أحد أساتذة الفن فى القرن العشرين، رائد المدرسة الوحشية التى ظهرت فى مطلع ذلك القرن. اشتهر ماتيس بألوانه القوية الشديدة الاشتعال، كان يعبر باللون تعبيرا حسيا متجنبا إثبات البعد الثالث فى التكوين. ولد ماتيس فى شمال فرنسا ودرس القانون فى باريس واشتغل لفترة فى مكتب محام، ولكنه سرعان ما شعر بمواهبه الفنية، فقرر أن يدرس مبادئ الرسم على يد أحد المصورين، ثم تركه وذهب لدراسة أكثر تحررا فى مدرسة الفنون الجميلة. بدأت شهرة ماتيس تظهر بعد أن اشترك مع بعض زملائه فى صالون خريف 1905 فى باريس، وانهالت عليه الدعوات من المعجبين فى أمريكا والسويد والنرويج لينشئ مراكز لأسلوب الدراسة الوحشية. فى عام 1903 تحول ماتيس فجأة إلى فنون الشرق على أثر إقامة معرض للفنون الإسلامية فى باريس وأغرم بالزخارف والنقوش العربية وتمسك بملء كل فراغ فى لوحته بها. فى عام 1911 سافر إلى المغرب وشاهد مجالس الحريم والجوارى بالسراويل الطويلة الملونة فى المخادع وعلى المقاعد الموشاة والأقمشة المزركشة والسجاجيد بألوانها الزاهية وقد كانت تلك الأشياء مصادر لإلهامه ومنابع لألوانه المليئة بالحرارة مثل الحمراء والقرنفلية والبرتقالية والخضراء!