مبارك يا وطن .. عبر فيه بسطاؤه بكل المشاعر النقية عن القلق والخوف علي صحة الرئيس مبارك منذ اللحظة الأولي من الإعلان عن إجراء الرئيس لفحوصات طبية تلاها قرار طبي بإجراء عملية جراحية .. واطمأنوا قليلا عندما شاهدوا مبارك مع الفريق الطبي الألماني علي شاشات التليفزيون، ثم تابعوه أيضا علي الشاشات التليفزيونية يسير أمور الوطن ويصدر قرارات جمهورية ويجري اتصالات هاتفية بكبار رجال الدولة. البسطاء الذين فاضت مشاعرهم التلقائية فرحا وابتهاجا عندما تحقق الاطمئنان التام علي مبارك لحظة وصوله إلي أرض الوطن .. عندما أصبح مبارك بينهم ووسطهم وعلي أرضهم .. يهنئونه بشتي الوسائل بنجاح العملية الجراحية والتي وصفها بلغة البسطاء بأنها كانت «علقة ساخنة» ويهنئون أنفسهم بزوال القلق والخوف علي صحة من يحبون ويقدرون.. في مشاعر لا تعرف التزويق ولا التزيين واطمأنت لعودته بسلامة الله إليها وبينها.. حارسا لمصالحها ونصيرا لطموحاتها. اطمأنت مشاعر ملايين من البسطاء العفوية الفطرية علي القائد ورب العائلة الذي ما أخر خطوة ولا ضن بدقيقة من تفاصيل حياته اليومية في خدمة أبناء هذا الوطن .. منحازا إلي طموحات البسطاء وحقهم في مستقبل أفضل .. نصيرا لصالح «الغلابة» وأسرهم وعائلاتهم ومصالحهم الحقيقية.. مهما كان حجم الجهد ومهما اتسعت مساحات العمل.. من أجل فتح أبواب جديدة للرزق ترفع الأعباء عن الكواهل وتزيح المخاوف من المستقبل وضغوطه. مبارك يا وطن .. يلمس فيه بسطاؤه بأيديهم وفي بيوتهم وواقعهم اليومي .. النتاج الحقيقي لإصرار مبارك وجهده الجبار المخلص النبيل الذي لا يداخله شك من قريب أو بعيد في قيمة هذا الوطن وحقه في حاضر قوي ومستقبل يرتقي بحياة أبنائه بما يؤكد في كل لحظة علي تاريخه وتأثيره ومكانه ومكانته. ليصبح الاستقرار قاعدة عامة .. قاعدة حياة .. يقين قائم .. تصحو عليه مصر وتنام .. آمنة مطمئنة .. علي أبنائها ورزقها وحدودها ومكانتها ودورها وتأثيرها في الإقليم والعلم .. لم تسمح ولا تسمح إرادة مبارك الحديدية بمسها بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف من الظروف.. خطوطا حمراء لا يمكن الاقتراب منها حتي ولو بالنوايا.. داخليا وخارجيا. منذ جاء قرار الرئيس - وبعد الانتصار العظيم في أكتوبر 1973 - حين تولي المسئولية .. بإعادة بناء مصر من جديد .. ليصنع واقعا جديدا كان مستعصيا علي مجرد الحلم .. وقد كان الوطن منهكا بأعباء الحروب والأحلام المستحيلة .. فلم يعرف اقتصاده نموا حقيقيا يدعم ثبات الحاضر ويبقي أبواب المستقبل مفتوحة .. وقد سخرت كل موارده للمجهود الحربي .. اقتصاد لم يعرف سوي الاستدانة من الخارج لتلبية حاجات أبنائه .. وفي مقدمتها قمح «رغيف العيش». واقع تتناقل صوره من جيل الآباء إلي جيل الأبناء .. حين كان الحصول علي «فرخة» مجمدة مستوردة من الجمعية الاستهلاكية مغنما .. وكانت أقمشة «الكستور» يتم شراؤها من «عمر أفندي» حصة علي البطاقات التموينية .. وكان انتظار تركيب «خط تليفون» يمتد إلي سنوات عشر .. وشراء الثلاجة «إيديال» بالحجز وانتظار ستة أشهر. وكانت الشوارع الرئيسية منها والفرعية والداخلية .. تغرق في مياه «المجاري» في مواعيد منتظمة .. ويتصدر عنوان «فأر السبتية» مانشيتات الجرائد مع الانقطاع المنتظم للتيار الكهربائي .. وإشارة مرور شارع رمسيس الأسطورية التي لم تكن تعرف الضوء الأخضر إلا قليلا .. تحبس فيها السيارات وأوتوبيسات النقل العام لساعات طويلة .. وكانت مشكلة عسيرة علي الحل. صور من الخوف ينقلها الآباء إلي الأبناء .. حيث كانت الرهبة من زوار الفجر الذين يطرقون علي الأبواب بقبضتهم الغليظة ليجمعوا في السجون والمعتقلات من وجد في نفسه شجاعة الهمس لأخيه أو قريبه أو صديقه بحال لا يعجبه أو بضرر وقع عليه خلف أبواب البيوت المغلقة أو الأماكن العامة المفتوحة.. وحيث كان الناس يؤخذون بالنوايا ويعاقبون علي النظرة. وغيرها من الصور التي تضيق بحصرها هذه المساحة وتحتاج إلي العشرات من الصفحات لبيان كيف كان واقع هذا الزمن .. وقد كان يمكن بقاء هذه الصور التي أوجدتها أعباء الحروب ومغامرات الأحلام المستحيلة.. بل إن المحافظة علي وجودها ثابتة ودون تدهور جديد في حد ذاته إنجاز. ولكن لإيمان مبارك البطل بهذا الوطن العزيز -الذي يستحق- بحق أبنائه في حياة أفضل لم يقبل سوي التحدي والإنجاز مهما كانت الصعوبات ومهما كان الثمن من أجل مصلحة الناس.. ومن أجل مستقبل مصر. فجاء القرار الرئاسي بإعادة البناء في خطط متوالية تراتبية للإصلاح الاقتصادي تتيح مجالات التنمية ذات العائد الحقيقي علي الأرض .. بنية أساسية ومشروعات عملاقة ومدنا جديدة .. كلها أبواب للرزق تفتح لأبناء البسطاء .. تحت مظلة اقتصاد قوي لا يلجأ إلي الاستدانة في أشد الظروف قسوة .. وقد مرت علينا أزمات دولية في ارتفاع الأسعار العالمية لمحاصيل الغذاء والأزمة المالية العالمية التي ضربت اقتصاديات كبري في العالم .. واستطاع الاقتصاد المصري بأدواته تجاوزها. ومعه فتح مبارك كل أبواب الحرية علي مصاريعها ينعم فيها الجميع بالأمن والأمان علي حاضره ومستقبله من اعتقال أو سجن أو اهانة تلحق به أو بأحد أفراد أسرته .. وبعد أن كان الرقيب يكتم علي أنفاس الكلمات المكتوبة صحافة وشعرا ونصا أدبيا وسيناريو سينمائيا .. أصبحت حرية التعبير هواء تتنفسه كل الصدور في كل لحظة .. مساحات من طرح الرؤي والنقد تطال الجميع بل الرئيس مبارك نفسه .. في صحافة أكثر من خمسمائة مطبوعة بعد أن كانت ثلاثا فقط تضاف لها رابعة .. صحافة خاصة وحزبية .. وسماوات مفتوحة تنتشر فيها برامج الفضائيات تتحدث في كل الموضوعات بلا خوف أو حرج أو انتظار مساءلة. مبارك يا وطن .. باستقرار حفظه مبارك البطل ويحفظه من أجل المصالح العليا للبسطاء .. استقرار أراد الإرهاب عنفاً وفكراً أن يحطم واقعه ويغرق مستقبله في ظلام لا يفيق منه ولا يتعرف فيه علي طاقة نور .. فانهارت كل المخططات الظلامية.. التي حيكت في الداخل ووجدت لها سندا من الخارج. مبارك بإرادة الطيار المقاتل الذي رفض التنازل عن شبر واحد من الأرض المصرية في طابا .. بعد أن خاض معركة التحرير .. فاستردت مصر أرضها كاملة غير منقوصة وحفظها للوطن بحدود منيعة مستعصية علي كل المحاولات .. صامدة في وجه كل دعوات المغامرة بالحرب من منطق قوة الردع والقدرة علي صناعة سلام الأقوياء الذي يحميه الجيش العصري القادر علي حماية سلامة حدود وطنه .. بعقل ثابت لا يعرف المغامرات وقلب شجاع لا يقبل التهاون وإيمان مستقر لا يلين أمام صعوبات أو مخاطر أو استهدافات داخلية أو خارجية. مبارك يا وطن .. وقد عاد مبارك إلي الملايين من بسطائك .. زعيما وقائدا ورئيسا وأبا واخا أكبر .. ملايين البسطاء المصريين الذين يعرفون قدر مبارك ومكانته وإخلاصه .. حبا فيهم وإيمانا بهم وحرصا عليهم.. فخرجت مشاعرهم الصادقة النقية .. حبا وامتنانا وعرفانا .. بصدق وتلقائية وعفوية. حمداً لله سيدي الرئيس علي عودتك إلي أرض الوطن ومتعك بالصحة والعافية من أجل ملايين المصريين أبناء هذا الوطن.. الوطن العزيز الذي يستحق. مبارك يا وطن.