لإذا أردت أن تعيش حياة زوجية مستقرة.. عليك ألا تنبهري أولا.. عليك أن ترتبي احتياجاتك وتدركي أولوياتك، إذا أردت ألا تحصلي علي لقب مطلقة وتحطمي الرقم القياسي في أسرع طلاق بعد أسرع زواج، عليك أن تعرفي تفاصيل عن «الكيمياء» بينك وبين شريك حياتك وعليك أن تفهمي جيدا «يعني إيه حب»؟! وإياك أن تتصوري أن الحب هو الانجذاب العاطفي أو الوله أو الولع والشوق.. الحب الحقيقي.. هو معرفة واحترام واهتمام ومسئولية ومن ثم «تعايش سلمي حقيقي بينكما». قد تشعرين أن ما أقوله لك هو طلاسم وفوازير، لكن الحقيقة أن ما ذكرته في المقدمة هو خلاصة تجارب وأبحاث ودراسات علمية مؤكدة، وخبرات من علماء نفس ومدربين متخصصين بحثوا كثيرا في أمور الزواج فوجدوا أن هناك انتشاراً لظاهرة الطلاق السريع بعد فترة زواج قصيرة وبدأوا يحللون ويفسرون أسباب هذا الطلاق أو الفشل الزوجي السريع، فوجدوا أن هناك ارتباطا وثيقا جدا بين المشاعر وبين كيمياء المخ وبين الهرمونات وبين ترتيب الاحتياجات. ولكي أشاركك هذا التحليل الذي قرأته وقرأت عنه من إحدي مدربات البرمجة اللغوية العصبية علي موقع (peerskills) والتي قالت فيه د.لميس: لكي نفهم لماذا يتم الطلاق السريع علينا أن نلقي نظرة سريعة علي هرم الاحتياجات الإنسانية والذي يسمي «هرم ماسلو» نسبة إلي عالم النفس الشهير إبراهام ماسلو والذي رتب فيه الاحتياجات تصاعديا كالتالي: الاحتياج الأول: حاجات عضوية وهي المأكل والمشرب. والاحتياج الثاني: هي شعور الشخص بالأمان، حيث يوجد في مكان آمن سواء في مسكن آمن وإنساني وصحي ومن ثم في بلد آمن تتوافر فيه الحقوق البديهية المناسبة للحياة في أغلب الظروف. أما الاحتياج الثالث: فهو الحب والانتماء. والاحتياج الرابع: التقدير والاحتياج الخامس والأخير: هو تحقيق الذات. ومن ثم فإن حاجة الإنسان للحب ولممارسة المشاعر جاء في المرتبة الثالثة ولا يمكن أن يتحقق إلا إذا توافر قبله الإحساس بإشباع الاحتياج الرئيسي، مثل: المأكل والمشرب وكذلك الإحساس بالأمان والاستقرار في السكن والوطن. وقياسا لما تقوله نظرية هرم ماسلو: فنكتشف أن هناك فتيات كثيرات وشباباً كثيرين يتجاوزون المراحل الأساسية للحياة فيقررون الزواج دون أن يكون هناك إشباع للاحتياجين الرئيسين الأول والثاني، وهذا يدل علي إحداث خلل وظيفي من تركيب الهرم.. فكيف نحب ونحن غير مشبعين ولا «شبعانين» كيف نحب ونعطي طاقة حب للآخر ونحن غير شاعرين بالأمان والاستقرار؟ كيف نتصور أن تلك الاحتياجات ستأتينا من الخارج ونتوقع أن يحقق لنا الحب أو العلاقة العاطفية الأمن والأمان والإشباع العضوي؟! ومن التحليلات العلمية الأخري التي أرجعت الطلاق السريع إليها هي: ما كشفته دراسة مثيرة في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو أن هناك ما يسمي بالدوبامين الذي يفرزه المخ وهو الذي يسبب الانجذاب العاطفي، وقد يتصور الشاب والفتاة أن الانجذاب العاطفي الذي يحدث بينهما كافٍ لإقامة حياة زوجية، لكن هذا الانجذاب سريعا ما ينتهي بانتهاء مفعول الدوبامين، وقد أكدت الدراسات أن هرمون الأوكستيوسين هو المسئول عن استمرار واستقرار الحياة الزوجية وأن هناك علاقة طردية بين الزواج الناجح وبين ارتفاع نسبة ذلك الهرمون في الجسم. وهنا أدلكم علي تدريب واختبار يمكن أن يفعله أي شاب وفتاة مقبلين علي حياة زوجية. عليهما التأكد أنهما مرا وأنجزا هذه المراحل الثلاث بشكل مغال وحقيقي وهذه المراحل الثلاث هي: أولا: أن يتجاوزا مرحلة الانبهار وألا يكتفيا بها للتخطيط إلي حياة زوجية مستقرة. ثانيا: أن يمنحا أنفسهما فرصة حقيقية ومتسعة من الاكتشاف أن يكتشف كل منهما الآخر بشكل يتسم بالشفافية ويفهما كل منها عيوب الآخر ومميزاته وطريقة حياته وعمله ونمط تعامله مع الناس ونظرته للحياة وطموحاته ونقاط قوته ونقاط ضعفه ونظرته عن المستقبل، وطريقة وطبيعة العلاقة بينه وبين عائلته، ومن هم أصدقاؤه هل يتسم بالعزلة أم بالقدرة علي الحياة الاجتماعية وثقافته وعاداته، وطريقته في التعامل مع المشكلات وهل هو عملي أم عاطفي، مقدم علي الحياة أم يتسم بالتشاؤم وبالهروب، وهل هو شخصية إيجابية أم سلبية، كل هذه الأمور وكثير يزيد عنها تندرج تحت بند ومحور الاكتشاف وفلكي تكتشف إنسانا آخر قادما من ثقافة وبيئة وتربية مختلفة، ومن المفترض أن تعيش معه بقية عمرك في سعادة أمر ليس هينا، ولا يصح أن نتعامل معه بعجلة وتسرع وعدم بذل مجهود حقيقي تجاهه. وبعد أن تتجاوزا مرحلة الاكتشاف تأتي المرحلة الثالثة وهي: التعايش.. فالتعايش.. هو الاختيار.. اختيارنا بأننا نريد أن نعيش مع هذا الشخص الآخر وفق اكتشافنا له. وهذا الاختيار يدل علي أننا عرفنا الشخص أو الشريك معرفة حقيقية وجوهرية ونريد أن نتعايش مع كل هذه الاكتشافات التي من المفترض أن تشكل لنا حياة زوجية سعيدة ومستقرة. ألم أقل لك.. أن اختيارك لحياة زوجية قادمة ليس أمرا هينا والأمر لا يكفيه انبهارك.. بل لا يصلح انبهارك وانجذابك العاطفي لإقامة حياة زوجية مستقرة.. بل الانبهار أو الانجذاب وسيلة سريعة لطلاق سريع مؤكد. وعليك الاختيار!!