ينطق أفيش فيلم "إني راحلة" 5591 بطبيعة العلاقة الناعمة بين رجل محب وفتاة عاشقة، وما آلت إليه تلك العلاقة من موت العاشق وانتحار العاشقة حزنا عليه بعدما جمعهما القدر مرة ثانية، فيأتي إبداع راسم لوحة الأفيش من تفهمه لتلك العلاقة الرومانسية الحريرية الجميلة، لذا يضع العاشقة في أحضان العاشق بصورة مغايرة للمألوف، حيث جعل العاشق يحتضن محبوبته من خلفها ويميل عليها برأسه في قبلة فوق جبينها، بينما هي قد ذهبت بكليتها إلي جو من الأحلام تحلق فيه مغمضة العينين، تنطق ملامحها بالهدوء النفسي والسعادة الداخلية والاطمئنان الذي تبعثه يد العاشق وقبلته الولهة، تلك القبلة التي لم تأت فوق الشفتين كما يحدث في نوعية أفيشات أفلام الغرام، وإنما فوق الجبهة لتوحي بطهارة الحب وصدقه لنبوعه من الروح والفؤاد وليس من الجسد والشهوة، ولم يغفل فنان الأفيش إكمال اللوحة الرومانسية الشجنية الحزينة بوضع رسم لشجرة كبيرة السن في الخريف منزوعة الأوراق توحي بانتهاء زمن الحب برحيل المحبين كما رحل ربيع الأشجار، كما كان القصد إلي جعل صورة البطلة مشرقة لونيا عكس صورة البطل بما يوحي بخشونة الرجل ورقة المرأة لإكمال رومانسية الحب بتكامل المحبين.