في جولة مفاجئة لوزير التربية والتعليم تمت صباح أمس «الاثنين» في بعض مدارس منطقة حلوان - لم نكن نعلم بها ولا بخط سيرها حتي أثناء الطريق - وحتي الوزير نفسه كان يستوقف بعض الطلبة في الطريق ليسألهم عن عنوان المدرسة التي كان ذاهبا إليها وهي مدرسة الخلفاء الراشدين الإعدادية بنين ودخل الوزير ليشاهد الطلاب في حالة هرج ومرج أثناء الطابور وفناء المدرسة غاية في القذارة وسأل عن الناظر الذي لم يكن قد جاء إلي المدرسة وقد تعدت الساعة الثامنة صباحا. وباب مكتبه مغلق ببوابة حديدية، والمدرسون أنفسهم في حالة هرجلة غير معروف من الغايب من الحاضر من الاحتياطي، كل الأقوال والحصص متضاربة وإذا بالوزير يعلق قائلا: أنا مش شايف مدرسة دي مزبلة فصاح فيهم «كلكم كذابين وإن شاء الله ذاهبين إلي الجحيم» أنتم بتقبضوا مرتباتكم إزاي وبتاكلوا حرام إزاي!! وصل مدير المدرسة بعد أكثر من نصف ساعة من وجود الوزير بالمدرسة وسأل الناظر أنت بتقبض من الكادر فأجابه بنعم فأمر بسحب الكادر منه وصعد د. أحمد زكي بدر إلي معمل الكمبيوتر ومعمل العلوم والفصول ليجد الحجرات إما مغلقة ومفاتيحها مع شخص غايب أو معمل العلوم لا توجد به أي أجهزة ولا حتي أنبوبة اختبار واحدة، أما المكتبة فلم تكن أحسن حالا ودخل الحمامات وسأل عن الفراشين وعمال النظافة فلم يجد! خرج غاضبا وعلي الفور أمر سعيد عمارة وكيل الوزارة بحلوان بنقل مدير المدرسة إلي المنيا وكل المدرسين والإداريين إلي مدرسة بمدينة أطفيح علي مراحل علي أن يأتي بغيرهم حتي الفراشين والعمال.. وعلق الوزير قائلا: لم أكن أتخيل أني سأري مدرسة بكل هذا السوء. وتنقلت جولة الوزير إلي مدرسة مجاورة وهي مدرسة «الزهراء الثانوية بنات» وكان واضحا أن خبر الزيارة قد وصل إليها فقاموا برش المياه وتوزيع الزرع والحصص والمدرسين، ولكن دخل الوزير فصلين ليجد مدرسيهما غائبين وبعض الفصول مغلقة بدون طلبة فأمر بنقل مدرس اللغة العربية أحمد إبراهيم والأستاذة وفاء محمد السيد مدرسة اللغة العربية إلي أطفيح أيضاً وأمر بنزول مديري التعليم في جميع الإدارات من مكاتبهم للمتابعة الميدانية.