لا أحد يتصور أن يقوم التليفزيون بتقديم دعوة عامة لجميع المواطنين بمعاكسة المزز، رافعا شعار أنا المصري كريم العنصرين.. يعاكس المزز جنب الأهرمين، ولا أحد يتصور أن تصبح الخيانة، إحدي الشعارات المرفوعة، من خلال الشاشة الصغيرة، وتخوني قيراط أخونك قيراطين، وتشوفني بمزه.. أشوفك باتنين. فقد خرج علينا إعلان لإحدي شركات المياه الغازية، مؤكدا أن معاكسة المزز واجب قومي، زي تشجيع المنتخب كده، وأن المواطن اللي ملوش مزة يعاكسها، يروح الشفخانة، ينقيله حمار علي مزاجه ويسرح بيه، ثم تقدم نفس الشركة إعلانا آخر.. يؤكد أن المواطن إللي ها يطفح المشروب بتاعهم، يقدر يخون وهو آمن ومطمئن، لأن الخيانة.. قوة ومتانة. في الإعلان الأول.. يخرج علينا صوت المذيع، وكأنه يعلن تحرير غزة، أن المواطن - وما تعرفش ليه الإعلانات موجهة للرجالة مش الستات - إللي ها يرقع علبة من المشروب ده علي الريق، هاتنزل الدود اللي في بطنه، ويقعد يتشات مع بنت، وتطلع فعلا بنت، ثم نري مزه بتجري وهي فرحانة، كأنها لقت أنبوبة بوتاجاز، لتقابل المخفي علي عينه، كأنها هاتقابل خروف العيد لا مؤاخذة، وإذا كان يمكن التغاضي عن تلك الدعوة، علي اعتبار أنها صداقة بريئة، أو حتي غير بريئة، وكل واحد وضميره وعلامه بقي، فإن الدعوة الغريبة التي يطرحها الإعلان الثاني لنفس الشركة، لا يمكن التغاضي عنها لأنها تؤكد أن الخيانة قوة ومتانة، وأنا أخون.. إذا أنا موجود وخون المزه يا عتريس.. قبل ما تروح فطيس. فالإعلان يصور المواطن الذي فتح الله عليه وأكرمه بكوز من المشروب إياه، يجلس في السينما بين مزتين، ويأتي صوت المذيع وكأنه يشرح نظرية فيثاغورث يعني تبقي خاطب ياسمين، ومصاحب دينا، وأحلي من الشرف مافيش يا آه آه علي رأي توفيق الدقن، والغريب أن المحروقة خطيبته قاعدة مبسوطة، وهو يخونها علانية، تقولش جبله ما عندهاش دم.. عموما.. الحمد لله إن ما حدش مد إيده، كان بقي فيها قضية آداب، وعقبال الإعلان الثالث، الذي تؤكد فيه الشركة.. إن أي مواطن هايطفح المشروب بتاعها، ربنا هايسخط القرد إللي متجوزه... مزه، وكوز المحبة اتخرم.. اديله بنطة لحام.