مصر هي أمي، بلادي بلادي، حلوة يا بلدي،..وانا صغيرة وعند سماعي لبعض الأغنيات الوطنية، كنت أري أن حب مصر لا يعدو عدة كلمات مصفوفة كلمة تلو الأخري، فلم اعايش موقفا يدل علي الحب والانتماء والعشق لهذا الوطن. تبدلت كل هذه المشاعر رأسا علي عقب ولم أعد أشعر أن حب مصر مجرد كلمات، ولكنه أصبح ينفجر حبها بداخلنا بشكل قوي وواضح، وهذا بدءا من يوم الاربعاء 81 نوفمبر 9002 هذا اليوم الذي اعتبره الكثيرون إهانة للمصريين ولكرامتهم علي ما حدث لهم في السودان من الجزائريين بعد مباراة كرة القدم بين المنتخب المصري في أم درمان بالخرطوم، لم اره سوي اليوم الذي عبر عناكمصريين متماسكين خائفين علي بعضنا البعض، محبين لبلدنا الغالية مصر. فكل منا حاول التعبير عن حبه وانتمائه بالفعل، وليس بالكلمة، كل منا في مجاله وعلي طريقته للحفاظ علي كرامة هذا الشعب صاحب الأخلاق الذي يتميز بالطيبة. فلأول مرة أشعر أننا أصبحنا يدا واحدة حتي إذا لم نعرف بعضنا البعض، نحن نعمل بكل حب وولاء وانتماء ليعلو اسم مصر ولنسترد كرامتنا. لاحظت عددا كبيرا من الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات السلمية بدأت في الظهور إعلانات أننا نقف وقفة رجل واحد، فكانت الوقفات الاحتجاجية في كل مكان أمام السفارات بالجامعات سواء كانت حكومية أو جامعات خاصة، تقديم الشكاوي من الشباب عبر الإنترنت. لم نشعر حاليا أنه يوجد فارق في الطبقات أو الفئات الاجتماعية، لكننا كلنا الآن تحت علم واحد يضمنا ويجمعنا ونخاف عليه ونريد أن يكون دائما عاليا مرفرفا وهو علم مصر. بعد هذه الأزمة خاصة بعد مكالمة السيد علاء مبارك نجل رئيس الجمهورية في أكثر من برنامج تليفزيوني والتي أسعدتنا جميعا، فمن خلال هذه المكالمات وسرده للأحداث شعرنا أنه مواطن عادي يحب مصر ويفتخر بها ويقدرها، وليس لأنه ابن السيد الرئيس، لكن لانه أخ لنا جميعا شعر بمشاعر المواطن العادي، وتحدث بتلقائية المواطن البسيط. ظهرت هذه الأيام كمية كبيرة لا نستطيع حصرها من الأغاني الوطنية في الحقيقة فهي ظهرت في وقتها، فؤاد وحماقي وتامر وحتي غير المصريين نانسي عجرم والجسمي تغنوا بمصر.. هذه الأغاني دخلت إلي أفئدتنا وشعرنا بها ولأول مرة نشعر بهذا الحماس، وبصراحة أنا لم يكن في خيالي أنني أضع الأغاني الوطنية علي سي دي لأسمعها بسيارتي مثلا وأنا متأكدة أنني لست الوحيدة التي تسمع هذه النوعية من الأغاني حاليا، وأنا علي يقين أن تأثرنا بهذا البلد وحبنا له سوف يستمر لأننا في الحقيقة فوقنا علي حبها! لم أفكر من قبل في معني كلمة وطن، لكنني الآن علمت أنه أسمي وأقدس وأقدر ما في الوجود، الوطن يعني مصر. خرجنا من هذه الأزمة بانتماء شديد وحب حقيقي، وعرفنا حبنا لمصر في الشدة، بجد فخورة أني مصرية، .