اكتشف بلدك من جديد.. فكرة بدأناها أنا وزملائي بالمجلة.. ولتكن دعوة إلي كل محبي «أم الدنيا» فهي تستحق منا كل الحب لكي نحافظ علي كل ما تركه لنا أجدادنا من أجل الأجيال القادمة. بمناسبة الاحتفالية الكبري لمرور مائة عام علي افتتاح متحف الفن الإسلامي والتي ستقام يوم 25 أكتوبر القادم تحت رعاية السيدة سوزان مبارك بمقر الأمير محمد علي بالمنيل صدر مؤخرا مجلد وثائقي تذكاري تحت عنوان من ذاكرة متحف الفن الإسلامي من عام 1881 لعام 2010 م وجاء المجلد بما يحتوي عليه من صور نادرة ومادة مكتوبة رائعة ليجعله قطعة نادرة من ضمن القطع التي بالمتحف الإسلامي، بل كثير من متاحف مصر. صدر المجلد في 300 صفحة وطباعة فاخرة به مجموعة من الصور النادرة لشخصيات مصرية منذ مائة عام وحتي الآن ويجب أن نشكر الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار الذي قدم الكثير من أجل إخراج هذا المجلد للنور .. وأيضا تحية شكر للأستاذ علوي فريد الذي أعد وأشرف علي هذا المجلد العظيم. كما ضم صورا لشخصيات مصرية عامة وصورا لكبار الشخصيات من ملوك ورؤساء ورجال دولة في مائة عام قاموا بزيارة للمتحف وأيضا شمل صورا لكل مكان في مصر منذ عام1881م عام افتتاح المتحف من صور للعربات وللبشر والمباني والشوارع والعملات والأعلام والنياشين، مما جعل المجلد وثيقة مهمة لتاريخ مصر ويجب اقتناؤه والاحتفاظ به لكل الأجيال، والجدير بالذكر أن المجلد عندما تقرأه تعرف الحالة الاجتماعية وأخلاق المصريين في هذا الزمن الجميل فعندما جاءت فكرة إنشاء المتحف لجمع كنوز ومقتنيات الحضارة الإسلامية عبر عصورها المختلفة توالت الهدايا والتبرعات من المصريين والعرب من كل مكان ليست بالأموال فقط، بل بالقطع الأثرية التي لديهم .. ولم يبخل أحد مهما كانت قيمة القطع وثمنها فنذكر منهم في عام 1903 م أهدت والده الخديوي عباس حلمي الثاني مجموعتها من التحف الأثرية وهي أيضا صاحبة أهم سبيل في مصر وهو سبيل أم عباس .. وفي عام 1913م أهدي الأمير يوسف كمال مجموعة من التحف النادرة .. وعام 1920م أهدت كريمة يعقوب أرثين باشا وكيل وزارة المعارف والذي توفي عام 1916م مجموعة نادرة من القطع الإسلامية وتم تخصيص قاعة كاملة -وقتذاك- لهذا الإهداء الذي شمل كثيرا من القطع .. في عام 1924 م قام الأمير محمد علي مؤسس القصر الذي ستقام به الاحتفالية بإهداء مجموعة نادرة من الأسلحة والسيوف، أما الأمير كمال الدين حسين فقد أهدي المتحف مجموعة نادرة من المنسوجات والأخشاب والزجاج عام 1933م .. كما أهدي الأمير عمر طوسون مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة عام 1935م .. وكما أهدي الملك فؤاد الأول عام 936 م المتحف مجموعة نادرة من المنسوجات والموازين .. أما ابنة فاروق الأول فقد أهدت المتحف مجموعة نادرة من الخزف عام 1941 .. وفي أوائل الأربعينيات أهدي علي باشا إبراهيم المتحف مجموعة من السجاد الإيراني النادر والخزف .. ووضعت في قاعة خاصة . وفي عام 1970م أهدي الدكتور هنري أمين عوض الطبيب المصري مجموعة نادرة من أدوات الطب والجراحة وأوراق البردي العربية وبعض القطع من العملات. هكذا كانت روح الانتماء والوطنية عالية وتقدير قيمة الأثر داخل أرض الوطن سواء من المسلمين أو المسيحيين .. وأما في المنطقة العربية فنجد أن بعض الدول العربية ساهمت في المتحف مثل العراق حيث اقتني المتحف مجموعة كبيرة من التحف الأثرية العراقية الأصل، أما اليمن فقد اقتني المتحف الإسلامي تحفة نادرة من النحاس صنعت في صنعاء العاصمة، كما عثر علي قطع نسيج يمنية في خبيئة أطلال الفسطاط التي اكتشفها علي بهجت عام 1912 م .. ثم توالت الاكتشافات الأثرية للعصر الإسلامي علي يد دكتور جمال محرز .. ومن الدول العربية التي لها إسهامات وآثار في المتحف أيضا هي سوريا التي تميزت بصناعة السيوف من الفولاذ .. كانت لها سوق رائجة في سوق السلاح بالقاهرة وأيضا يقتني المتحف شمعدانا سوريا من النحاس المكفت بالفضة ويرجع إلي العصر الأيوبي، كما يقتني المتحف شكمجيات خشبية مطعمة بالعاج والصدف دقيقة الصنع وغيرها من القطع المهمة. أما من فلسطين فيقتني المتحف قطعاً من العملة منها وكذلك من لبنان، أما من تونس فيقتني المتحف عددا كبيرا من البلاطات الخزفية التي كانت تستخدم في كسوة جدران المباني وأيضا قطع من العملات .. أما المغرب فيقتني المتحف مجموعة جيدة ونادرة من العملات النقدية ودنانير من مدينة فاس وطنجة. حقا المجلد يحتوي علي الكثير من الحكايات والأسرار والصور النادرة في مصر خلال مائة عام، ولذلك يحتاج منا الحديث عنه في عدد آخر.