لازالت البشرة السمراء تستهوى الفنان فرحات زكى، ففى معرضه الجديد بقاعة جرانت يقدم 52 لوحة جديدة، معظمها بخامة الباستل ذات النضارة اللونية والتى أحبها وبرع فيها. هذه المرة تناول الوجوه السمراء برؤية جديدة، فيها خلاصة خبراته الماضية، ولذلك بدت مختلفة عن التجارب السابقة، فهو يرسم بأسلوب أكثر تلخيصاً فى الفورم من حيث الخطوط والألوان، ودائماً كانت البشرة السمراء مصدر إلهام له حيث يراها أكثر غنى فى اللون وإشعاعاً وتوهجاً فى الضوء، ولذلك كانت تلك الوجوه تحتل مكانة متميزة فى معارضه السابقة، حيث كان يقدمها بإحساس لونى أقرب إلى المونوكروم "الرسم بلون واحد". ولكن فى تجربته الجديدة يقدم بالتة لونية أكثر غنى ودسامة ونضارة، ساعده على ذلك خامة الباستل التى أحبها وفهم أسرارها، وهو يقول عن ذلك "تجربتى مع الباستل بدأت من أيام الكلية، فقد كنت متميزاً فى الرسم والباستل خامة رسم قبل أن تكون مادة تلوين فقط، فهى تناسب طبيعتى فى التعبير حيث تتميز بألوانها النضرة والمشرقة الهادئة، يراها صعبة وفقيرة لقلة درجاتها اللونية ولكنى أرى فيها مادة طيعة تناسب أحاسيسى وأدائى". وهناك خمس لوحات بالحجم الكبير بخامة الزيت يقدم فيها دراسة للجسد الإنسانى لبنت البلد، رسمها بألوان ثوبها الروز الصريح. تظهر من خلال المرآة حيث يبدو وجهها له، ولم يتقيد بوجه الفتاة مباشرة، بل كان ظهرها هو المواجه له. حاول أن تبدو اللوحات بأسلوب تأثيرى يعتمد على اللمسة السريعة وتباين اللون وأيضاً النور والظل. وضع أمامها بعض أدوات الزينة التى أضافت غنى وثراء للتكوين ويرى الفنان فرحات أن هذه التجربة هى جوهر معرضه الجديد وبداية لمرحلة فنية جديدة. كما يقدم مجموعة دراسات لوجوه بالألوان المائية التى يستخدمها لأول مرة، ولذلك يمتاز المعرض بتعدد الخامات والتى أعتقد أن الفنان قد نجح فى العزف عليها جميعاً.