أثار حادث سرقة مجموعة نادرة من المجوهرات في متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس، ضجة واسعة خلال الأيام الماضية، بعدما تبين أن من بين القطع المسروقة تاج الإمبراطورة أوجيني، أحد أهم رموز الحقبة النابليونية الثانية. وبحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن مصادر قريبة من التحقيق، فقد تمكنت السلطات الفرنسية مؤخرًا من استعادة التاج المسروق، بينما لا يزال البحث جارياً عن بقية القطع التي وُصفت بأنها "لا تُقدّر بثمن"، وفقًا لتصريحات وزير الداخلية الفرنسي. اقرأ أيضًا | سرقة مجوهرات «لا تقدر بثمن» من متحف اللوفر.. والبحث جارٍ عن اللصوص تاج أوجيني ليس مجرد قطعة مجوهرات فاخرة، بل هو رمز سياسي وتاريخي يعكس قوة الإمبراطورية الفرنسية في منتصف القرن التاسع عشر. صُنع التاج عام 1853 خصيصًا للإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، ابن أخ نابليون بونابرت، عقب زواجهما مباشرة. يبلغ طول التاج 13 سنتيمترًا وقطره 15 سنتيمترًا، وقد عُرض للمرة الأولى في معرض باريس العالمي عام 1855 كأحد أبرز مظاهر الفخامة الإمبراطورية. يضم التاج ثمانية نسور ذهبية تتناوب مع أوراق الغار وسعف النخيل المرصعة بالماس، في إشارة إلى رايات النسر التي كانت ترفعها الأفواج الفرنسية خلال الحروب النابليونية. أما قمته فتتوجها كرة مرصعة بالألماس تحيط بها دائرة من الزمرد، تعلوها صليب ماسي صغير. في المجمل، يحتوي التاج على 2480 ماسة و56 حجر زمرد، ما يجعله من أثمن وأندر قطع المجوهرات في التاريخ الفرنسي، وقد صُمم على يد الصائغ الفرنسي الشهير ألكسندر جابرييل ليمونيه. لم يدم بريق الإمبراطورية النابليونية طويلاً؛ فبعد هزيمة فرنسا في الحرب الفرنسية البروسية، أُعلنت الجمهورية الثالثة عام 1871، واضطر نابليون الثالث وزوجته أوجيني إلى اللجوء إلى بريطانيا. عاشت الإمبراطورة ما تبقى من حياتها في بلدة فارنبورو هيل، حيث خُصص جزء من منزلها كمستشفى للضباط الجرحى أثناء الحرب العالمية الأولى. وبعد وفاتها في مدريد عام 1920، نُقلت جثتها إلى دير القديس ميخائيل في فارنبورو، حيث دُفن زوجها وابنها من قبلها، لتظل رمزا أخيراً من رموز الحقبة الإمبراطورية الثانية. ورغم مرور أكثر من قرن على رحيلها، لا يزال تاج أوجيني يجسد عظمة الماضي الفرنسي، ويذكّر العالم بأن الجمال والفن يمكن أن ينجوا حتى من أكثر الأحداث مأساوية.