يا ابني "ملوش لازمة حضورنا".. "إيه رأيك بدل ما نروح المدرسة نذاكر في البيت.. هانروح ليه وإحنا ما بنستفدش حاجة" كل هذه العبارات تتردد علي ألسنة طلاب الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي، وبمرحلتيها الأولي والثانية وبتشجيع كل طالب لزميله وبإقناع كل طالبة لزميلاتها علي عدم حضور اليوم الدراسي. أصبحت المدرسة مجرد زيارة لهؤلاء الطلاب لإثبات حضورهم والتخلص من شبح "الإنذار بالفصل" من كثرة الغياب المتكرر. - البنات يتساءلن.. نروح ليه؟ والغالبية من طلاب الثانوية العامة اتفقوا علي عدم الذهاب إلي المدرسة ولكل منهم سبب مختلف ولكن النتيجة واحدة وهي زيادة الطلاب الممتنعين عن الذهاب للمدرسة وعندما قابلت عددا من طلاب الثانوية العامة أعطوا تبريرا لموقفهم فقالت نورهان عبدالواحد أنا لا أحب الذهاب إلي المدرسة لعدم الاستفادة فما فائدة الذهاب إذا لم نذهب للتعليم والفهم واستيعاب المواد ولكن ذهابي الآن مضيعة للوقت لأن اليوم الدراسي يقضي علي اليوم بالكامل وخاصة إذا كانت لدي دروس خصوصية فالمدرسون يدخلون الفصول ولا يشرحون أي شيء ويجلسون ليتباهوا بعدد الطلبة الذين يأخذون عندهم دروسا وأحيانا يدخل المدرس ومعه طالبتان ويشرح لهما في الفصل ما لم تفهماه في درسه الخصوصي إذن المدرس في المدرسة الثانوية لا يضيف أي شيء إلينا وبمجرد وصولنا إلي المنزل نأخذ باقي اليوم نوم من التعب وبالتأكيد إذا واصلنا اليوم بالمذاكرة لا نستفيد لأن قدرتنا علي الاستيعاب بعد يوم طويل شاق ستكون نفذت لذلك قررت عدم الذهاب إلي المدرسة إلا في بعض الأيام عندما أشعر أنني متغيبة منذ فترة طويلة فأضطر إلي النزول لقطع أيام الإجازة حتي لا تكون أيام الغياب متصلة لأنني إذا تغيبت فترة طويلة متصلة يتم إرسال إنذار لولي الأمر وبعد ذلك فصلي فأنا أتغيب يومين وأذهب للمدرسة في اليوم الثالث. وشاركتها آلاء في الرأي قائلة لا توجد لدينا أعمال سنة وحضورنا من عدمه لا يضيف إلي مجموعنا النهائي شيئا وبمعني آخر حضورنا المدرسة "تقضية وقت" وإذا كنا في أي سنة أخري سنكون مجبرين علي الحضور لأعمال السنة فلا يوجد شيء يجبرنا الآن علي الحضور إلا الفصل الذي يوجه إلي الطالب المتغيب لفترة طويلة وهذا هو الشيء الوحيد الذي يلزمنا ويجعلنا مرغمين علي الحضور، أما بالنسبة للمدرسين فالبعض منهم يهتم بالشرح والآخرون لا يهتمون ويعتبرون الحصص بمثابة "حصة الاحتياطي"، والمدرسون الذين يهتمون بالشرح إذا انتبهت إليهم يحدث لي تشتت خاصة أن المدرس الخصوصي يكون متقدماً علي المدرسة وعندما أحصل علي شرح المادة مرتين بأسلوبين مختلفين يؤدي هذا إلي تشويه ما فهمته وأشعر أنني غير مستفيدة، ونحن الآن في العد التنازلي لبدء امتحانات نهاية العام وما يجبرني علي الحضور الآن هو الامتحانات التجريبية والتشدد في موضوع الغياب. - المضطرة وقالت مريم لا أذهب للمدرسة بعض الأيام لسبب مهم وهو أنني في الفصل الدراسي الأول كانت الإدارة تسمع بالغياب فاتفقنا مع بعض المدرسين أن يكون موعد الدروس في الصباح في حدود الساعة العاشرة حتي يكون الدرس أول شيء في بداية اليوم بعد الاستيقاظ حتي نكون في قمة نشاطنا وبالفعل هذه الطريقة تجعلنا نستوعب الدرس بالكامل وعندما بدأت العودة إلي المدارس من جديد وبدأت الإدارة تحاسب علي مدة الغياب حاولت أن ألغي ميعاد الدرس وأجعله بعد فترة المدرسة ووجدت أن جدول المدرس لا يوجد به موعد آخر فأصبحت مضطرة لعدم حضور المدرسة لعدة أيام وهي أيام الدروس الخصوصية، وتقول خلود أنا لا أحب الذهاب إلي المدرسة لأنني أكره الاستيقاظ مبكرا وهو شيء متعب ومهلك جدا بالنسبة لي وأصبحت مقتنعة أنه لا يوجد ما يستدعي الذهاب للمدرسة وإن كنت أذهب سابقا لمجرد الحصول علي درجات أعمال السنة لأنني منذ الصغر آخذ دروساً خصوصية، وكانت المدرسة لي مجرد أعمال سنة، أما الآن فأنا أستفيد من النوم وأستيقظ في الساعة العاشرة وأبدأ استرجاع دروسي في الصباح وإذا كان لدي درس في هذا اليوم أذهب لحضوره وبعد المجيء أقوم بحل الواجب المتعلق بدرس اليوم حتي يثبت في ذهني وأذهب للنوم لمدة ساعتين وعندما استيقظ أكمل مذاكرة حتي الساعة الثانية بعد منتصف الليل وأذهب إلي المدرسة يومين فقط في الأسبوع لإثبات حضور ليس أكثر، وأحيانا أضطر إلي الذهاب إذا زادت أيام الغياب حتي لا أمتحن مع لجنة المنازل. - مذاكرة جماعية تقول سارة عبدالحميد: أنا أذهب إلي المدرسة عندما أريد المذاكرة بشكل جماعي مع أصدقائي الذين لا يأخذون معي دروساً خصوصية ولا يكون ذلك دائما فيحدث هذا إذا لم أفهم شيئاً وفهمته صديقتي فنثبت حضورنا في أول حصة وبعد ذلك نستأذن للذهاب إلي الحمام ونجلس في "حوش المدرسة" أو في غرفة الموسيقي ونراجع دروسنا لأن المذاكرة الجماعية تضيف لي أكثر من استرجاع دروسي بمفردي وأحيانا نتفق هاتفيا علي أننا نذاكر فصولا معينة وعندما نتقابل في المدرسة نقوم بحل نماذج الأسئلة المرتبطة بالفصل الذي استذكرناه، أما سلمي وغدير فلهما رأي مختلف وقالت سلمي أنا لا أحب الذهاب إلي المدرسة ولكنني أنزل من البيت بحجة الذهاب للمدرسة وأكون مرتدية ملابس المدرسة وأذهب أنا وصديقاتي في "مصعد أي عمارة" ونقوم بتبديل ملابسنا بملابس عادية ونجلس خارج المدرسة لأنها تكون الفرصة الوحيدة لنلتقي بأصدقائنا الشباب والخروج معهم وحتي إن لم نخرج مع أصدقائنا نجلس أنا وصديقاتي في أي "كافيه" وأعتبر هذا الوقت وقت الراحة بالنسبة لي لأن أهلنا يجلسون فوق أنفاسنا ويجعلوننا نذاكر طوال الوقت دون أخذ فترات راحة وهو شيء يرهقنا. - شباب رافض المدرسة ويتفق طلبة الثانوية مع رأي طالبات الثانوية فقال كريم إسلام: أمر بديهي جدا عدم ذهابنا إلي المدرسة فنحن مثل باقي الطلبة الذين لا يريدون الحضور لأننا لا نعمل شيئا مفيدا في المدرسة ووجودنا تحصيل حاصل. أما مصطفي شريف فيقول: أذهب المدرسة حسب الجدول الدراسي والمواد وحسب المدرس فهناك أيام مكثفة يتم تدريس أكثر من مادة فيها وأنا أحاول الحضور في هذه الأيام وأحيانا يكون اليوم ليس فيه مواد كثيرة أو به مواد دراسية، ولكن مدرسيها لا يشرحون وإذا شرحوا لا أفهم طريقتهم فأكتفي بشرح المدرس خارج المدرسة، وأكد محمد محمود أنه لا يذهب للمدرسة إذا لم يذهب صديقه "الأنتيم" ويتقابلان في البيت ليذاكرا ويراجعا سويا، أما إذا ذهب صديقه إلي المدرسة فهو يذهب أيضا حتي إذا كان ذلك سيضيع يومه فهو يري أن وجوده مع صديقه يشجعه علي تكملة باقي اليوم ولا توجد أي مشكلة إذا أضاع يوما أو اثنين وأخذهما راحة.