قبل سنوات كان هناك من الكتاب والصحفيين من يقولون إن الأكراد ليس لهم أصدقاء ولا أصحاب غير الجبال الموجودة فى كردستان. لكن، وبعد حين من الزمن، ظهر العكس، بل وظهر لنا أصحاب وأصدقاء وأحباء هاماتهم أعلى من الجبال وأشم من القمم. ها أنا اليوم أرى، وأنا أعيش فى مصر المحروسة، أن أصدقاء الشعب العراقى والشعب الكردستانى بالذات، والحمد لله، أكثر بكثير من الجبال والشجر، ومن بينهم الصديق العزيز الأخ الفاضل الدكتور مصطفى الفقى - وإن لم أتشرف بلقائه ومعرفته عن قرب حتى الآن، لكننى تشرفت بقراءة كلماته المعبرة والجميلة فى جريدة «المصرى اليوم» - حين كتب عن الرئيس جلال طالبانى، وأنا أعتقد أن الأستاذ مصطفى الفقى يوافقنى الرأى لو قلت إنه - طالبانى - رمانة الميزان للعراق. وأنا أكتب هنا لا أريد أن أفسر وأفصل وأترجم ما تفضل به أستاذى العزيز عن «مام جلال»، بل أريد أن أقول لأبناء جلدتى وأبشرهم بأن هناك الكثير من إخوانى العرب فى مصر يترقبون العراق ويرون الحقيقة الساطعة فى شخصيات وقيادات العراق، وهم يبدون إخلاصهم ويجهرون بحبهم وإعجابهم بالرئيس طالبانى. يكفينا نحن الكرد فخراً واعتزازاً بصديق حميم وأخ صميم مثل الأستاذ الدكتور مصطفى الفقى، ويكفينا أيضاً شهادة شاهد، قامته فى السماء وجذوره فى ربوع وادى النيل، لعدالة قضيتنا وإخلاص قياداتنا وعظمة رئيسنا، وكذلك آراؤه حيال العراق والعروبة والأمة العربية. كنت قبل أن أعايش المصريين لدىّ إعجاب بذكائهم وخفة دمهم وإخلاصهم فى العمل وذوقهم الرفيع الراقى فى الفن بكل أنواعه عن طريق كتابات العقاد والمنفلوطى وأغانى سيدة الغناء العربى أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومسلسلات نور الشريف ويحيى الفخرانى، لكنى اليوم، وأنا أقضى أيامى فى القاهرة ومنذ شهور أرى وأسمع وأصدق ما كنت أتخيله قبل مجيئى ومعرفتى بهذا البلد الأمين. ظهرت لى الحقيقة الساطعة مثل الشمس بأن مصر هى أم الدنيا بحق وأن الشعب المصرى لا يموت ولا يزهق ولا يمل ولا يتعب، وأن شخصيات مصر هم من محبى العراق شعباً وأرضاً، ومن معجبى قيادات كردية عراقية مثل «مام جلال» لأنهم على حق عندما اعتقدوا أن العراق سوف يتعافى مما هو فيه بمساهمة كردية فعالة ومؤثرة، وأن الكرد هم من يريدون بناء العراق من جديد على أسس ديمقراطية تعددية فيدرالية تضمن حقوق الكل بعدالة وسواسية. وبعد قراءتى لما كتبه الدكتور الفقى فى «المصرى اليوم» حاولت جاهداً الاتصال به - ولم أفلح - لكى أشكره ليس على ما كتبه من إطراء لطالبانى، بل لما أظهره من حقيقة حول ما يجرى فى العراق وكردستان. وها أنا أكتب هنا لكى أعبر عن شكرى وامتنانى للأستاذ الدكتور مصطفى الفقى وإخلاصى وحبى للجريدة الغراء «المصرى اليوم»، متمنياً نشره لكى أعبر عن وفائى لأصدقائنا فى مصر والإعلام المصرى. ملا ياسين رؤوف ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى فى القاهرة