فى حضرة المحبوب

ببساطة وتلقائية جاءت أغنيات ألبوم وائل جسار الجديد «فى حضرة المحبوب» حول ملامح من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم .
كذلك جاء استخدام طريقة كتابة نبذة من سيرة كل صحابى على الصور المصاحبة لصوت وائل جسار عبر الفيديو كليب الخاص بكل شخصية، جاءت هذه الطريقة شديدة الجاذبية وناجحة جدا فى التغلب على مشكلة الصورة المصاحبة للصوت فى الأغنية الدينية، حيث تنساب السطور على الشاشة فتضيف معلومات جذابة ومفيدة، بالإضافة للمعنى الطيب فى الكلمات التى كتبها الشاعر الغنائى «نبيل خلف» فى صحبة موسيقى معبرة وجذابة للفنان «وليد سعد» خاصة التيمة الأساسية لأغنية «فى حضرة المحبوب»، حيث يجد المستمع أن روحه ترفرف إلى حالة من الخشوع تبعث بيقظة روحانية عذبة.
وحسب ذوقى الشخصى فإن أحد أجمل الكليبات لهذا الألبوم هو الكليب الخاص بأغنية سيدنا بلال، فالحالة التى تحكيها الأغنية جعلت فى وجدان معظمنا مكانة خاصة لسيدنا بلال كنموذج للصلابة وتمسك الإنسان بما يؤمن به ولو كره الكافرون أو تعرضوا بالأذى للمؤمن، إنها هذه الحالة النورانية التى عبر عنها الشاعر الغنائى «نبيل خلف» بسلاسة حين بدأ مطلع الأغنية بتلقائية قائلا: «لو سألت أى طفل عن بلال / هيعرفه ويوصفه / عبد حبشى بيربطوه بالحبال / وربنا بينصفه».
أما صوت وائل جسار فجسور كالعادة، وأعتقد أن إقدامه على تقديم هذا اللون من الغناء هو قرار فيه قدر كبير من الجسارة وسط سوق غنائية تستسهل الذى صار معتادا.
إنما عندى ملحوظة تتعلق بالكلمات دون أن تقلل من جمالها وهو وجود بعض المفردات عبر المعانى الجميلة كانت تحتاج إلى نوع من المراجعة لتحقيق حالة أكبر من الدقة، وإن كنت أعتقد أن فريق العمل هذا لو أقدموا على تقديم ألبوم جديد من هذه النوعية نفسها، فإننى أتصور أن الألبوم القادم سيفاجأهم هم أنفسهم بأن كل هذا الجمال الذى حققوه فى الألبوم الحالى سوف يبدو فى أعينهم كما لو أنه هو البروفة للقادم الأروع بإذن الله.
ولأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، فإننى أقترح على فريق عمل هذا الألبوم أن يفكروا فى خطوة أوسع على هذا الطريق الذى يتعطش الجمهور للارتواء من الروحانيات السارية منه والتى تلبى حاجة حقيقية عند الإنسان، واقتراحاتى تدور حول تقديم عمل فنى للأطفال يحكى ملامح من السيرة النبوية ومن سيرة الصحابة تجمع بين الغناء والكارتون، ومن الوارد أن يتضمن عبر فقراته سرد جزء من الحكاية بصوت أحد الأسماء اللامعة المحبوبة عند الناس.
أو تقديم مسلسل يومى فى رمضان، حيث تجتمع الأسرة فيشاهده كل من الصغار وأيضا الكبار، ويقدم شكلا مختلفا للمسلسلات الدينية لا يقوم على الخطب الحماسية والوعظ المباشر، ولا يتعامل بكاميرا بطيئة ولغة جافة، إنما يتعامل بالسلاسة والانسيابية التى رأيناها فى الكليبات المتعلقة بأغنيات الألبوم التى تغنت بملامح من الدروس الطيبة التى يتعلمها الناس من سيرة صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، حيث تسمع آذاننا بعضا من هذه المحاسن يتغنى بها وائل جسار، فى الوقت نفسه الذى تقرأ فيه أعيننا ملامح أخرى من سيرتهم الغنية بالمواقف الإنسانية التى ترقق القلوب وتخاطب الفطرة وتنير الطريق للجانب الطيب المردوم عليه بداخل الغالبية منا فتزيح عنه الصدأ وتنقيه وتأخذ به إلى المكان اللائق به.