بينما تهتم معظم القنوات الفضائية ببرامج التوك شو المسائية، نجح برنامج "صباح دريم" علي قناة دريم الأولي في خلق قاعدة جماهيرية بهدوء وثقة منذ انطلاقه قبل عامين تقريبا وحتي الآن، ليتحول البرنامج إلي حالة إعلامية خاصة كونه ليس من برامج الترفيه الصباحية الموجهة للسيدات فقط، ولم تتزامن مع ظهوره حملة إعلانية كتلك التي تهتم بها البرامج المسائية، وفي الوقت نفسه ابتعد تماما عن المنافسة حتي بالمقارنة بالبرنامج الصباحي الأشهر "صباح الخير يا مصر" بسبب اختلاف المضمون والتوقيت، أسئلة عديدة حول البرنامج الآن وخطط المستقبل طرحتها صباح الخير علي الإعلامية دينا عبد الرحمن التي بدأت مشوارها التليفزيوني قبل عشر سنوات تقريباً بسلسلة من البرامج الفنية قبل أن تفاجئ الجمهور بقدرتها علي إدارة حوار يومي يناقش قضايا الوطن وهموم المواطن. في الصيف المقبل يكمل برنامج "صباح دريم" ثلاث سنوات متصلة من العرض اليومي المباشر علي شاشة دريم، ورغم البداية الهادئة، لكن هناك من يري أن البرنامج حقق قاعدة جماهيرية من خلال "العشرة والمودة" مع المشاهدين، كيف تقيمين هذا الرأي؟ - التعبير حقيقي إلي حد كبير رغم أنه لا يبدو مرتبطا بالنظريات الإعلامية، فالبرنامج انطلق دون حملة دعاية مكثفة، وبالتدريج بدأ الجمهور يتابعه ويعتاد عليه، ومع دخولنا في العديد من القضايا ومحاولتنا حلها بالمشاركة مع المسئولين أصبح للبرنامج مكانة خاصة لدي الناس، وهو ما يدل علي أن الجمهور يحتاج للشعور بمصداقية ما يراه علي الشاشة وأنه يحتاج للوقت حتي يتأكد من أن تلك المصداقية غير مزيفة. لكنه يعمل أيضا دون منافسة، فهل استفدتم من عدم اهتمام القنوات الأخري بهذا الأمر؟ - صحيح لا توجد منافسة بالمعني الشكلي للكلمة، لأننا ننطلق يوميا في التاسعة صباحا، ولا نقدم الفقرات التقليدية التي تقدمها بعض البرامج النهارية مثل الطبخ والماكياج، لكننا في الأصل ننافس أنفسنا لأننا مطالبون يوميا بتقديم الجديد للجمهور الذي يكون قد تشبع من البرامج المسائية ويحتاج لملفات أخري في الصباح، ونحن نعتمد علي متابعة صحف اليوم نفسه والقضايا المثارة فيها وفتح الحوار مع أطراف تلك القضايا وهو مجهود يتطلب تعاون كل فريق العمل، فالناس تعتقد أن المذيع هو من يتحمل المجهود الأكبر لأنهم لا يرون غيره علي الشاشة، لكن في واقع الأمر هناك فريق من المعدين والمراسلين والمخرجين الذين يعملون طوال الوقت لتقديم وجبة إعلامية دسمة يومياً، بعد اجتماع أسبوعي يتم كل أربعاء. لكن موعد عرض البرنامج يجعله قريباً أكثر من السيدات وربات البيوت؟ - بصراحة شديدة لم أشعر بهذا الأمر من ردود فعل الجمهور، ولو تابعت الاتصالات الهاتفية التي يتلقاها البرنامج ستجد توازنا بين المشاهدين من الجنسين، والكل يتكلم حسب القضية، فلو ناقشنا أزمة الأنفلونزا والمدارس بالتأكيد ستكون المشاركات النسائية أكثر، لكن الحقيقة أن التواصل موجود من كل الفئات والأعمار. تتعمدين في الكثير من الأحيان التحدث باللغة العربية الفصحي رغم أن معظم مقدمي البرامج يتكلمون بالعامية؟ - لا أفعل ذلك من أجل التظاهر بحبي للغة العربية، لكنني أشعر أنها لغة رصينة تناسب البرنامج، وأحاول أن أجعل للحوار نمطا خاصا به، كما أننا نشكو طيلة الوقت من ضياع تلك اللغة لدي الجيل الجديد، وأعتبر أن ما أفعله وسيلة للحفاظ عليها بشكل غير مباشر والجمهور - بالمناسبة - قد يستغرب هذا الأمر في البداية، لكنه يستحسنه بعد ذلك بناء علي تجربتي الشخصية. وكيف تأتي مشاركة البرنامج في حل المشكلات؟ - لدينا فقرة اسمها "ديوان المظالم"، ولا نتعمد من خلالها أن يكون دورنا هو حل المشكلة من البداية، لكننا نترك الأمر لتجاوب المسئولين، الذين يتصل بهم البرنامج للحصول علي الرد الرسمي، وعندما يعد المسئول بحل المشكلة نتابع معه هذا الأمر، وأعتقد أن دور أي برنامج يحترم جمهوره ألا يكتفي ببث المشكلات من أجل جذب الانتباه فقط، وإنما بالمشاركة في الحل قدر المستطاع، وأؤمن أن تلك المشاركات لها دور كبير في زيادة مصداقية البرنامج وإحساس الجمهور ب "العشرة" مع صناعه . صرحت من قبل بأنك لا تشاهدين برامج التوك شو المسائية، هل هي محاولة للهروب من تقييم تلك البرامج؟ - لست في حاجة للهروب لأنني لست في منافسة حتي يطلب مني الكلام عن البرامج الأخري، لكن في بدايات "صباح دريم" كان انشغالي بتحضير البرنامج والتواجد في الاستوديو من الثامنة صباحا يمنعني من السهر أمام برامج التوك شو، والآن أحاول تفادي مشاهدتها حتي لا أتأثر بالنقاشات الدائرة إذا تابعت القضايا نفسها في الصباح التالي، فلا يشعر الجمهور بأنني أكمل حوارا تابعه في المساء. لكن كل مذيع يتمني بالتأكيد الظهور في هذه النوعية من البرامج؟ - لا أنكر ذلك، وبالفعل جاء لي أكثر من عرض، لكنني مازلت أنتظر مزيدا من النضج لتجربة "صباح دريم"، وأنا مرتبطة جدا بالقناة، وأتمني عدم الخروج منها إلا لتلبية حلم إعلامي جديد لا أستطيع الحصول عليه في "دريم". وماذا عن العودة للبرامج الفنية؟ - أعتقد أنها مستبعدة، فالفن علي رأس اهتماماتي بحكم الدراسة والخبرة، لكنني لا أريد أن أحصر نفسي في هذا المجال فقط، لكنني أناقش القضايا الفنية العامة ضمن الاهتمامات التي تفيد الفئة الأكبر من الجمهور. نلاحظ أنك لا تغيرين كثيرا من "اللوك" الخاص بك علي الشاشة؟ - مقدمو البرامج اليومية لا يجدون وقتا لمثل هذه الأمور، والأهم بالنسبة لي الظهور بالشكل المناسب لتوقيت ومضمون البرنامج، فلو غيرت شكلي وقدمت موضوعات عادية لن يجلس الجمهور من أجل مشاهدتي أنا فقط، أنا لا أتعامل بمنطق نجوم السينما. البعض يري أيضا أن نبرة البرنامج هادئة في معظم الأحيان، وأنك تنحازين ضد المسئولين دائما. - بالعكس فأنا أري أن النبرة ليست هادئة إطلاقا، لكن ربما من يري ذلك يتكلم عن عدم وجود مواجهات ساخنة وعلو صوت الضيوف، وذلك لأننا ندعو المسئولين والضيوف عموما ليوضحوا الصورة لا للهجوم عليهم، وبخصوص الانحياز ضد المسئولين فأنا أعبر عن الأسئلة التي تدور في أذهان الناس وأضع نفسي مكان المشاهد فيبدو الأمر وكأنني أتعمد التحقيق مع المسئول. الفترة الأخيرة شهدت وقوف برامج الفضائيات أمام المحاكم.. هل تعتقدين أن الحريات ستضيق في المرحلة المقبلة بسبب هذه الظواهر السلبية؟ - السوق أصبحت مفتوحة لكل الظواهر في الآونة الأخيرة، وأعتقد أن غياب الصفة الإعلامية هو السبب، فالإعلامي يجب أن يكون إعلاميا فقط، مهمته الظهور علي الشاشة والوقوف بين كل الأطراف، لا أن يصبح طرفا وتكون له مناصب أخري، في هذه الحالة تسبب تلك الفوضي تجمع أعدائه ضده لمواجهته وسيختارون طبعا نقطة القوة الأبرز وهي دوره كإعلامي وعلاقته بالناس.