- هل أنت إنسان حر ؟.. كاذب لو قلت نعم. هل تستنكر السؤال ؟.. ربما .. ولكنك بالتأكيد ستدرك يوماً ما أن الإجابة ليست أبداً سهلة أو هينة .. وأحمق أنت إذا ما تجاهلتها. هل يمنعك الخجل من الاعتراف؟ .. لا عليك .. كلنا مثلك: ندرك تماماً أننا مكبلون بأطنان من الحديد يعرقل إرادتنا الحرة فى أن نمضى فى الطريق الذى نرغبه، وأن نكون الشخص الذى نريده. - نولد فى أسرة بعينها، لانملك حتى حق اختيارها .. يشدنا إليها حنين أو لا يشدنا .. لافرق، المهم أننا لانملك الحنين أو عدمه. - نكبر قليلاً، ونصبح أطفالاً .. يسلموننا للقهر ويحاولون إفهامنا أن الطفولة هى أجمل وأسعد مراحل العمر، فندرك عمق الخديعة؛ إذ كيف ينتج العجز والجهل واللاإرادة وهى مفردات عالم الطفولة أى سعادة. - بعد قليل ندخل عالم المراهقة .. نصبح عبيداً مرة أخرى، هذه المرة تتحكم فينا أجسادنا وغرائزنا التى تقابل بالرفض من كل من حولنا، ومع الرفض ينتفى الأمل فى أى سعادة؟! - تمر سنوات عمرنا .. نكبر قليلاً أو كثيراً .. نحتاج إلى الرفقة، نفكر فى الزواج إعمالاً للناموس الأعظم، ناموس الحياة .. ومرة أخرى نصبح أسرى اختياراتنا، لا نستطيع منها فكاكاً .. وعندما تصبح الرفقة تعيسة والحياة فى ظلها مستحيلة - لانملك تغييرها، رغم سماحة الأديان فى ذلك .. الإسلام على سبيل المثال يقرها حقيقة: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان .. وعندئذ ربما نشعر ببعض الحرية .. ولاتصبح حياتنا رهناً للحظة تم فيها اتخاذ قرار ثبت بعد فترة عدم صحته .. بمعنى آخر نمنح أنفسنا دائماً الحق فى دخول امتحان الدور الثانى لاختبارات الحياة .. ولكن كيف يتم هذا بدون ضحايا وبأقل قدر من الخسائر ؟.. الوسيلة الناجعة هى نظام تأمين الزواج. - فأنت عندما تشترى سيارة، تسارع بالاشتراك فى نظام التأمين على السيارات؛ اتقاءً للحوادث وغيرها، وفى نظام التأمين الصحى يحق للمشتركين التمتع بكل مميزات التأمين .. الزواج أيضاً يحتاج للتأمين. - كيف ..؟ عند تحرير عقد الزواج تحرر وثيقة التأمين على الزواج برسوم يتم تقديرها من قبل الدولة وتزداد بنسبة ما كل فترة، وتحصل هذه الرسوم من كل من يحرر وثيقة عقد قران، وتحصل رسوم أخرى عند تسجيل مولود جديد .. وفى حالة عدم التوفيق فى الزواج، واستحالة الحياة بين الطرفين .. يتم الانفصال بلا تردد وبلا خوف من تشرد الأبناء .. حيث يستحق الأولاد وفوراً نصيبهم من التأمين، وكذلك الزوجة والزوج أيضاً، ساعتها يستطيع كل طرف المضى فى الحياة والارتباط مرة أخرى دون أحمال تثقل كاهله، وتمنعه من حقه الطبيعى فى مواصلة الحياة بحرية ودون تجنٍ على أسرته. - الحياة بها الكثير من المباهج .. فلماذا نغلق دونها الأبواب ؟!؟