منذ ست سنوات يتم هذا الملتقي لكي يلقي الضوء علي العديد من المواضيع الخاصة بالآثار وترميماتها والحفائر ونتائجها من خلال الآثاريين ولتكن فرصة لتبادل وجهات النظر والآراء بينهم، وهذا في إطار سياسة المجلس الأعلي للآثار للنهوض والارتقاء بالعمل الأثري والآثاريين المصريين. - المعابد اليهودية جاء موعد الملتقي بعدما أثير من جدل حول افتتاح المعبد اليهودي «ابن ميمون» ولذلك كانت كلمة د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار خلال الافتتاح حول هذا الموضوع فقال: نحن لا نرمم المعابد اليهودية بناء علي اعتبارات سياسية أو ردًا علي تصرفات إسرائيل في فلسطين، ولكن لأن المعابد والآثار اليهودية جزء من التراث المصري ويتم ترميمها كما نرمم الآثار الإسلامية والقبطية والفرعونية، وأنه من خلال ترميم الآثار اليهودية نظهر للعالم أننا شعب متحضر يهتم بتراثه ويرمم كل آثاره باعتبارها جزءاً من تاريخه، ولو أهملنا الآثار اليهودية فنحن نتنازل عن جزء مهم من حضارتنا، وأضاف حواس قائلاً: إن ترميم الآثار اليهودية في مصر يعتبر صفعة علي وجه إسرائيل ويظهر للعالم أن الشعب المصري شعب متحضر. وأما في كلمة الأستاذ فرج فضة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية فقال: يقوم القطاع باستكمال خطته الخاصة بتطوير الأداء العلمي والعملي من خلال هذه الملتقيات ومن أهمها الحفائر التي كشفت عن آثار ثابتة ومنقولة تسهم بقدر كبير في إثبات جوانب تاريخية وحضارية وفي كل عام نعرض عدد كبير من الآثار التي تم كشفها وتطويرها وترميمها في أماكن كثيرة. - سيناء والعائلة المقدسة تضمنت الاكتشافات الأثرية بسيناء منذ استردادها عدة طرق حربية- تجارية- دينية تخترقها من الشرق للغرب، ومازال بعضها مطروقاً إلي اليوم، وهذه الطرق حسب التسلسل التاريخي طريق سيتي الأول الشهير بطريق حورس وطريق العرب الأنباط وطريق الحج المسيحي ويشمل طريق العائلة المقدسة والطريق الحربي لصلاح الدين بسيناء ودرب الحج المصري القديم إلي مكةالمكرمة، هذا ما أوضحه أ. عبدالرحيم ريحان مدير آثار منطقة نوبيع، ونظراً لانتشار المواقع الأثرية بسيناء التي سارت فيها العائلة المقدسة إلي مصر والتي صارت محل زيارات الحجاج من أنحاء العالم المسيحي كله، وتعج بسيناء بالعديد من التلال الأثرية علي تلك الطرق وبها بقايا وأطلال الأديرة والكنائس والقلايات والتجمعات السكنية. وقد وجد أثناء الحفائر تنوعاً في مخططات الأديرة والكنائس ووجد في الطرق الآبار والعيون التي أعانت علي وجود تجمعات بنائية خاصة بالسكن والتعبد في طرق سيناء شمالاً وجنوباً ووسطاً. - ميدان المنشية بالإسكندرية يعد ميدان القناصل من أهم ميادين الإسكندرية في العصر الحديث، ليس فقط من الناحية المعمارية والحضارية فحسب بل ومن الناحية الاقتصادية والسياسية، حيث ارتبط به العديد من الأحداث المهمة في تاريخ مصر وأبرزها تأميم قناة السويس عام 1956م.. وقد قدم في الملتقي بحثاً من مفتش آثار بالإسكندرية وهو محمد سليمان.. يهدف إلي إظهار الأهمية التاريخية والمعمارية والحضارية لهذا الميدان، وما تقع عليه من مبان قائمة ومندثرة حيث لايزال يحتفظ هذا الميدان بطابعه المميز ليس فقط بعد إعماره بعد ضرب الإسكندرية عام 1882م علي يد الاحتلال الإنجليزي، ولكن منذ إنشائه في عهد الخديوي إسماعيل علي يد المعماري الإيطالي «فرانشيسكو مانشيتي» عام 1862م.. وقد تأثر هذا المعماري في تصميم ميدان القناصل بميدان بيزا نوفونا الذي يعد أحد أمثلة تصميم الميادين بمدينة روما إبان عصر النهضة التي أصبحت تمثل التصميم العام للميادين الرئيسية بالمدينة خلال ق 19م، والذي يعتمد في جوهره علي محور أفقي يقطعه محوران رأسيان.. وقد تهدمت معظم المباني المطلة علي هذا الميدان إبان قصف المدافع البريطانية للإسكندرية عام 1882 ولم ينج منها إلا مبان قليلة مثل كنيسة سان مارك ومبني البورصة والبنك العثماني، وبعد أن هدأت الأمور أعيد ما تهدم من مبان والتي كانت في معظمها منشآت اقتصادية وهي الوكالات مثل وكالة منشا ومونفراتو وجبرا ونوبار وكذلك مبني المحكمة المختلطة الذي أنشئ عام 1886م وهي المعروفة بمحكمة الحقانية. - الصورة وثيقة أثرية قال الآثاريون قديماً «متي وجدت المخطوطات وجد التاريخ» واليوم بعد مرور أكثر من مائة وخمسين عاماً علي ظهور الصورة الفوتوغرافية يمكننا قول ذلك، لأن الصورة حفظت لنا الكثير من المعالم الأثرية، هذا ما قاله عبدالجواد الحجاص مدير عام منطقة الأقصر في الملتقي ثم أضاف قائلاً: وقفنا علي ما ادخرت لنا من تلك المعالم بعد الإزالات والفناء، وما خبأته من بقايا الماضين وخبايا معالم والمهن وما تركه الأسلاف للأخلاف من مكنون الماضي، فالصورة خير صادق ولسان ناطق لذاكرة الإنسان وأصبحت الصورة اليوم هي الثقافة وكل ما هو خارجها هو خارج المجال الدلالي، فقد حلت محل اللغة بل ومحل أي سبقات فكرية وثقافية لأنها تحتاج إلي إجادة القراءة. - طابية عرابي ومساكن عباس تقع مساكن عباس بمدينة سانت كاترين التي تبعد عن الشاطئ الشرقي لخليج السويس بحوالي 65كم ويعرف هذا الموقع بمساكن عباس نسبة لعباس باشا حلمي بن طوسون باشا بن محمد علي باشا وكان قد تولي الحكم في حياة جده محمد علي في 24 نوفمبر 1848 لكونه أكبر أولاد أسرة محمد علي بعد وفاة عمه إبراهيم باشا في 10 نوفمبر 1848م. وتحتوي مساكن عباس علي مجموعات معمارية قد تبدو منفصلة عن بعضها البعض معمارياً إلا أنها في النهاية تشكل كتلة واحدة تضم فيما بينها وحدات معيشية، وأخري خدمية وثالثة للعبادة ويطلق عليها مجتمعة «مساكن عباس»، هذا ما قاله في محاضرته أسامة صالح مفتش آثار بجنوب سيناء. أما مشروع ترميم طابية عرابي بعزبة البرج بدمياط والتي تقع عند مصب فرع النيل الشرقي المعروف بفرع دمياط في البحر المتوسط شمال مدينة دمياط الحالية بمسافة 15كم تقريباً.. فيقول محمد طمان مدير آثار دمياط: أنشئت هذه الطابية «القلعة» زمن دخول الحملة الفرنسية إلي مصر سنة 1798م علي أنقاض قلعة قديمة يطلق عليها قلعة البوغاز الكبري حيث قام نابليون بهدم قرية العزبة وذلك انتقامًا لقيام أهلها بالإغارة علي معسكر الفرنسيين وقتل العديد منهم، وقام ببناء هذه القلعة لكي تقوم بدور كبير في حماية مدخل النهر من الأسطول الإنجليزي المرابط في مياه البحر المتوسط وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلي الزعيم أحمد عرابي الذي استخدمها واهتم بتدعيمها وتحصينها أثناء الاحتلال الإنجليزي علي مصر سنة 1882م.