يعتبر الفنان بول سيزان إمام الفن الحديث. قال: «لقد أردت أن أجعل من التأثيرية فنا متينا يبقي في المتاحف» كان ناقدا للحركة التأثيرية لم يعجبه هشاشتها، ولذلك أراد أن يعيد للأجسام صلابتها التي كانت تتميز بها أعمال أساتذة الفن القدامي، ودون أن يدري كان سيزان الأب الحقيقي والمصدر الأول للحركة التكعيبية التي ظهرت فيما بعد في لوحات بيكاسو وبراك. ولد سيزان في بلدة «إكس» في جنوبفرنسا، بدأ يدرس الحقوق ولكنه سرعان ما تركها ليتفرغ للفن. في عام 1861 سافر إلي باريس ليلتحق بالأكاديمية السويسرية، تعرف في تلك الفترة علي الفنان بيسارو الذي قاده إلي التأثيرية ودفعه لرسم المناظر في الخلاء، بدأت ألوان سيزان تمتلئ بالضوء والشفافية وتخلي عن ألوانه القاتمة التي كانت في لوحاته الأولي. اشترك مع التأثيريين في معرضهم الأول عام 1874ثم الثالث. اشتهر سيزان بلوحات المناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة حيث وجد في الأخيرة حلولاً لمشكلة التجسم والمسافة والتكوين، وكان يركب عناصرها من الأزهار والأواني وثمار الفاكهة وطيات الأقمشة، وقد ساعدته هذه التكوينات علي تحقيق أهدافه الفنية أكثر من تصوير المناظر الطبيعية. كان يميل إلي التكوينات الهندسية في تصويره للوجوه والأجسام علي هيئة اسطوانات ومخروطات ومكعبات ودوائر كروية، وذلك نتيجة تأمله العميق للطبيعة قبل أن يحيلها لتلك الأشكال. كان يقول: «إن الطبيعة يمكن التعبير عنها بالمكعب والمخروط والاسطوانة». بني سيزان أشكاله باللون وقد نجح في اكتشاف اللون السائد كما خلق بحق جو التصوير في لوحاته.