أجمل ما فى الحياة الذكريات، وخصوصا لما تكون ذكرياتك تهلك من الضحك، فكل موقف بيعدى علىّ دلوقتى مربوط بذكرى عندى.. وعند كل بنى آدم، وهذه الذكريات إما تكون ذكرى سودا.. أو ذكرى حلوة، وأوقات لما بيحصلنا مواقف وحشة، بنزعل.. وبعد سنين لما نفتكرها نضحك.. وهو ده بالظبط اللى حصل فى أول سنة أروح فيها المدرسة، وأول يوم لى فى الجامعة؟! فمثلا فى المدرسة كنت فى إحدى دول الخليج، وماما قالتلى إنى ما أمشيش مع حد أبدا حتى لو جابلى شوكولاتة، أو قالى تعالى أوديكى لبابا، ولو واحدة قالتلى تعالى نروح الملاهى أقولها لأ، وما أروحش مع أى حد فى أى حتة راجل أو ست، نعرفه أو منعرفوش، وشددت على أنى ما أمشيش إلا معاها أو مع بابا ولو توهت منهم أفضل واقفة فى مكانى وهما هيلاقونى بسهولة، وفعلا سمعت الكلام ونفذته بالحرف الواحد، وأول يوم فى مدرستى بابا وصلنى بالعربية وقال استناه فى نفس المكان الساعة 12 وهو هيجيلى وما اتحركش أبدا عشان لأن الناس هتخطفنى وتموتنى. وجه وقت المرواح ووقفت فى المكان المحدد ولإن مدرستى كانت مسائية فقد بدأ الطلبة الولاد يهلون على المدرسة وأنا لسة واقفة فى مكانى لغاية ما بقت الساعة 2، وشافتنى مربية الفصل «أبلة كريمة» ولقتنى بعيط وسألتنى ليه مروحتش لغاية دلقوتى؟ ودخلت جابت عنوانى من «ملفى» وعايزة توصلنى البيت وتشدنى من أيدى، وأنا أعيط وأقولها لألأ هاتولى البوليس هو هيروحنى مش هيخطفنى، لكن انتوا هتخطفونى وبابا أتاريه راحت عليه نومة لقيته جاى جرى بالبيجامة ولقى كل المدرسين ميتين من الضحك عشان مش عايزة أروح إلا مع «البوليس»!! وفضلت طول اليوم بعيط ومصدقة إنى كنت هتخطف!! وتعدى السنين كالريح دون أن أحس بها وبقيت فى سنة أولى جامعة ولازم أدخل جامعة فى مصر، لأن مافيش هناك جامعة للوافدين. ولما نزلت مصر كنت برضو بتحرك مع أهلى، ويا دوب وقت التنسيق الداخلى للجامعة كنت بروح بتاكسى واجى فى تاكسى، معملش حاجة غير إنى أقوله «جامعة عين شمس» يا أسطى ولأن بابا قالى لازم أقول للسواق يمشى من صلاح سالم فحبيت أعمل فتكة وقت التنسيق، وقلت للسواق بقولك إيه يابرنس امش من صلاح سالم أصله أسهل، لقيت السواق بصلى بصة معناها باختصار «أنت حمار يا حمار» فجأة لقيت يافطة مكتوب عليها صلاح سالم بخط يفقع عين الجمل نفسه، وعرف طبعا إنى حمارة شوارع وأول يوم جامعة قلت لازم اركب «مينى باص» وأوفر المصاريف، ده غير أنه أمان أكتر، ونزلت الشارع مكان ما بركب تاكسى، لقيت مينى باص مكتوب عليه عباسية ورقمه 18 فوقفته وركبت، وفضلت طول الطريق أتأكد من الناس اللى راكبه بقوله إيه هو ده رايح جامعة عين شمس؟! لغاية ما الناس كفروا من كتر السؤال وكانوا عاوزين يحدفونى من الشباك، والسواق افتكرنى بستهبل فقالى بعلو صوته والنعمة رايح.. اهمدى بقى، ووصلت وكنت فى قمة الفرح، وحسيت إنى عملت إنجاز وأول ما اتعرفت على بنات وولاد حكتلهم انى جيت «بمينى باص» فضحكوا على خيبتى طبعا، المهم وأنا مروحة لقيت «مينى باص» مكتوب عليه 18 وقفته وركبت، وبدأت اسأل هو رايح مدينة نصر يا أخوانا؟ ردت واحدة رايح «الألف مسكن» عملت عارفة وقولتلها أيوه أيوه، لكن طبعا بعدها هيعدى على مدينة نصر، لقيت واحدة تانية قالتلى وهى تخبط على صدرها كبدى عليكى يا بنتى إنتى توهتى، وطبعا الجو المأساوى اللى عملته ده، خلانى أعيط، وقعدت أصرخ وأقول للسواق وقف (STOP) يا أسطى، أنا توهت، وأنا أعيط والناس كلها بتضحك على اعتبار أنه مش معقول الشحطة دى تتوه، ونزلت ركبت تاكسى، واكتشفت أن هناك مينى باص رقمه 18 وواحد تانى 18 بشرطه، مش فاهمة من قلة الأرقام لما هيكرروها، ده غير إنه فيه مليون شركة نقل باصها 18، وأنا كنت بطيخة معرفتش كل ده، وفاكرة إنى مجرد ما آلاقى رقم المينى باص روحت بيه يعنى ضمنت توصيلة.. لكن يا توصيلة ما تمت خدها أبوشرطة وطار