مات عم نظيم شعراوي بعد أن هدَّه المرض ومنعه من متعته الوحيدة في الحياة وهي لقاء الأصدقاء، وكان أقرب أصدقاء نظيم شعراوي هو الفنان سمير خفاجي ولكن من سوء حظ نظيم شعراوي أنه في الوقت الذي كان فيه محتاجاً إلي صديق العمر أصيب هذا الصديق هو الآخر بجلطة في المخ ولم يعد أحد يزور نظيم شعراوي، ولكني كنت دائم السؤال تليفونيا مع زوجته الفاضلة التي أكدت لي أن نجوماً صغاراَ ومطربين جدداً يواصلون السؤال عن نظيم شعراوي.. أذهلني أن يكون بينهم تامر حسني والحق أقول إني لا أعترف بأصحاب الموجة الشبابية من المطربين الجدد منذ عمرو دياب وحتي آخر صيحة في عالم ما يسمي بالموجة الشبابية ولكنني احترمت هذا الفتي ليس لفنه ولكن لسلوكه الرفيع فهو لم يعرف بالتأكيد عمنا نظيم شعراوي ولم يعمل إلي جانبه وأجزم أن تامر لم يشاهد نظيم شعراوي أو يقابله ذات يوم، ولكنه نوع من الوفاء لرجل أسعدنا علي مدار تاريخ طويل سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون وقد كان نظيم شعراوي هو القاسم المشترك الأعظم في أعمال أكبر نجوم الضحك في عالمنا العربي.. بدأ مع فؤاد المهندس وحقق شهرة واسعة من خلال مسرح المتحدين إلي جانب المهندس وظل العطاء متواصلا عندما سلم جيل المهندس الراية إلي جيل عادل إمام سواء في «مدرسة المشاغبين» أو «شاهد ماشفش حاجة» وكان الراحل الجميل صاحب نكتة وسرعة بديهة وله إشعاع خاص وكاريزما لاتخطئها العين، ولذلك فقد كان مقربا إلي عادل إمام الذي طالما أسند إليه أدواراً في معظم أفلامه و لا أحيد عن الحق لو قلت إنه ترك فيها جميعا بصمته المميزة بصوته العميق ذي النبرات المحببة إلي القلب وأدائه السلس السهل الممتنع والممتع في ذات الوقت.. لقد تمنيت أن تقوم محطة أو قناة تليفزيونية واحدة بتقديم برنامج يستعرض حياة نظيم شعراوي شديدة الثراء.. ولكن مع شديد الأسف لا حياة لمن تنادي.. واليوم بعد أن غادر دنيانا عمنا نظيم شعراوي سوف يتباري الجميع في الإشادة بشخصيته والإشادة بفنه كأنه مكتوب علي المبدع في هذا البلد ألا نذكره أو نتكلم عنه أو نحتفل به.. إلا بعد الرحيل.