سيقل تواجد اللحمة علي موائد بعض الأسر الأيام القادمة بعد الزيادة الجنونية في أسعارها ولأن صحة الإنسان هي أهم شيء والغذاء هو الشغل الشاغل لكثير من البيوت المصرية. سحر ربة منزل أم لطفلين تقول: «بعد ما سمعته من مخاطر اللحوم المستوردة ودون النظر إلي أنها شائعات أم حقيقة قد كرهت اللحمة تماماً حتي البلدي منها خاصة بعد رفع أسعارها، لذا سأقاطعها تماماً وسأستبدلها بالسمك فهو أفيد وأخف وسأكثر أيضاً من اللحوم البيضاء ولن تدخل اللحمة بيتي إلا بعد أن ينصلح الحال وتنخفض أسعارها. وماله العدس والفول!! نادية محاسبة بأحد البنوك تقول: «الحل في البروتين النباتي وهو ما سأحرص علي تناول أطفالي الثلاثة له، وسمعت عن طبيبة في التليفزيون أن الليمون مع العدس أو الفول يزيد من امتصاص الجسم لفوائده التي قد تغني عن اللحوم، وسأقلل من أكل اللحوم أو استبدلها بالدجاج، ولكن الخوف من غلاء الدجاج أيضاً كبديل للحوم، لذا سأستعد بابتكار أصناف من البروتين النباتي تكون مفيدة وشهية لأطفالي. المهندسة سامية بطبعها نباتية ولا تحب اللحوم ولكن أطفالها وزوجها يأكلون اللحوم لذا فهي تحاول أن تجذبهم للطعام النباتي حتي تتحاشي مشاكل اللحوم وغلاء أسعارها، وستكتفي بيوم واحد للحمة الحمراء في الأسبوع، وستحاول إقناع أطفالها بأكل السمك أو الدجاج. الدكتور علاء طبيب أسنان وزوجته أيضاً الدكتورة شهد، أجمعا علي تغيير أسلوب الحياة كله، فغلاء اللحمة كان القشة التي قصمت ظهر البعير علي حد قول الدكتور علاء ويضيف: «الإكثار من اللحوم يحفز الأعصاب السمبتاوية ويؤدي إلي زيادة إفراز الغدة الدرقية ويزيد من الانفعالات ويؤدي الاعتياد عليها في الغذاء إلي نزيف اللثة وضمور جذور الأسنان، لذا دائماً ما كنا نحاول الاتجاه إلي السمك أو الدجاج كبديل، وعندما زاد سعر اللحمة وسمعنا عن المقاطعة قررت أن اتخذها بداية لتغيير أسلوب الحياة الغذائي للأفيد والأوفر وتقول زوجته: «اتخذت موقفاً من اللحمة بسبب غلاء أسعارها وغيرت السفرة اليومية ونظمت الوجبات اليومية دون الاعتماد علي اللحوم، فيوم للأسماك وثلاثة أيام للدجاج وثلاثة للفول والعدس واللوبيا، وباقي أنواع البقوليات وللتغيير ألجأ لسمك التونة أستخدمه أحياناً علي البيتزا أو أستخدم اللحوم البيضاء لعمل الكفتة والهمبرجر. سندس محمد أم لطفلين تقول: «الغذاء النباتي يجعل الإنسان يعيش فترة أطول وبصحة أفضل، فبسبب المشكلات الهضمية التي كنت أعاني منها نصحني طبيبي بتقليل اللحوم كما سمعت أن أمراض القلب تسببها أيضاً كثرة الدهون في اللحوم «ورضينا بالهم» علي رأي المثل ولم يرض هو، فسعر اللحم في الطالع لذا سأحاول أن تكون أغلبية الوجبات لأسرتي نباتية لأنها أصح وأوفر». صحة أفضل تقول الدكتورة صفاء الحسين توفيق استشاري التغذية العلاجية: لقد أثبتت الدراسات الطبية أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة يعرض الفرد للإصابة بأمراض القلب والسرطان وتشمل اللحوم الحمراء الهامبرجر والسوسيس والكبدة واللانشون ويعتبر الاستهلاك عاليا عندما يصل الاستهلاك لمقدار 135 جراماً أي ما يعادل قطعة بفتيك بحجم الكف تقريبا، ويعتبر الاستهلاك عاليا من اللحوم المصنعة كاللانشون عند استهلاك ما يعادل 45 جراماً أي شريحتي لانشون تقريباً. وبالمقارنة بين الأفراد الذين يستهلكون اللحوم بكثرة وجد أنهم معرضون بنسبة أكثر من 20% لخطورة الإصابة بالسرطان، وهذا يرجع لعدة أسباب منها أن الدهون المشبعة في اللحوم الحمراء ترتبط بالإصابة بسرطان الثدي والقولون كما يعتقد أن الحديد في اللحوم الحمراء قد يزيد من تلف الخلايا بالأكسدة التي قد يحدثها مما يؤدي لمشاكل صحية وقد يظهر بعض المواد المسرطنة أثناء الطهي من اللحوم الحمراء، وتضيف الدكتورة صفاء أنه يجب للوقاية من السرطان تناول ما لا يزيد علي 540 جراماً من اللحوم الحمراء المطهية في الأسبوع، أي ما يعادل 75 جراماً من اللحوم الحمراء يوميا (الكف بدون أصابع يعادل تقريبا 90 جراما) والإقلال من اللحوم المصنعة وهي الأخطر من اللحوم الحمراء، فلا يزيد تناولها أكثر من مرتين أسبوعيا، وعن البدائل الصحية للحوم الحمراء تقول الدكتورة صفاء: تعتبر الأسماك من مصادر البروتين الجيدة لأنها تحتوي علي نسبة أقل من الدهون المشبعة ويليها الدواجن، وتعتبر البقوليات من المصادر الغذائية الجيدة في البروتين النباتي والذي يمكن أن يكون متكاملاً عند إضافة الحبوب إليه كطبق الكشري الذي يجمع بين العدس والأرز أو مثل تناول الخبز مع الفول وإضافة الليمون لأنه يزيد من امتصاص الحديد. نصائح غالية الدكتورة سحر خيري استشاري التغذية بالمعهد القومي للتغذية تقول: مع غلاء أسعار اللحوم، كثير من الأسر لجأت إلي الإقلال من اللحوم علي مائدتها، ولكن يجب أن تكون علي الأقل مرة في الأسبوع للحوم حمراء أو البيضاء لأن القيمة الغذائية فيها عالية جداً والحديد فيها يتم امتصاصه بصورة أفضل من البروتين النباتي في جسم الإنسان. وأضافت: يجب علي الأسرة للحصول علي وجبة متكاملة لصحة أفرادها تنظيم أسلوب الغذاء، فيكون هناك يوم للحمة حمراء جيدة المصدر أو لحوم بيضاء ويوم للأسماك علي الأقل وباقي الأسبوع يمكن تناول البروتين النباتي، ولكن أهم شيء أن يتم تناول أكثر من نوع علي مدار الأسبوع للاستفادة بجميع العناصر والأحماض الأمينية في جميع الأصناف وعدم تفويت أي فائدة لكل عنصر. وتوجه د. سحر خيري مجموعة من النصائح الغذائية المهمة منها: أولاً: التقليل من شرب المياه الغازية والشاي لأنها تقلل من امتصاص الحديد في الغذاء والإكثار من شرب الحمضيات كالليمون والبرتقال لأنها تساعد علي الامتصاص. ثانياً: التقليل من الحلويات والدهون لأنها تقلل من شهية الأطفال فتجعلهم لا يتناولون مصادر البروتين بعد ذلك. ثالثاً: الإكثار من الفواكه والخضروات لوجود الفيتامينات لتعويض الجسم عن تقليل اللحوم الحمراء بجانب مصادر البروتين النباتي وخاصة الوريقات الخضراء . رابعاً: عدم استبدال اللحوم لغلوها باللحوم المصنعة كاللانشون والهوت دوج لأن كمية الدهون بها عالية جداً ولوجود المواد الحافظة ولعدم معرفة مصدرها في أغلب الأوقات وكذلك كل أنواع المعلبات لأنها تحتوي علي مواد حافظة ضارة.