انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    بايدن يعرب عن أسفه لمقتل فلسطينيين بقنابل أمريكية الصنع في غزة.. ويحذر إسرائيل.. عاجل    مصدر مطلع: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار وهناك إشارات لنضوج الاتفاق    «المصريين الأحرار»: بيانات الأحزاب تفويض للدولة للحفاظ على الأمن القومي    عاجل.. فيفا يفاجئ الأهلي بخبر سار قبل نهائي أفريقيا    جريمة تهز العراق، أب يقتل 12 فردا من عائلته ثم يتخلص من حياته (صور)    حقيقة تعديل جدول امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرفها    معلومات عن ريهام أيمن بعد تعرضها لأزمة صحية.. لماذا ابتعدت عن الفن؟    ملف رياضة مصراوي.. تأبين العامري فاروق.. تأهل ريال مدريد.. وقائمة الزمالك    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    إبراهيم عيسى: الفكر السلفي معطل للاقتصاد المصري وخطر على الدولة    بالصور.. حميد الشاعري في عزاء والد طليقته    محافظ الإسكندرية يكرم أبطال سلة الاتحاد عقب فوزهم بكأس مصر    صفقة سوبر على أعتاب الأهلي.. مدرب نهضة بركان السابق يكشف التفاصيل    ميدو يوضح رأيه في اعتراض الزمالك على حكام نهائي الكونفدرالية    بعد إصدار قانون التصالح| هذه الأماكن معفاة من تلك الشروط.. فما هي؟    إعلام فلسطيني: غارة إسرائيلية على حي الصبرة جنوب مدينة غزة شمالي القطاع    إعلام إسرائيلي: تصريح بايدن حول وقف شحنات الأسلحة "زلزال قوي" للعلاقات بين البلدين    التابعي: الزمالك يمكنه حصد الكونفدرالية وأنصح هذا اللاعب بعدم التهور    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    محمد فضل: جوزيه جوميز رفض تدريب الأهلي    عيار 21 الآن بعد الزيادة.. أسعار الذهب بالمصنعية اليوم الخميس 9 مايو بالصاغة (آخر تحديث)    توفر مليار دولار سنويًا.. الحكومة تكشف أهمية العمل بجدول تخفيف الأحمال (فيديو)    إنتل تتوقع تراجع إيراداتها خلال الربع الثاني    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    العظمى بالقاهرة 36 درجة مئوية.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 9 مايو 2024    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    سواق وعنده 4 أطفال.. شقيق أحمد ضحية حادث عصام صاصا يكشف التفاصيل    تعرف على سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الخميس 9 مايو 2024    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    نبيل الحلفاوي يكشف سبب ابتعاد نجله عن التمثيل (تفاصيل)    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    وزير الخارجية العراقي: العراق حريص على حماية وتطوير العلاقات مع الدول الأخرى على أساس المصالح المشتركة    وكيل الخطة والموازنة بمجلس النواب: طالبنا الحكومة بعدم فرض أي ضرائب جديدة    بالصور.. «تضامن الدقهلية» تُطلق المرحلة الثانية من مبادرة «وطن بلا إعاقة»    «زووم إفريقيا» في حلقة خاصة من قلب جامبيا على قناة CBC.. اليوم    عبد المجيد عبد الله يبدأ أولى حفلاته الثلاثة في الكويت.. الليلة    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    التحالف الوطنى يقدم خدمات بأكثر من 16 مليار جنيه خلال عامين    طالب صيدلة يدهس شابا أعلى المحور في الشيخ زايد    رئيس جامعة القناة يشهد المؤتمر السنوي للبحوث الطلابية لكلية طب «الإسماعيلية الجديدة الأهلية»    متحدث الصحة يعلق على سحب لقاحات أسترازينيكا من جميع أنحاء العالم.. فيديو    الكشف على 1209 أشخاص في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    أيهما أفضل حج الفريضة أم رعاية الأم المريضة؟.. «الإفتاء» توضح    رئيس«كفر الشيخ» يستقبل لجنة تعيين أعضاء تدريس الإيطالية بكلية الألسن    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زاهى حواس: تطوير الآثار اليهودية أمر منطقى
نشر في الشروق الجديد يوم 29 - 05 - 2009

زاهى حواس رجل محير.. شعور انتابنى قبل مقابلته وازداد بعد خروجى من مكتبه، ذهبت إليه حاملا مجموعة اتهامات يثيرها الرأى العام، سرقة الآثار والتراخى فى تأمينها.. عدم تعيين خريجى الآثار.. أبراج القلعة.. تطوير مدينة الأقصر.. قضايا ارتبطت باسمه قدر ارتباطه بالاكتشافات الأثرية والمومياوات، والهرم، ولعنة الفراعنة.
البعض يراه مغامرا يرتدى الجينز مع قبعة البطل الأمريكى أنديانا جونز، ويلقبه بحارس الفراعنة، ويتفق على اختياره أكثر من مرة ضمن أهم 100 شخصية فى العالم، ويراه وجها وطنيا مشرفا، وآخرون يختلفون معه، ويرون أنه أحد أوجه نظام غير مريح ولا يصلح لمنصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لكنك فى النهاية لا تملك عند الجلوس غير الإعجاب بتفكيره العملى وهو حواس: غالبا حواس: السبب الرئيسى وراء نجاحه.
رغم دخول موظفيه وخروجهم فى أثناء حوارى معه، ومع ممارسته عمله الإدارى، لم تأخذ جلستنا وقتا طويلا، وكانت كل ردوده مقتضبة لا يوجد بها أى استرسال.
عند محاورته تذكرت عبارة قالها لى أحد موظفى الأمن فى قلعة صلاح الدين منذ نحو عامين: «عندما يأتى إلينا الدكتور زاهى يتزاحم الأجانب لأخذ صور تذكارية معه»، ولكن هل الشهرة مهما وسعت دائرتها دليل كاف على قيمة ما يقوم به؟ أم أن هناك عوامل أخرى يجب توافرها فى المسئول رسميا عن كل ما يخص الآثار فى مصر؟، لذلك لم تحمل عبارة موظف القلعة دهشة بقدر ما أثارت فى نفسى سؤالا طرحته عليه بعد تردد:
الشروق: لماذا يقول البعض إنك تنفرد بالفرقعات الإعلامية الناتجة عن الاكتشافات الأثرية دون الاعتراف بالدور الذى يقوم به باقى الأثريين؟
حواس: بالعكس أنا يوما بعد يوم يزداد فخرى بشباب الأثريين الذين يبهرون العالم بما يكتشفونه، ومنذ فترة قرأت مقالا على الإنترنت لشخص لم يذكر اسمه يقول فيه: إن زاهى حواس يحاول إثارة العالم طوال الوقت، وأنا أقول له إن الشباب المصرى هو الذى يبهر العالم.
ويجب أن نشعر بالفخر للتقدم الذى توصلنا إليه فى هذا المجال، حيث كان الأثريون الأجانب قديما هم الذين يقومون وحدهم بالحفائر وكانوا يقدرون آثارنا ويفهمون كيفية التعامل معها أقدر منا، وكانت هذه قضيتى أن يكتشف المصريون تاريخهم وتراثهم بأيديهم وليس بأيدى الغير.
الشروق: هناك كثير من الجدل المثار حول تمثال «رأس نفرتيتى» المعروض فى متحف برلين بألمانيا، وتحديدا حول الطريقة التى خرج بها من مصر وإذا كانت قانونية أم لا، ما حقيقة هذا الموضوع؟
حواس: الحفائر التى قام بها عالم المصريات الألمانى «لودفيك بورشاردت» فى منطقة تل العمارنة استمرت لمدة عامين، منذ 1912 حتى 1914، اكتشف خلالهما ورشة النحات تحتمس وفيها العديد من التماثيل الأثرية ومن بينها تمثال رأس نفرتيتى، وفى أثناء عملية القسمة التى تمت بين الحكومة المصرية والبعثة لم يتحدث «بورشاردت» عن هذا التمثال.
وتسلمت الحكومة المصرية نصيبها من الصناديق دون تفتيشها، وبعد عدة سنوات أرسل «بورشاردت» خطابا لأحد الأشخاص يقول فيه ما يعنى أن التمثال كان موجودا لفترة كبيرة بمنزله، فى هذا الخطاب حدد الموعد الذى سيهربه فيه إلى ألمانيا، ما يؤكد أن التمثال خرج بصورة غير قانونية، وهذا ما نحاول إثباته منذ فترة لاستعادة التمثال، والألمان يصرون على أنه خرج بشكل قانونى.
الشروق: وما مدى صدق التصريح الذى أدلى به السويسرى «هنرى ستيرلين» ونشرته جريدة الإندبندنت البريطانية مؤخرا حول أن التمثال ليس أثريا أو مصرى الصنع من الأساس وأن بعض الأثريين الألمان هم الذين صنعوه عام 1912؟، وهل صحيح أن وجه التمثال عبارة عن طبقة خارجية تخفى تحتها تمثالا آخر؟
حواس: المؤكد أن الشخص الذى أدلى بهذا التصريح غير متخصص، والتمثال شاهده أكبر خبراء الآثار والفن التشكيلى فى ألمانيا ولو كان به شبهة تزييف ما كانوا تمسكوا به بهذا الشكل، كما أن كل الأدلة والشواهد وعلى رأسها خطاب بورشاردت الذى تكلمنا عنه تؤكد أن التمثال أثرى وأنه خرج بشكل غير قانونى، أما مسألة أن التمثال يخفى تحته تمثالا آخر فهذه شائعات ليس لها أساس من الصحة.
الشروق: بدأت وزارة الثقافة ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار منذ فترة ترميم المعابد اليهودية بالقاهرة، والبعض يفسر هذا على أنه استرضاء لإسرائيل كى تدعم موقف السيد فاروق حسنى وزير الثقافة فى ترشحه لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، ما مدى صحة هذا التفسير؟
حواس: ليس من المنطقى أن يعترض أحد على مسألة ترميم الآثار اليهودية بمصر، لأنها فى النهاية آثار مصرية مثلها مثل الآثار الإسلامية والقبطية، وتمثل جزءا كبيرا ومهما من تاريخ مصر وليس تاريخ إسرائيل.
الشروق: وهل مصادفة أن يأتى توقيت عمليات الترميم متزامنا مع بداية الترشح لانتخابات اليونسكو؟
حواس: هذا غير صحيح، لأن المجلس الأعلى للآثار بدأ فى عملية ترميم الآثار اليهودية منذ بضع سنوات على عدة مراحل طبقا لجدول زمنى وخطة وقتية مثلها مثل باقى الآثار التى يتم ترميمها.
الشروق: بمناسبة اليونسكو، يتردد أن هناك احتمالا لترشحك بدلا من وزير الثقافة لهذا المنصب خاصة بعد عدم تحمس الحكومة الأمريكية للمرشح الحالى، والبعض يقول إن هذا هو السبب الحقيقى للخلافات التى حدثت مؤخرا بينكما وليس بسبب إجراء قرعة كأس العالم للشباب فى معبد الأقصر، فما حقيقة الأمر؟
حواس: هذه كلها افتراءات، ولا أعرف لماذا يصر البعض على وجود خلاف بينى وبين وزير الثقافة، الدولة رشحت فاروق حسنى لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، وأنا بصفتى الرسمية والشخصية أدعم هذا الترشح باقتناع تام، ولم يتم ترشحى من قبل أى جهة لا من قريب ولا من بعيد بدلا من فاروق حسنى، ولا توجد أصلا النية فى ذلك، لأن هذه المسألة تتعلق بهيبة الدولة، فكيف ترشح اليوم شخصا وبعد فترة تتراجع عن موقفها لترشح شخصا آخر أيا كانت الأسباب؟، أما مسألة مونديال الشباب والخلافات الناتجة عنه فلم أعرف عنها أى شىء إلا من الجرائد لأن هناك بعض الصحفيين «الفاضيين» يروجون لهذه الأمور ويفتعلون خبطات صحفية غير حقيقية.
الشروق: المفترض أن كل ما يخص ترميم الآثار فى مصر يخضع لإشراف المجلس الأعلى للآثار، ولكن المعروف أن بعض مشروعات الترميم يتم تنفيذها باسم المجلس ظاهريا فقط ولكن فعليا مكتب وزير الثقافة هو الذى يشرف عليها، مثل مشروع القاهرة التاريخية الذى كان ينفذه أيمن عبدالمنعم قبل سجنه فى قضية الرشوة الشهيرة، ما تفسيرك لهذه المسألة؟
حواس: وزير الثقافة رسميا هو رئيس المجلس الأعلى للآثار ولذلك له الحق فى الإشراف على المشروعات التى تتم، وتكليف من يراه مناسبا لتنفيذ هذه المشروعات، ولكن ذلك يتم بالتنسيق مع المجلس الذى لابد وأن يوافق على المعايير الفنية الموضوعة من قبل مكتب الوزير، وهذه المسألة تحدث منذ زمن طويل وليست جديدة.
الشروق: وماذا عن مشروعات التطوير التى تتم فى مدينة الأقصر بمعرفة مجلس المدينة الذى يرأسه اللواء سمير فرج، أليست منطقة أثرية ولا يجب العمل فيها إلا بمعرفتكم؟
حواس: ومن قال غير هذا؟، جميع المشروعات التى تخص ترميم آثار الأقصر وتطوير المناطق التى تتخللها تخضع لإشرافنا، والمجلس الأعلى للآثار هو الذى يمولها، والدكتور سمير فرج باعتباره رئيس مدينة الأقصر يساعدنا فى تنفيذ تلك المشروعات ويسهل لنا أمورا عديدة مثل نقل السكان من المناطق التى تتم فيها عمليات التطوير، مع توفير أماكن أخرى لمعيشتهم، والمشروع الوحيد الذى لا علاقة لنا به هو مشروع توسيع كورنيش الأقصر، وهذا المشروع تحديدا لا أتفق معه كأثرى، لأن مدينة الأقصر لها طبيعة خاصة، وتوسيع الكورنيش سيساعد فى زيادة الحركة وسرعة السيارات، وهذا ليس مطلوبا فى مدينة كهذه بل يجب الحفاظ على الحركة البطيئة سواء لعربات الحنطور المنتشرة هناك أم للسيارات العادية.
الشروق: كما أن بعض المبانى الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار تشترك فى إدارتها جهات أخرى فى الوزارة مثل صندوق التنمية الثقافية، ما يترتب عليه عدم تحديد المسئول عند وقوع مشكلة ما، مثلما حدث عند سرقة اللوحات الأثرية من قصر محمد على بشبرا، فلماذا لا تتبع تلك المبانى هيئة الآثار فقط؟
حواس: كل المبانى الأثرية بالفعل تابعة إداريا للمجلس الأعلى للآثار، ولكن لكى يتم الاستفادة من المبنى بشكل عملى يتم إقامة بعض الأنشطة الثقافية فيه وتنظمها جهات أخرى فى الوزارة مثل صندوق التنمية الثقافية، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وغيرهما من الهيئات، ولا توجد أى هيئة فى الوزارة لها سلطات إدارية على المبانى الأثرية، واللوحات الأثرية التى تمت سرقتها من قصر محمد على كانت معروضة فى إطار تجميل المكان، وعندما حدثت تلك المشكلة أعدناها إلى مكانها الأصلى فى قصر المنيل، والحقيقة أن أفراد الأمن الذين كانوا يقومون بحراسة القصر تابعون لقطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار وليس صندوق التنمية الثقافية.
الشروق: الأبراج التى يتم بناؤها أمام قلعة صلاح الدين والمعروفة بأبراج القلعة شغلت الرأى العام لفترة طويلة وقيل إنه تم اتخاذ مواقف حاسمة إزاء هذا الموضوع، ولكن البناء مستمر وكأنه لم تتخذ أى قرارات، ما موقفكم من هذه القضية؟
حواس: عندما أثيرت قضية أبراج القلعة، جاء وفد من لجنة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو وعاين الموقع، وتوصل إلى أن المنطقة لها طبيعة أثرية وجغرافية حساسة ويجب التعامل معها طبقا لمعايير فنية معينة، ووضعت شروطا لهذه المعايير تتعلق بالارتفاعات المسموح بها للأبراج، والمجلس الأعلى للآثار من الجهات المعنية بتنفيذ هذه الشروط، وقد أرسلت منذ أيام خطابا رسميا لمسئولى آثار القلعة كى يراقبوا عملية البناء، ولن يسمح بأى تهاون فى هذه المسألة ولو كشفنا سنتيمترا زيادة فى الارتفاع الذى حددته اليونسكو فستتم إزالته.
الشروق: توجد خلافات دائمة بين المجلس الأعلى للآثار وكلية الآثار، ونسبة كبيرة من الأثريين حديثى التخرج يشتكون رفضك تعيينهم بالمجلس لدرجة أن بعضهم أنشأ رابطة على موقع «فيس بوك» يدعون فيه للعداء مع المجلس، فلماذا لا يتم توظيفهم والاستفادة منهم؟
حواس: لا أستطيع تعيين كل خريجى كلية الآثار لأسباب عديدة منها على سبيل المثال أن الأثريين الذين يعملون فى المجلس عددهم كبير جدا لدرجة تجعلنا لا نحتاج آخرين للسنوات الخمس القادمة على أقل تقدير، وهذه القضية تتعلق بمنظومة التعليم فى مصر، حيث إن أعداد الخريجين سنويا من الأثريين بالمئات.
وأغلب الذين يعملون معنا نتعامل معهم بطريقة الأجر اليومى «السركى»، ورغم هذا أقول دائما إنه لو وجدت الميزانية التى تكفى كل هذه الأعداد فلن أمانع فى تشغيلهم، ولكن الميزانية أضعف لدرجة أننا أحيانا نتأخر فى سداد رواتب الأثريين الذين يعملون فى المجلس فيقومون بعمل إضراب، ومن المشكلات التى تواجهنا أيضا أننا دائما فى حاجة لمرممين عندهم قدر من الخبرة ولكن للأسف الطلبة يتخرجون فى الكلية لا يعرفون شيئا إلا ما درسوه نظريا فى الكتب؛ وهذا لا يكفى.
الشروق: وما رأيك فيما قاله الدكتور محمد حمزة وكيل كلية الآثار من قبل فى تصريح لجريدة الشروق إن هناك إهمالا من المجلس فى ترميم الآثار الإسلامية، وطالبكم بالاهتمام بها قدر الاهتمام بالآثار الأخرى؟
حواس: هذا كلام عار تماما عن الحقيقة، والذين يقولون هذا الكلام ويدلون بتلك التصريحات يتكلمون وهم على مكاتبهم، ولابد أن يعرفوا أن الفارق بين التدريس النظرى وبين العمل على أرض الواقع كبير جدا، وسبق أن أحضرت بعض أساتذة الكلية للعمل فى المجلس وثبت أنهم غير أكفاء وأن الأصلح هو الأثرى الذى تربى فى الهيئة، والشاهد الوحيد على هذه النظرية حجم العمل الذى يتم إنجازه ولا شىء غيره.
وتستطيع سؤال الدكتور حمزة: أين كنتم عندما كانت الآثار الإسلامية ترمم بالأسمنت وبمنتهى الرداءة لدرجة وصلت إلى هدم الأثر وبنائه مرة أخرى، هل كانت تلك هى الطرق العلمية؟ الآن يتم ترميم الأثر الإسلامى بأفضل الطرق، وانظر لشارع المعز وما طرأ عليه من تطوير وترميم، وليس شارع المعز وحده بل هناك مجموعة كبيرة من المساجد التى تم ترميمها مثل مسجد عمرو بن العاص، ومسجد السلطان قلاوون، ومسجد محمد الصغير، ومسجد حسن السويدى، ومسجد قانى باى الرماح، ومسجد الصالح طلائع، وغيرها من الآثار الإسلامية، ويجب علينا أن نفخر بما حدث من طفرة فى مجال ترميم الآثار سواء الإسلامية أو غيرها.
الشروق: وما رأيك فى فصل المجلس الأعلى للآثار عن وزارة الثقافة، وإنشاء وزارة مستقلة للآثار؟
حواس: لست مع فكرة إنشاء وزارة مستقلة للآثار، ولكننى متحيز لعدم تبعية المجلس الأعلى للآثار لوزارة بعينها، لأن العمل فى الآثار له طبيعة خاصة تتعارض مع فكرة الروتين والإجراءات الحكومية، ولذلك أفضِّل استقلاله مع تعيين أحد الأثريين رئيسا له، على أن تشرف عليه رئاسة مجلس الوزراء على سبيل المثال.
الشروق: كيف تم تسجيل مبنى أوبرا دمنهور كأثر رغم أنه لم يمر على إنشائه مائة عام كما ينص قانون الآثار المصرى؟
حواس: فى بعض الأحيان يكون للمبنى قيمة معمارية خاصة فيتم التغاضى عن مسألة المائة عام، ويسجل ضمن المبانى الأثرية كى يتسنى لنا الحفاظ عليه أو ترميمه إذا تطلب الأمر.
الشروق: قمت بتكريم مجموعة من عائلات الصعيد فى عيد الأثريين الأخير وعرفنا أنه تتم الاستعانة بهم فى الحفائر، ما طبيعة عملهم بالتحديد؟
حواس: هذه العائلات من منطقة «قفط» شمال الأقصر، وهم خبراء فى التعامل مع التوابيت المغلقة، حيث إن بعضها يكون فى منتهى الثقل لدرجة أن بعضها يصل غطاؤه فقط لعدة أطنان، وهؤلاء الرجال يتعاملون معها بنفس الطريقة التى كان الفراعنة يتعاملون بها، وجميعهم تعلموا هذه المهنة على يد الأثريين الأجانب قديما وورثوها لبعضهم البعض، وأشهر هذه العائلات عائلة «الكريت»، ومنهم من عمل معى عندما كان عمرى عشرين عاما، كما أن بعضهم يعملون على حراسة الآثار، والبعض الآخر رؤساء لعمال الحفائر، وفى تصورى هم الذين يحافظون على الآثار ولذلك المجلس الأعلى للآثار اتخذ قرارا بأن يكون لهم نصيب فى الأربعين فى المائة التى يأخذها الموظفون على العمل الإضافى.
الشروق: بعد كل هذه الفترة فى العمل الأثرى ما أهم الاكتشافات الأثرية التى تعتز بها؟
حواس: وادى المومياوات الذهبية وأعتز به كثيرا لأن البعثة التى كانت تعمل معى فى أثناء هذا الكشف كانت أول بعثة مصرية تعمل فى منطقة وادى الملوك بالأقصر، وأيضا مقابر بناة الأهرامات، لأنها كانت خير دليل على أن المصريين هم الذين بنوا الأهرامات، حيث كان البعض يردد لفترة إنهم بناة الأهرامات.
الشروق: تقصد اليهود؟
حواس: اليهود وغيرهم من الذين قالوا إن بناة الأهرامات هم قوم قارة أطلانتس المفقودة.
الشروق: أخيرا هل من المتوقع الكشف عن أى حفائر جديدة؟
حواس: نقوم حاليا بالبحث عن عائلة الملك توت عنخ آمون عن طريق حامض الDNA، كما أن الحفائر التى نقوم بها قرب معبد «تابوزيريس ماجنا» أسفرت عن بعض الدلائل التى قد تقود إلى مقبرة كليوباترا وأنطونيو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.