لجيل الجديد من المبدعين في مجال التصميم سواء في مجال الحُلي أو الأزياء لديهم اختلاف عن الأجيال السابقة فالجيل الجديد لديه كل الإمكانيات للاطلاع و الاحتكاك بكل ما يحدث في عالم الموضة. مصممة الحُلي هند زايد واحدة من هؤلاء الشباب التي تنظر لمجال إبداعها بعين والعين الأخري علي كل ما يحدث من حولها. لذلك أخذت قرارا شجاعا بالاتجاه نحو تصميم الحُلي ولم تهتم بكونها متفوقة ومعيدة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب لكنها اهتمت بهدهدة موهبتها وثقلها وإخراجها للنور وبالفعل استطاعت أن تخلق لنفسها استايل وأسلوبا مميزين. هند زايد تحب الرسم قبل دخولها عالم تصميم المجوهرات وهو ما مكنها من رسم أفكارها التي تأتي لها وهي تمارس هواية المشي أو ما بين النوم والاستيقاظ بعيدا عن تصميم الحُلي. هند زايد فنانة تجيد الرسم وحصلت علي كورس دراسات حرة بكلية التربية الفنية وشاركت في صالون الشباب للرسم كما أنها تجيد التصوير الفوتوغرافي الفني، وكل هذا ينعكس بشكل أو بآخر علي عملها كمصممة حُلي، وهي تعيش دائما محلقة مع بنات أفكارها لترسم تصميما لسوار أو حلق أو تبدع رسمة لقفل مبتكر تزين به تصميماتها بخلاف الأقفال التقليدية تقول هند: أستلهم أفكاري من الطبيعة كالشجر والورود وخلافه كما أنني أتابع موضات الأثاث والملابس، فالمصمم عليه أن يتعرض لمجالات فنية عديدة تجدد دماء إبداعه فأنا حريصة علي حضور عروض البالية والمعارض الفنية ومعارض الفن التشكيلي وخاصة للفنانين الذين يتمتعون بحس مصري مثل الفنانة جاذبية سري، وكل هذا يجدد رؤية الفنان كما أنني أحصل علي كورسات في مجالات مختلفة مثل كورس بيزنس وكورس رسم مجوهرات، وكلها مجالات تنصب بشكل أو بآخر في مجال إبداعي. مواسم العرض أو الإقبال علي شراء الفضة تختلف في السوق المصرية عن السوق العالمية عن موسم إصدار المجموعات تقول هند: المواسم في مصر تختلف عن المواسم في العالم التي تكون عبارة عن أربعة مواسم يقدم خلالهما مجموعة للصيف وأخري للربيع ومجموعة للشتاء وأخري للخريف في حين في مصر نقدم مجموعة للصيف ومجموعة لعيد الأم ومجموعة لرمضان وتكون ذات طابع إسلامي، ومجموعات للأعياد ومجموعة للاحتفال برأس السنة الميلادية (الكريسماس). وعن الموضة لهذا العام في المشغولات الفضية تقول هند: السلاسل مختلفة الطول والمطعمة بالأحجار الكريمة والنصف كريمة موضة وألوان الأحجار من ألوان الملابس لهذا الموسم فنجد العقيق الأحمر والوردي والياقوت بألوانه الزاهية التي تشابه ألوان الزهور، أيضا الانسيالات والأساور المصممة من مجموعة من السلاسل والأحجار الملونة كلها تناسب الصيف وتمنح من ترتديها إحساسا جميلا بالصيف وانطلاقة، وقد ظهرت الأقراط أيضا سواء الثابتة علي الأذن أو المتدلية وبها وحدات فنية تضفي لمسة أناقة وخصوصية علي من ترتديه وتنصح هند كل متذوقة للحُلي بأن تكتفي بارتداء قطعة حُلي واحدة سواء كانت عقدا أو حلقا أو خاتما مما يجعل القطعة التي ترتديها تأخذ كل الاهتمام والظهور ولا ترتدي عدة قطع معا حتي يظهر جمال القطعة التي ترتديها. وعن الأحجار الكريمة والنصف كريمة والتي يحبها الكثيرون فإن (هند) تميل بهواها إلي بعض الأحجار فتحب حجر الجرانيت بلونه النبيتي وحجر القمر (مون ستون) بلونه الأبيض المائل للزرقة، كذلك تحب حجر (الأكوا مارين) كما إنها تحب اللؤلؤ بأشكاله وألوانه المختلفة وتري أنه من الكلاسيكيات التي لا تخبو، واللؤلؤ الأسود الذي ظهر كموضة تري أنه يمكن أن تطعم به التصميم فقط ولا تعتمد علي التصميم بالكامل منه. وتعشق هند خام الفضة بكل صوره وألوانه لكن التصميم الذي ترسمه هو الذي يحدد ما إذا كانت ستستخدم الفضة بصورتها اللامعة أم ستعرضها لأسلوب الأكسدة، لكي تكسبها بعض السواد لكي تشابه الفضة القديمة. تقول هند وتضيف: هناك بعض المصممات المتميزات في العقود وأخريات في الخواتم ووجدت نفسي أميل للأساور وأتميز بها ربما لأنني محجبة ويكون تركيز المحجبة دائما في ارتداء قطعة بيدها مميزة ووجدتني أبتكر تصميمات لأقفال مبتكرة تحمل تصميما فنيا، بالإضافة إلي كونه الوظيفي كقفل وأدون علي القفل أسماء أو أقوالا بشكل فني ليصبح القفل جزءا من التصميم الفني. كأن أدون اسم صاحبته أو اسما من أسماء الله الحسني. تقسم هند زايد مراحل عملها إلي مرحلة الرسم، ثم مرحلة الصياغة ثم مرحلة التجميع لقطع الفضة مع الأحجار لتصل للشكل النهائي، والمرحلة الرابعة هي مرحلة التسويق والتي تؤكد هند أنها مرحلة صعبة جدا خاصة بعد انتشار الشغل الصيني الرخيص وتضيف هند للصعوبات صعوبة أخري هي غلو خام الفضة، أيضا عدم وجود الصنايعي الكفء المخلص الأمين بسهولة لذلك للأسف أكثر من نصف الصنايعية في سوق الصاغة و الفضة من دول شرق آسيا لأنهم مهرة ولا يفرطون في أكل عيشهم بسهولة، وتضيف هند: إضافة لوجود قراصنة يقومون بتقليد الوحدات الأصلية التي يقدمها مصممو حُلي مثلي نسعي إلي تقديم قطع مميزة تحمل توقيعنا، فأنا أسعي أن يكبر اسمي في السوق كمصممة وهو ما يستلزم أن أقدم أفكارا جديدة ومميزة. تشيد هند زايد بالدور الذي تلعبه وزارة الصناعة في تقديم دورات وخدمات للمصممات في المجالات المختلفة لتطوير العمل الخاص بهم وقد أفادني كورس رسم الحُلي الذي حصلت عليه معهم كما أنهم يساعدون المصممين في تسويق منتجاتهم في فتح أسواق عربية وأجنبية مختلفة وهذا ولا شك سيكون له أثر إيجابي كبير علي مستقبل المتميزين. كيف تقبل أهلها وهي معيدة بكلية الآداب وتسعي لتحضير الماجستير عملها في مجال تصميم وصياغة الفضة؟ تقول هند: للأسف الشديد والدي ووالدتي غير مقتنعين بعملي في مجال تصميم الفضة ويرون أن من باب أولي أن أهتم بدراستي الأكاديمية في الماجستير والدكتوراة وأنا دائما ما أردد لهم أنا مبدعة ولن أكون موظفة حتي لو كانت هذه الوظيفة أستاذة بالجامعة. وتضيف هند إن تصميم الحُلي موهبة تثقل بالتدريب والدراسة وهي تُلح علي فكر صاحبها مثل الفنان التشكيلي