هذا ما حدث الساعة السادسة مساء الثلاثاء 18 مايو. بما أننا أصبحنا نقضى نصف يومنا داخل السيارات وأنا بالذات أقضى ثلاثة أرباع يومى حيث إننى أسكن فى أكثر شوارع مصر ازدحاما .. شارع الهرم .. وأعمل فى الشارع الأكثر منه ازدحاما حيث السيارات لا تسير فيه إلا سيارة .. سيارة كل ساعة من المارة والمركبات بكل أنواعها.. ماعدا التوك توك .. وأيضا لوجود الحكومة كلها بوزاراتها ومجلسى الشعب والشورى وأضف عليهما الأرصفة التى أصبحت كل يوم مملوءة بالمعترضين والمتظاهرين والمعتصمين و .... و ... و ... المهم بالطبع عزيزى القارئ عرفت أين مكان عملى.. إنه فى شارع قصر العينى ولنا الله. المهم حتى لا أطيل عليكم فى رحلة العذاب للذهاب والعودة من المنزل للعمل والعكس لابد من وجود شىء أكسر به ملل الانتظار وأمتص غضبى من الحبس الانفرادى الذى أعيشه كل يوم.. وربنا بيستر فى العطش والأشياء الأخرى، وبمناسبة الأشياء الأخرى أدرت الراديو فى السيارة حيث أصبحت الإذاعة هى منقذنا الوحيد من حالة القرف التى تصيبنا ونحن فى انتظار الفرج وفتح الإشارة للتحرك والسير لنقف فى إشارة أخرى وهكذا.. المهم أوقفت مؤشر الراديو على شخص يقول: أنا لا أنزل البحر أبدا.. فقالت له المذيعة والمذيع من شباب اليوم الروش : ليه يا فرعون؟ (محمد فرعون هو ضيف كل ثلاثاء على مدى ساعتين على هذا البرنامج لقراءة الأبراج كما علمت بعد ذلك). فقال بعد أن سكت قليلا: أصل أنا وأنا صغير نزلت البحر وفجأة أردت أن أقضى حاجتى (يعنى يعمل بيبى زى الطفل الشهير فى حريم كريم). فقالت له المذيعة والمذيع فى نفس واحد: وبعدين؟ فقال فرعون: لقيت كف كبير نزل على ضهرى معلم عليَّ حتى الآن والمهم ألتفت يمينى وشمالى ولم أجد أحداً فى البحر حولى .. فقالت له المذيعة: ياه.. وإيه السبب؟! فقال العبقرى الفلكى فرعون: سكان المكان.. كل مكان له سكان وفى بيوتنا كلها تجديهم ويبدأوا يظهروا من بعد العشاء إلى الفجر ويسكنوا دورات المياه.. ثم سأل كل من المذيع والمذيعة: مش أحيانا إنكم تجدوا خيال وطيف يمشيان داخل شقتك فى الليل هؤلاء هم سكان المكان ولازم قبل ما تدخل الحمام تقول: أعوذ بالله من الخبث والخبائث.. والأخ فرعون خلص من الحدوتة دى وانفتح الحديث عن الخرافات والمعجزات ثم طلبت المذيعة من المستمعين أى واحد عنده معجزة أو حكاية هكذا يكلمهم على الهوا أو يرسلها على التليفون.. وعينك ما تشوف إلا النور يا عزيزى القارئ سمعت أشياء فى منتهى الغرابة وكأننا لسنا مؤمنين بالله وبالقرآن والسنة وهما يحمونا من كل سوء طالما نحن نذكر الله دائما.. (ألا بذكر الله تطمئن القلوب). وأرجع للأخ فرعون وأسأله: لو طفل بالصدفة سمع هذا الحديث أعتقد أنه هيعملها على السرير من الخوف أفضل من الذهاب لدورة المياه دون أن يعرف ماذا يقول قبل دخوله.. وأنا هسأل المستمعين والقراء كم واحد قضى حاجته أثناء العوم فى البحر ولم يحدث ما حدث للأخ فرعون.. أكيد سنجد ملايين الملايين فى مصر والعالم ولم يحدث لهم شىء.. عزيزى المسئول عن إذاعة إف إم 105 فاصل 8,. حرام عليكم هذه البرامج على الهواء.. الأخ فرعون يقدم فقرة للحديث عن الأبراج يتحدث عن الأبراج فقط ويترك الأشياء الأخرى للمتخصصين من أهل الذكر والدين والعلم. وجزاكم الله كل خير ولنا رب اسمه الكريم على كل ما يحدث لنا فى زحمة المواصلات وإذاعة الأغنيات والإف إم.