في الحياة، المهم وفي الأيام الأخيرة وأثناء إجازة العيد الطويلة، تسمرت أمام التليفزيون لأشاهد فيلم عمر وسلمي الجزء الثاني، وعلي الرغم من أن القصة مكررة ومعادة وبها بعض السذاجة في بعض المشاهد، إلا أنني فوجئت بحضور تامر حسني الذي لا يستطيع أحد أن ينكره، خفة ظل وأداء تمثيلي متقن، لا يخشي الكاميرا، فتحولت بوصلتي من كراهية لتامر حسني وإحساس أنه يأخذ أكثر مما يستحق، إلي إعجابي به كفنان يغني وعقل يلحن ويعزف جيتار، إلا أنه يظل ينقصه شيء ليتحول إلي نجم حقيقي وهو الدماغ، فمادام تامر حسني إعجاب الشباب وحبهم فإنه لابد أن يختار بعناية ما يغنيه، يتنوع ويترك الدائرة الصغيرة التي حصر نفسه بها، ليذهب إلي مناطق أكثر براحا واتساعا من منطقة الحب الجيدة، فمادمت أصبحت مثلا أعلي لكثيرين عليك أن تبذل جهدا لكي تستحق هذه المكانة. - حضرت الأسبوع الماضي حفلا أقامته جمعية د. نبيل فوزي للأعمال الخيرية أقيم في أحد الفنادق الكبري حضره أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور متبرعين بقيمة التذاكر، كان الحفل فرصة لأن أري المطرب رامي عياش علي المسرح، فإنه بالطبع صاحب صوت جميل وله اختيارات خاصة في أغانيه، ظل يغني ربما لأكثر من ساعتين ما بين الحديث والقديم، فقد غني لأم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، واكتشفت يومها حجم التواضع الذي يتمتع به رامي عياش، فقد تواجد في الحفل المطرب الشاب إيساف، فما كان من رامي إلا أن ترك المسرح لإيساف ليغني وجلس هو في مقاعد المتفرجين، بالإضافة إلي أنه لم يضج من المعجبين رغم كثرتهم، هذا بالإضافة إلي أنه غني متبرعا وهو ما لم يعد يحدث في هذه الأيام، وهو ما علمته من د. نبيل فوزي الذي يعاني كثيرا أثناء التجهيز للحفل الذي يقيمه سنويا. مني فوزي