عندما قرر أن يترك بلده العراق لم يختر أن يعيش فى أى بلد أمريكى أو أوروبى، ولكن فضل أن يعيش فى مصر ويرى أنها صاحبة حضارة وعراقة فأسس (بيت العود) فى نهاية التسعينيات فخرج من بين يديه مئات التلاميذ فى مصر والوطن العربى وبات الجمهور المصرى يستمع إلى ألحان العود من بين أصابعه فانطلقت أنغام السنباطى، والقصبجى، وفريد الأطرش بنكهته بالإضافة إلى ألحانه وأنغامه، إنه نصير شمة الذى فتح لصباح الخير قلبه وعقله وتحدث عن آخر أعماله وأحلامه (لبيت العود) ورفضه العزف مع مطرب فى حفلة واحدة، وحلم العودة لبلده العراق وأسرته فكان لنا معه هذا الحوار. كنت مسافراً فى الأيام الماضية فماذا كنت تحضر أو تعمل؟! - أقوم بالاستعداد "لأوبريت القدس" الذى سينطلق من دار الأوبرا السورية وستتم إذاعته على كل القنوات العربية ويشارك فى الغناء الفنان السورى "صباح فخرى"، و"ميادة الحناوى"، والمغنى التركى "راهى أطلس"، والمغنى اللاتينى "أزيكوموهرينى" ملك الفلامنكو.. كل واحد سيغنى بلغته.. ولأن العمل مكلف جداً لذا لم يتم عرضه على الأوبرا المصرية حتى الآن، ولكن لو توافرت الميزانية سنعرضه! تقدم برنامج "مع نصير شمة" على التليفزيون المصرى فما الجديد والمختلف عن باقى برامج الغناء والموسيقى؟! - كنت أقوم بتقديم برنامج موسيقى فى العراق فى بداية التسعينيات وكان ذلك على التليفزيون العراقى وحقق البرنامج شهرة رغم عدم انتشار الفضائيات العربية فى ذلك الوقت، وعندما كلمنى صديقى (حسين كمال زين) أصر أن أقدم برنامجا على التليفزيون المصرى بحكم ما يجمعنى معه من جلسات أدبية وصالونات شعرية ووجدت أن أقدم فكرة الجمع بين الجيل القديم والأجيال الجديدة معاً نقدم فى البرنامج أصواتا وألحانا جديدة وكذلك مطربين جددا يقدمون الأغانى والتراث صورنا خمس حلقات حتى الآن وفى أكتوبر سنتابع تصوير باقى حلقات البرنامج وسيكون معنا كبار النجوم من مصر والوطن العربى من مصر ستكون معنا أنغام، وهانى شاكر، وعلى الحجار، ومن الوطن العربى ميادة الحناوى، وصباح فخرى، ووديع الصافى. هل ترى أن أجيال الشباب اليوم تميل للعود بقدر ميلها للجيتار أم لآلات موسيقية حديثة؟! - ده مفهوم قديم، ولكن اليوم من شدة النجاح الناس تطالبنى أن أقدم عزفا على العود صولو والحقيقة لقد قمت بتكوين عدة فرق موسيقية مثل فرقة (تخيل) موسيقى معاصرة ويدخل من ضمنها العود مع الآلات العصرية وفرقة (عيون) الموسيقية للموسيقى العربية الكلاسيكية المعاصرة (أوركسترا السر) فيها ثلاثون عازفا يقومون بالعزف "شرقى وغربى" كذلك أوركسترا (بيت العود) فيها ثلاثون نوعا من أنواع العود، كذلك أوركسترا (الشرق) تجمع مجاميع من آلات الإيقاع والنفخ. لماذا لا نشاهدك تعزف على العود مع مطرب؟! بصراحة لو أردت أن أقوم بذلك فسأختار المطرب السورى الكبير صباح فخرى حتى أعزف على العود معه، ولكنى قررت بينى وبين نفسى أننى لن أعزف على العود وراء أى مطرب مهما كان، والحقيقة ما زاد من قناعتى بما قررت هو أننى فى أحد المهرجانات التى أقيمت فى إيطاليا قدمت مع مطرب كبير جداً، ولن أستطيع أن أذكر اسمه، قدمت حفلة بطريقة الغناء الأندلسى بمعنى أن يغنى المطرب ومن ثم يرد عليه العازف، ولكننى وجدت (الجالية العربية) هناك تطالبنى بالعزف وحدى رغم وجوده معى على المسرح كان هذا موقفا فى غاية الإحراج بالنسبة لى رغم أنه كان يغنى من ألحانى! اليوم (بيت العود) ثلاثة فروع هنا فى القاهرة (وبيت العود فى أبوظبى)، و(آخر فى الجزائر) والخطة المستقبلية لمشروع (بيت العود) وكيف تجد إقبال الشباب على تعلم هذه الآلة الكلاسيكية العريقة؟! - نعم وسنفتح فى نهاية هذا العام (بيت العود فى الدوحة) وكل بيت عود تقوم بالإنفاق عليه وزارة الثقافة أو ما يتبع لها فى أى بلد، والحقيقة يقبل على تعلم العود الكثير من الشباب، وأيضاً باقى الأعمار، ولكن إقبال الشباب على تعلم العود إقبال كبير وجميل فى نفس الوقت! رغم كل ما حققته من إنجازات فى بيت العود، ولكن حتى الآن هناك من يطالب أن يتولى مسئوليته فنان مصرى خاصة أن مصر ولادة وبها كثير من الفنانين فما رأيك؟! - الحقيقة عندما أقمت مشروع (بيت العود) فأنا أقوم بالتدريس ورغم أن هذه وأقصد مهنة التدريس فى غاية السمو والعطاء، لكنها فى الواقع تأخذ من وقتى لأنى فنان ولدى الكثير من المشروعات الفنية الخاصة بى وعندما أقوم بالتدريس فأنا أضيع جزءا كبيرا من وقتى، وإذا كنت أبحث عن منزلة أو منصب فأنا كل يوم تعرض علىَّ مناصب رفيعة وكبيرة فى أكثر من بلد عربى وعلى رأسها بلدى العراق يعنى قبل وقت قصير عُرض علىَّ أن أتولى منصبا كبيرا جداً فى العراق، وأنا رفضت، وهذه الاتهامات التى تتبعنى وتقول (مفيش غير نصير شمة)!! أرد عليها وأقول أن مصر بلد كبير ويحتضن كل الفنانين، وأن أى فنان عربى عطاؤه يعود بالخير بمعنى أنى دعمت كثيرا من التلاميذ فى مصر والعراق وعددا من البلدان العربية، كذلك قمت بالدعوة إلى معالجة مرضى عراقيين فى الهند تحملت تذاكرهم وتأشيراتهم وبعلاقاتى صرفنا عليهم حتى الشفاء والعلاج فى الهند، السنة الماضية قمنا بتدعيم الجامعات والمدارس المصرية بمبلغ (مليونين ونصف المليون جنيه) أيضاً بحكم عملى وعلاقاتى، إذن الفنان الحقيقى عندما يريد أن يدعم شعبا بكامله يستطيع ذلك ولا ينتظر أى دعم من أى مؤسسة أو أى شخص!! ذكرت رفضك لمنصب رفيع فى بلدك العراق هل هذا معناه أنك لن تعود للعراق؟! - بالطبع لا، ولكن أنا رفضت المنصب لأنى لا أريده بالرغم من أنه يحلم به كثير من الفنانين، أما عودتى للعراق فلقد اقتربت والحقيقة عندما غادرت العراق لم أذهب لأى بلد أوروبى أو أمريكى بل جئت إلى مصر أم الدنيا وقضيت بعض السنوات فى تونس، رغم أنه متاح عندى أن أعيش فى أى دولة لأنى لا أريد أن أخرج من بيتى ومن بيئتى أريد عندما أمشى فى شوارع القاهرة أذكر كل شبر من بغداد بلدى، سأرجع فى فترة قصيرة، ولكن لدى حلما أريد أن أحققه للعوادين هنا، وأحلم بأن أفتح فروعا (لبيت العود) فى بغداد والسلمانية والبصرة وكل محافظات العراق؟! مَنْ مِنْ الفنانين العراقيين تحترم صوته؟! - طبعاً كاظم الساهر، ورضا العبدالله، وماجد المهندس، ومهند محسن، وأيضاً "شذا العراقية" كلهم فنانون عراقيون كذلك حسين الأعظمى، وسعد الأعظمى، كثير من الفنانين العراقيين الموجودين الآن مهمون فى العالم العربى!! إذا أردنا أن تذكر لنا أهم الشروط التى يجب توافرها لشراء عود جيد؟! - طبعاً من يشترى عودا يأخذ رأى واحد بيفهم فيه والحقيقة لقد قمت بإحضار أربعة أو خمسة صناع من مصر وأعطيتهم بعض الأسرار فى صناعة العود التى تضمن القياسات المضبوطة واشترطت عليهم أن يصنعوا العود هنا للطلبة، ولكن لن يتجاوز سعره أبداً (005 جنيه) فأصبح لدى كل واحد من طلبتنا عود جيد وبأسعار معقولة! هل يستمع نصير شمة إلى سعد الصغير وشعبان عبدالرحيم؟ - أسمعهما عندما أكون فى مكان يقوم بتشغيل أغانيهما أو عندما أكون فى الشارع مثلا، ولكنى لا أقصد أو أتعمد أن أذهب وأشترى شرائطهما، والحقيقة أحترم الغناء الشعبى، ولكن فى مصر ربما أحترم تجربة (أحمد عدوية) أكثر فأنا أحبه وأحب أسمع أغنياته وأجد فيها كثيرا من الأدوات والتكنيك الذى تحتاجه الأغنية الشعبية!